أفادت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا بأنّ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) أوقفت عدة حافلات نقل - تخدّم ريفَي الرقة الشرقي والغربي - عن العمل، بذريعة عدم كفاية المحروقات المخصّصة لمحافظة الرقة.
وقالت المصادر إنّ 6 حافلات تتبع لـ"بلدية الشعب" - العاملة في مناطق سيطرة "قسد" - والتي خصّصت، أواخر العام 2020، لخدمة ريفي الرقة الشرقي والغربي، أوقفتها البلدية عن تقديم خدمات النقل لسّكان البلدات والقرى في الريفين، بحجة عدم توفّر محروقات كافية لها.
وأوضحت المصادر أنّ كميات المحروقات المخصّصة لمؤسسات "الإدارة الذاتية" في الرقة باتت أقل بنسبة 50% مقارنة بالأشهر السابقة، وذلك بعد تخفيضها مِن قبل وزارة المحروقات في "الإدارة"، من دون معرفة سبب التخفيض.
وكانت مخصّصات المحروقات التي تقدّمها "الإدارة الذاتية" لـ مؤسساتها في مناطق سيطرة "قسد"، 100 برميل يومياً، قبل أن تنخفض إلى 50 برميلاً يومياً، رغم أنّ حافلة نقل واحدة تحتاج يومياً إلى برميل مازوت على أقلّ تقدير.
معاناة الأهالي
جلال البوبنة - أحد سكّان بلدة الكرامة شرقي الرقة - قال لـ موقع تلفزيون سوريا إنّه ينزل بشكل يومي إلى سوق مدينة الرقة للعمل في محلٍ لبيع القهوة، وذلك عن طريق حافلة النقل الداخلي، إلّا أنه ومنذ يومين لم يشهد أي حافلات تقلّ الأهالي من البلدات إلى المدينة.
وتابع "من أجل الذهاب إلى مدينة الرقة أنتظر أي سيارة عابرة تقلّني إلى هناك، أو درّاجة نارية توصلني إلى مدخل المدينة (ممنوع دخول الدرّاجات النارية إلى مدينة الرقة) وهناك أتابع المشي سيراً على الأقدام"، لافتاً إلى أنّ هذا الأمر زاد عليه مصاعب الوصول إلى العمل.
بدورها تقول نهى المحمد - معلمة صف في حي الثكنة بمدينة الرقة ومن سكّان قرية حطين غربي المدينة - إنّ الحافلات كانت توفّر عليهم كثيرا مِن نفقات النقل، لأنّ الذهاب من القرية القريبة إلى المدينة عن طريق "تكسي أجرة" أمر كارثي، إذ تتجاوز كلفة التوصيل ذهاباً وإياباً الـ 5 آلاف ليرة سوريّة.
وأضافت أنّها تضطر للانتظار أكثر من ساعتين عند مفرق القرية ريثما تجد سيارةً عابرة قد توافق على نقلها إلى مدينة الرقة، مشيرةً إلى أنّ راتبها الشهري لا يتجاوز الـ 200 ألف ليرة سوريّة، ما يضطرها إلى دفع أكثر مِن نصفه على المواصلات فقط.
مي هشام النوح - طالبة بكالوريا من قرية يعرب (15 كم غربي الرقة) - تطالب الجهات المسؤولة بـ"ألا تزيد الطين بلة" على الأهالي، مشيرةً إلى أنّها منذ يومين تغيب عن دروسها في معهد بالمدينة، بسبب عجزها عن الوصول إليه في الوقتِ المناسب.
وسبق أنّ قرّرت "الإدارة الذاتية"، نهاية العام المنصرم، زيادة كمية المازوت المخصصة في المناطق التي تسيطر عليها "قسد" بمحافظتي الرقة ودير الزور.
الجدير بالذكر أنّ "قسد" تسيطر - بدعمٍ من القوات الأميركية - على معظم حقول النفط والغاز شمال شرقي سوريا، وأكبرها حقل العمر النفطي وحقل كونيكو للغاز اللذين سيطرت عليهما، أواخر العام 2017، في ريف دير الزور.