أعلنت السعودية والكويت، عودة السفراء إلى العاصمة اللبنانية بيروت قبل نهاية الأسبوع الجاري، بعد أشهر من توتر العلاقات بين لبنان ودول الخليج.
جاء ذلك بحسب بيانات منفصلة، أمس الأربعاء، الأول صادر عن وزارة الخارجية السعودية والآخر عن نظيرتها الكويتية، والثالث عن نجيب ميقاتي، رئيس الوزراء اللبناني.
سفير السعودية يعود لبيروت
ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن وزارة الخارجية إعلانها "عودة سفير خادم الحرمين الشريفين إلى جمهورية لبنان الشقيقة".
وأشارت إلى أن ذلك يأتي "استجابةً لنداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان، وتأكيداً لما ذكره رئيس الوزراء اللبناني من التزام الحكومة اللبنانية بوقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمس المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي"، في إشارة إلى حزب الله اللبناني والذي تتهمه الرياض بالهيمنة على الحياة السياسية في لبنان.
وأكّدت الخارجية السعودية في بيانها "أهمية عودة جمهورية لبنان إلى عمقها العربي متمثلةً بمؤسساتها وأجهزتها الوطنية، وأن يعم لبنان الأمن والسلام، وأن يحظى شعبها بالاستقرار والأمان في وطنه".
وفي إطار ذلك رحب ميقاتي بالخطوة السعودية، وكتب على تويتر "نثمن قرار المملكة العربية السعودية عودة سفيرها إلى لبنان، ونؤكد أن لبنان يفخر بانتمائه العربي ويتمسك بأفضل العلاقات مع دول الخليج التي كانت وستبقى السند والعضد".
نثمن قرار المملكة العربية السعودية عودة سفيرها إلى لبنان، ونؤكد أن لبنان يفخر بانتمائه العربي ويتمسك بأفضل العلاقات مع دول الخليج التي كانت وستبقى السند والعضد.
— Najib Mikati (@Najib_Mikati) April 7, 2022
خطوة كويتية مشابهة
من جهتها، قالت الخارجية الكويتية في بيانها إن "الكويت تعلن عودة سفيرها إلى جمهورية لبنان الشقيقة، في ضوء التجاوب اللبناني مع المبادرة الكويتية الخليجية".
وأردفت "كذلك استجابة للمناشدات التي أطلقتها القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان وتفاعلاً مع الالتزام الذي قطعه رئيس الوزراء في جمهورية لبنان الشقيقة (نجيب ميقاتي) باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع دولة الكويت ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ووقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمس دول مجلس التعاون الخليجي".
وأكدت الوزارة على "أهمية جمهورية لبنان وعودتها إلى محيطها العربي بكل مؤسساتها وأجهزتها الوطنية معربة عن الأمل بأن يعم الأمن والسلام ذلك البلد".
بدوره أوضح ميقاتي في بيان صادر عنه أن سفير دولة الكويت لدى بيروت، عبد العال القناعي، أبلغه بقرار حكومة بلاده بعودته إلى لبنان قبل نهاية الأسبوع.
وأكد رئيس الحكومة اللبناني أن "ما يجمع لبنان والكويت تاريخ من العلاقات الأخوية الوطيدة التي تزداد رسوخاً مع الأيام".
وشكر ميقاتي "وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، على الجهود التي بذلها لعودة العلاقات اللبنانية- الخليجية إلى صفائها وحيويتها".
أزمة غير مسبوقة
وبعد فترة من التوتر، تفجر الخلاف بين بيروت وعدة عواصم خليجية في 29 من تشرين الأول عام 2021، بسبب تصريحات بشأن حرب اليمن أدلى بها جورج قرداحي قبل تعيينه وزيراً للإعلام وقادته إلى الاستقالة.
وعلى إثر ذلك، سحبت الرياض سفيرها لدى بيروت وطلبت من سفير لبنان المغادرة، وهو ما فعلته لاحقاً كل من الإمارات والبحرين والكويت واليمن.
وبعد نحو 3 أشهر من الأزمة، زار وزير الخارجية الكويتي، الصباح، بيروت في 22 من كانون الثاني الماضي وقدم "مبادرة" لإعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج.
ومن بين ما تضمنته "المبادرة الكويتية"، التشدد في منع تهريب المخدرات من لبنان إلى دول الخليج من خلال الصادرات، وتفعيل التعاون الأمني بين الأجهزة اللبنانية والخليجية.
وتقول عواصم خليجية، بينها الرياض، إن إيران تسيطر على مؤسسات الدولة اللبنانية، عبر حليفتها جماعة "حزب الله"، وهو ما تنفي طهران والجماعة صحته.