أطلقت السلطات الألمانية سراح مواطن لبناني الأصل (26 عاماً) متهم بقتل الشاب السوري "سلوان اللجي" في مدينة زولنغن الألمانية قبل بضعة أسابيع.
وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن الشرطة لم تكشف أسباب إطلاق سراح المشتبه به إلا أنها أكدت على "استمرار التحقيقات حول الجريمة".
وقالت المصادر إنه "بعد جريمة القتل التي وقعت قبل عدة أسابيع في شارع (هاسيل شتراسه) في زولنغن، لم يعد المشتبه به البالغ من العمر 26 عامًا في الحجز".
وأضافت أن المتهم الذي كان موقوفاً منذ نحو ثلاثة أسابيع "اتُهم بطعن شاب سوري يبلغ من العمر 31 عامًا في القلب والرقبة في وقت متأخر من مساء يوم 10 آب الفائت، بشكل شديد لدرجة أن الرجل توفي في مكان الحادث".
وأوضحت المصادر أن القبض على الجاني "تم على أساس الوصف الدقيق له من قبل الشهود. وأصدر القاضي أمر التوقيف بناءً على طلب مكتب المدعي العام الذي بدأ بالتحقيق بتهمة (القتل الخطأ)".
وأشارت إلى أن السلطات لم تبيّن سبب الإفراج عن الشاب، ولم توضح نتائج التحقيق. وختمت بالقول إن "المدعي المسؤول هيريبرت كايون- جيبهارت، أكد أن مذكرة الاعتقال لن يتم تنفيذها بعد الآن. لكنه أوضح أيضا أن التحقيق بخصوص المتورطين في الجريمة مستمر".
تفاصيل مقتل سلوان اللجي
ينحدر المجني عليه سلوان اللجي من مدينة البصيرة بمحافظة دير الزور، ولكنه ولد وعاش في مدينة الحسكة. وكان طالباً بكلية الاقتصاد في جامعة الفرات، وبسبب الحرب في سوريا هاجر مع عائلته إلى ألمانيا.
وفي الـ 10 من شهر آب الفائت، قتل اللجي في مدينة زولنغن الألمانية على يد مافيا لبنانية يسكن بعض أعضائها في الحي ذاته الذي يعيش فيه المغدور.
بدأت تفاصيل الجريمة في أثناء عودة سلوان من ورشة يمتلكها لصيانة وإصلاح السيارات، مع والده وصديقه سالم، يوم وقوع الحادثة. وأثناء ذلك فوجئ الجميع بهجوم خمسة أشخاص لبنانيين من "آل الزين" وجهوا أربع طعنات على جسد سلوان، اثنان منها في الرأس وواحدة في الرقبة وواحدة في القلب مباشرة، بينما تلقى والده طعنة وصديقه سالم ضربة في الرأس.
وأفاد عم المغدور عماد الدين اللجي لـ موقع تلفزيون سوريا أن سلوان كان يتحدث مع والده عندما اقترب منه أشخاص من "آل الزين" متعمدين استفزازه بحجة أن صوت سلوان يزعجهم، فكان رد سلوان أن صوته "عادي" ولم يشتك أحد من الجوار غيرهم، ليتفاجأ الجميع بهجومهم على سلوان من دون أي مبرر.
ويضيف "عماد الدين" أنّ المهاجمين كانوا أربعة ثم لحق بهم شقيقهم وهو يحمل سكين مطبخ ليشاركهم في طعن سلوان.
استدعى أهالي الحي الشرطة الألمانية وسيارة إسعاف إلى المكان الذي وقعت فيه الجريمة، إلا أنّ سلوان فارق الحياة بعد نصف ساعة من طعنه.
خطر المافيات العربية على اللاجئين في ألمانيا
أحد مشيعي جثمان اللجي، محمود العبد الله، قال لموقع تلفزيون سوريا إنّ وجود المافيات لا سيما العربية منها أصبح خطراً على وجود المهاجرين في ألمانيا بشكل عام والسوريين منهم بشكل خاص.
ويضيف أنّ هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، لكنها الأشد بشاعة وأكثر جرأة "وهذا أمر لم يعد من الممكن السكوت عنه" فحماية اللاجئين هو مسؤولية الدولة الألمانية.
هوية القتلة
بحسب تقارير ألمانية فإنّ مكتب مكافحة الجرائم الفيدرالي في عدة ولايات، يعمل على ملاحقة ما بات يعرف بـ"عصابات العشائر العربية" وتعمل السلطات منذ منتصف 2019 على التضييق على تلك الجماعات لارتكابها جرائم منظمة على طريقة ألمافيا، فضلا عن سيطرتها وتحكمها بسوق المخدرات والممنوعات، وفرض إتاوات ومضايقات على سكان ألمان وأجانب في الضواحي.
من تلك العائلات "آل الزين" الذين يعتقد أنّهم يديرون أنشطة تجارة المخدرات في ألمانيا لصالح حزب الله اللبناني، لا سيما أنّهم مقربون منه. وفي الوقت نفسه، يتلقى "آل الزين" المساعدات الاجتماعية، رغم أنّهم يعيشون حالة ثراء فاحش وبذخ بسبب نشاطهم غير القانوني.
وبدأت سيرة "آل الزين" كعصابة منظّمة في ألمانيا بعد وصول محمود الزين إليها- الذي بات يطلق عليه اسم "عراب برلين" فيما بعد -، إبان الحرب الأهلية اللبنانية حيث كان يتزعم ميليشيا صغيرة هناك، ويقيم محمود الزين منذ أكثر من 19 عاما في ألمانيا من دون إقامة بعد أن رُفض طلب لجوئه.