icon
التغطية الحية

الزلزال المدمّر يكشف الحاجة إلى تنظيم جهود الجالية السورية في ألمانيا |صور

2023.02.13 | 06:09 دمشق

مساعدات السوريين في ألمانيا لمتضرري الزلزال
حملة مساعدات من السوريين في ألمانيا لمتضرري الزلزال (تلفزيون سوريا)
+A
حجم الخط
-A

يسارع سوريّون في مختلف مدن ألمانيا كما باقي دول العالم التي تضم جاليات سوريّة إلى جمع التبرعات للمتضرّرين من الزلزال المدمّر، الذي ضرب مناطق جنوبي تركيا وشمالي سوريا، فجر الإثنين الفائت.

في العاصمة الألمانية برلين، أطلقت عدة جمعيات حملة تضامن مع منكوبي ضحايا الزلزال، وكان "نادي سلام الثقافي" من أوائل الجمعيات التي هبّت لجمع معونات الإغاثة.

ويقول أحد مؤسّسي النادي إبراهيم السيد: "مع ورود الخبر المفجع شرعنا بجمع المعونات وكانت استجابة الناس سريعة جدا، وخلال ثلاث ساعات فقط امتلأت كل المستودعات لدينا بالمساعدات العينية".

وأضاف في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا، أنّ الصعوبات اللوجستية حدّت من وصول كامل المساعدات التي جُمعت، حيث يجري التواصل والتنسيق بين إدارة النادي وجهات مختلفة، من شأنها أن تذلّل تلك الصعوبات لإيصال ما يمكن إيصاله إلى المناطق المنكوبة في سوريا وبأسرع وقت ممكن.

وعن الصعوبات اللوجستية يوضّح كريم الجندي - أحد المتطوعين في مبادرة شبابية بالعاصمة برلين - قائلاً: "يواجه السوريون صعوبات لوجستية في نقل ما جُمع من معونات إلى تركيا، وهذا يختلف عن نشاط الجالية التركية التي لها باع طويل في ألمانيا، التي وصلت إليها في مرحلة إعادة الإعمار إبّان الحرب العالمية الثانية، وأسّست جمعيات مجتمعية مع مرور الوقت".

ويضيف الجندي لـ موقع تلفزيون سوريا: "الكارثة التي ألمت بنا يجب أن تدفعنا بأسرع وقت ممكن لتنظيم أنفسنا ضمن جمعيات ومنتديات وأحزاب من شأنها أن تستجيب بأسرع وقت ممكن لأي ظرف طارئ يلم بأهلنا في سوريا وهذا ما حصل مثلا مع الجالية التركية، حيث دعا رئيس الجالية في ألمانيا غوكاي سوفوغلو منظمات الإغاثة الألمانية إلى تقديم مساعدة فورية للناس على الأرض، كما فعلوا عام 1999".

وأشار الجندي إلى أنّ الجالية التركية أنشأت بعد زلزال 1999، برنامج رعاية بالشراكة بين الحكومتين الألمانية والتركية لتقديم دعم مجتمعي طويل الأمد للمنكوبين، وهو ما نحتاجه تماما اليوم أكثر من أي وقت".

تعزيز ثقافة التبرع

في مدينة نورنبرغ الألمانية، بادر "أبو خالد" وعدد من أصدقائه إلى جمع تبرعات مادية وإرسالها إلى منكوبي الزلزال، ويرى أنّ المساعدات المادية أنجع من العينية لسهولة وسرعة إيصالها إلى المنكوبين.

ويقول "أبو خالد" لـ موقع تلفزيون سوريا: "حجم التبرعات المادية لم يصل إلى المستوى المأمول، مقارنة بعدد السوريين الموجودين في مدينة نورنبرغ، قرابة الـ10 آلاف سوري".

وأشار إلى أهمية تعزيز ثقافة التبرع والمساندة لدى السوريين، ويعزو سبب تردّد الناس من التبرع لـ"خوف مزروع في أنفس الناس منذ عقود قديمة، حيث حرص حافظ الأسد ووريثه في الحكم، على منع أي عمل مجتمعي من شأنه تعزيز الروابط المجتمعية، كما حرصا على تقديم نفسيهما على أنّهما الكافل الوحيد لأي نشاط سواء إغاثي أو تكافلي".

ويختم "أبو خالد" حديثه بالتشديد على فكرة أن "العمل الإغاثي العفوي غير كاف، ومن الضروري أن ينظم السوريون أنفسهم حتى يصبح لهم ثقل حقيقي سواء في مساندة بعضهم هنا في أوروبا وبنفس الوقت مساندة السوريين في سوريا وباقي الدول التي تضم مهجرين".

وبحسب القائمين على حملة التبرعات، وصلت المساعدات التي جُمعت من السوريين في مدينة نورنبرغ الألمانية إلى شمال غربي سوريا، وجرى توزيعها على المتضرّرين من الزلزال في مناطق عدّة بريف إدلب.

يشار إلى أنّ حملات جمع التبرعات للمنكوبين والناجين من الزلزال المدمّر ما تزال مستمرة، مع تضاؤل فرص الحياة لِمَن بقي تحت الركام، حيث أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، مساء الجمعة الفائت، انتهاء عمليات البحث وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض في المناطق المنكوبة شمال غربي سوريا، والبدء بعمليات البحث والانتشال بعد شبه انعدام وجود أحياء.

وفجر الإثنين الفائت، ضرب زلزال مدمّر بقوة 7.8 درجة على "مقياس ريختر"، 10 ولايات جنوبي تركيا ومناطق عدّة في سوريا، وتسبّب في دمار هائل طال آلاف المباني السكنية والمرافق الحيوية، وخلّف عشرات آلاف القتلى والجرحى ومئات آلاف المشرّدين.