تشهد منطقة عفرين في شمالي حلب هطولات ثلجية غزيرة، منذ فجر اليوم السبت، أسفرت عن انسداد الطرقات في المناطق المرتفعة وأضرار في المخيمات، في حين بدأت الثلج صباح اليوم بالهطول على معظم مناطق الشمال السوري.
وقال الدفاع المدني في تغريدة على حسابه في تويتر، إن الأهالي يعانون من أوقات عصيبة في منطقة راجو في ريف عفرين بسبب تراكم الثلوج التي أدت إلى انقطاع الطرق الرئيسة في المنطقة.
وأضاف أن 8 خيام تضررت بشكل كلي (انهارت بسبب الثلوج) و12 خيمةً بشكل جزئي كحصيلة أولية في مخيميّ "الملعب والنص" بناحية بلبل بريف عفرين، جراء العاصفة الثلجية التي تضرب المنطقة منذ ساعات الليل وحتى الآن.
وغرد مدير الدفاع المدني رائد الصالح: "لطالما كان الثلج فرحة للكبار والصغار وحدثاً ينتظره الجميع ليفرحوا به، إلا أن حرب النظام وروسيا حرمت المدنيين من هذه الفرحة بعد أن هجرتهم من منازلهم الدافئة إلى خيام هشة وحولت تلك الفرحة لمأساة تزيد من معاناتهم في خيام مهترئة ينهش البرد فيها أجساد الأطفال والمسنين في المخيمات".
واستنفر الدفاع المدني فرقه منذ فجر اليوم لفتح الطرقات والاستجابة للحالات الطارئة. وأظهرت تسجيلات مصورة بثها الدفاع المدني غزارة هطول الثلج.
هطولات ثلجية غزيرة تشهدها المناطق المرتفعة في ريف #عفرين شمالي #حلب ساعات صعبة يمر بها الأهالي في المنطقة مع انقطاع عددٍ من الطرقات، تعمل فرقنا على فتحها والاستجابة لأية حالات طارئة.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/WRPBRzjO13
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) February 4, 2023
البدء بفتح الطرقات المغلقة بسبب تركم الثلوج في منطقة راجو بريف #عفرين شمالي حلب فجر اليوم السبت 4 شباط.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/kmHPDgTt18
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) February 4, 2023
وتشهد مناطق في شمال غربي سوريا منخفضاً جوياً حاداً، منذ الثلاثاء الماضي، مصحوباً بهطولات ثلجية وعواصف مطرية.
ويعاني أهالي المنطقة وخاصة المخيمات من تبعات العاصفة التي أغرقت العديد منها وقطع الطرقات.
وأشارت "الخوذ البيضاء" إلى أنّ غزارة الأمطار المستمرة بالتساقط على مناطق في شمال غربي سوريا، زادت من معاناة النازحين والمهجّرين، الذين حاصرتهم مياه الأمطار المتسرّبة إلى داخل خيامهم.
وتوصي فرق الدفاع المدني السائقين بضرورة الحذر من الطرقات الزلقة في المناطق التي شهدت تساقطاً للثلوج، وتجنّب السير بسرعة عالية.
صباح يوم ألم جديد في التغريبة السورية، تتحول فيه الثلوج مصدر الفرح والسعادة لمصدر للحزن ومضاعفة المأساة.
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) February 4, 2023
الفيديو من مخيم الإيواء في منطقة شمارين شمالي #حلب اليوم السبت 4 شباط.#الخوذ_البيضاء #مخيمات_الطين pic.twitter.com/mqs2sVHimS
مخاوف من تسجيل وفيات بسبب البرد
وقال فريق منسقو استجابة سوريا إن الانخفاض كبير في درجات الحرارة بالتزامن مع استمرار المنخفض الجوي مع هطولات ثلجية كثيفة أثر بشكل كبير على مخيمات النازحين وتحديداً في مناطق ريف حلب الشمالي.
وأضاف الفريق أن الهطولات الثلجية سببت أضرار كبيرة داخل طرقات العديد من المخيمات مع صعوبات كبيرة في حركة النازحين داخل المخيمات، مع تراكم للثلوج والمستنقعات الطينية داخل الطرقات، ورصد حالة أضرار داخل 6 مخيمات حتى الآن مع وجود عوائق كبيرة للوصول إلى مخيمات أخرى متضررة لاحصاء تلك الأضرار.
وسجل حالة حريق داخل إحدى الخيم في مخيمات شمال حلب نتيجة الانخفاض الكبير في درجات الحرارة ولجوء الأهالي إلى الاعتماد على وسائل التدفئة غير المناسبة.
وحذر منسقو الاستجابة من تسجيل حالات وفيات داخل المخيمات وخاصةً بين الأطفال نتيجة انخفاض درجات الحرارة مع استمرار الفعالية الجوية لساعات اخرى في المنطقة، إضافة إلى حدوث حالات حرائق جديدة داخل المخيمات.
ووثّق فريق "منسقو استجابة سوريا"، الأربعاء الماضي، تضرر 56 خيمة وانهيار وحدتين سكنيتين، خلال شهر كانون الثاني/يناير الماضي، في مخيمات النازحين والمهجّرين شمال غربي سوريا، وذلك نتيجة الأحوال الجوية.
أوضاع النازحين في المخيمات
يشار إلى أن النازحين والمهجّرين في مخيمات الشمال السوري وعلى حدود الدول المجاورة وداخلها يعانون من أوضاع إنسانية صعبة، وظروف مأساوية، في ظل فقدان أدنى مقومات الحياة، إذ لا تقيهم الخيام من حر الصيف ولا من برد الشتاء.
وفي المخيمات الواقعة على الشريط الحدودي مع تركيا بريفي إدلب وحلب، يعيش أكثر من 1.5 مليون شخص هجرهم النظام السوري وحليفه الروسي، ويتجاوز عدد تلك المخيمات 1400 مخيم، بينها نحو 500 مخيم عشوائي، تفتقد للبنية التحتية الأساسية من طرقات ومياه وشبكات صرف صحي.