قال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إن مئات الآلاف من المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع ضد اليمين المتطرف في البلاد، يشجعون الجميع.
جاء ذلك في رسالة مصورة، تطرق فيها إلى مئات الآلاف من الأشخاص الذين خرجوا إلى الشوارع في العديد من أنحاء ألمانيا السبت، تنديداً باليمين المتطرف.
وقال شتاينماير مخاطباً المتظاهرين: "إنهم جميعا مختلفون عن بعضهم البعض، لكن لديهم شيء مشترك. إنهم يقفون الآن ضد كراهية البشر واليمين المتطرف".
وشدد شتاينماير على أن "هؤلاء الأشخاص (المتظاهرون) يريدون العيش معا بحرية وسلام في المستقبل".
وأضاف: "هؤلاء الناس يشجعوننا جميعا. إنهم يدافعون عن جمهوريتنا ودستورنا ضد أعداء الدستور. إنهم يدافعون عن إنسانيتنا"، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول.
وتشهد ألمانيا خلال الأيام القليلة الماضية تظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف تنديداً بحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، الذي تثير عقيدته المتشددة منذ أسبوع تجمّعات حاشدة قلما شهد البلد بحجمها.
وأعلن منظمو الاحتجاجات عن تظاهرات في أربعين مدينة كبيرة، مثل برلين وميونيخ وبون وكولونيا، فضلاً عن مدن أصغر. وفي دريسدن عاصمة ولاية ساكسونيا معقل حزب "البديل من أجل ألمانيا" المعروف بنهجه المعادي للمهاجرين واللاجئين والمناوئ للنظام.
وقد شارك أكثر من 100 ألف شخص في تظاهرات نظمّت، أمس السبت، في عشرات المدن الألمانية، حتّى إن القناة العامة "إيه آر دي" أفادت بمشاركة 250 ألف شخص في الاحتجاجات في عموم البلد.
خطط سرية لطرد المهاجرين
وتعكس هذه التجمّعات الحاشدة الصدمةَ التي أثارها مركز الأبحاث الاستقصائية "كوريكتيف"، في 10 كانون الثاني، حيث كشف عن اجتماع لمسؤولين متشدّدين في بوتسدام بالقرب من برلين جرى، في تشرين الثاني، ونوقش فيه مشروع لحملة طرد واسعة النطاق لأشخاص أجانب أو من أصول أجنبية.
واعتبرت وزيرة الداخلية نانسي فيزر في تصريحات صحافية أن هذا الاجتماع يذكّر بـ"مؤتمر فانزي الشنيع" الذي خطّط فيه النازيون سنة 1942 لإبادة يهود أوروبا.
ومن بين المشاركين في اجتماع بوتسدام، النمساوي مارتن زيلنر الذي أسّس حركة متشدّدة في بلده وأعضاء من حزب "البديل من أجل ألمانيا".
وقد طرح زيلنر مشروعاً لإعادة مليوني شخص تقريباً إلى شمالي إفريقيا، من طالبي لجوء وأجانب ومواطنين ألمان غير مندمجين في المجتمع، بحسب "كوريكتيف".
وهزّت هذه التقارير الشارع الألماني، في وقت يواصل حزب "البديل من أجل ألمانيا" تقدّمه في استطلاعات الرأي، وذلك قبل بضعة أشهر من ثلاثة استحقاقات انتخابية إقليمية بارزة في شرقي البلد حيث نوايا التصويت للحزب اليميني هي بعد أعلى من باقي مناطق البلد.