اشتكى مزارعون من تأخير النظام السوري صرف فواتير محاصيلهم من القمح والشعير، ومنح الأفضلية لمن يدفع الرشوة إضافة للتجار والأشخاص المتنفذين والمقربين من الأجهزة الأمنية.
وقال "أبو بكر" (طلب عدم ذكر اسمه كاملا) وهو مزارع من ريف القامشلي لموقع تلفزيون سوريا "منذ 15 يوماً أكون يومياً في المصرف الزراعي بمدينة القامشلي ولم أستلم أكثر من 20 مليون ليرة سورية من قيمة فاتورتي التي تصل إلى 400 مليون ليرة سورية".
ويوضح "أبو بكر" أن "تسيير دور صرف الفواتير في المصرف يكون عبر منح الأولوية للتجار والسماسرة ممن نقلوا كميات كبيرة من القمح بين مناطق قسد والنظام وأيضا للمتنفذين لدى الأجهزة الأمنية في النظام".
مشيرا إلى أن "موظفين في المصرف طلبوا من المزارعين دفع رشوات وصلت قيمتها لعشرة ملايين ليرة سورية مقابل تسريع عملية صرف الفواتير ودفع كامل المبلغ خلال ثلاثة أيام".
ولفت إلى أن "استمرار آلية توزيع فواتير القمح بالشكل الحالي سوف يتسبب بعدم استلامنا لكامل قيمة فواتيرنا خلال ثلاثة أشهر على الأقل وقيمة الليرة السورية غير مستقرة مقابل العملات الأجنبية الأمر سوف يتسبب بخسائر جديدة للمزارعين".
"ويحتاج المزارعون إلى الحصول على كامل قيمة محاصيلهم من جراء تراكم ديون كلفة البذار وعملية الحراثة والحصاد والشحن والنقل وكذلك الأسمدة والأدوية حيث يعتمد المزارعون على صرف الفواتير لدفع هذا المستحقات لاصحابها" وفق أبو بكر.
النظام يتذرع بانعدام السيولة المالية
وقال "سليمان حسن" (اسم مستعار) مزارع من ريف الحسكة لموقع تلفزيون سوريا إن "النظام يتذرع بعدم وجود سيولة كافية من الأموال لصرف كامل مستحقات المزارعين ويلجأ إلى تقسيط المبالغ ولكنه في الحقيقة يصرف فواتير كاملة لتجار وأشخاص معينين".
واستلم "حسن" 50 مليوناً على دفعتين من أصل 350 مليون ليرة سورية وهي كامل قيمة محصوله من القمح الذي ورده للنظام قبل شهر ونصف. منوهاً إلى أن "كل مزارع يدفع مبالغ كبيرة من الرشوة لضباط النظام أو مسؤولي المصرف الزراعي عبر سماسرة يتم صرف فاتورته بشكل كامل وخلال أيام".
وأضاف أن "بعض المزارعين دفعوا خمسة ملايين ليرة سورية رشوة مقابل صرف كامل قيمة فواتيرهم والتي بلغت 200 مليون ليرة سورية ".
وبحسب المزارع "يوجد شبكات سمسرة عديدة تنشط بين في المصارف الزراعية مرتبطة بعضها بمسؤولي المصارف وآخرون بمكتب محافظ الحسكة وشبكة مرتبطة بالفروع الأمنية وجميعها تحصل على رشوات مقابل تسهيل عميلة صرف فواتير المزارعين".
وقالت وكالة أنباء النظام الرسمية سانا، الخميس، إنه "يومياً تحول قيم فواتير الأقماح المسلمة إلى فرع المصرف الزراعي التعاوني بمحافظة الحسكة، وبلغ إجمالي المبالغ المحولة حتى تاريخه 250 مليار ليرة".
ووصلت كمية القمح المسوقة إلى مراكز الحبوب التابعة للنظام في جرمز والثروة الحيوانية والطواريج بريف القامشلي إلى 114600 طن، مع استمرار عمليات التسويق بمعدل يومي يتراوح بين 1500 و2000 طن وفق ما نقلته الوكالة عن المؤسسة السورية للحبوب في القامشلي.