ملخص:
- تهديد كبير بسبب استخدام النظام للطائرات المسيّرة الانتحارية ضد المدنيين شمال غربي سوريا.
- الهجمات تسبب موجات نزوح جديدة وتعرقل حياة المدنيين، بما في ذلك منع المزارعين من أنشطتهم.
أشارت منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) إلى تهديد خطير للسكان في مناطق واسعة من شمال غربي سوريا، مع استمرار استخدام قوات النظام الطائرات المسيّرة الانتحارية كسلاح ضد المدنيين، وتكثيف هجماته التي تستهدف البيئات المدنية.
وبحسب الدفاع المدني، تنذر هذه الهجمات بموجات نزوح جديدة وتقوّض حياة المدنيين وتحركاتهم، وتمنع المزارعين من أنشطتهم الزراعية.
ويوم أمس، استهدفت قوات النظام بـ 11 هجوماً بالطائرات المسيّرة الانتحارية منازل وسيارات المدنيين في مناطق متفرقة من ريفي إدلب وحلب، مع دخول الشهر الثامن من استخدام قوات النظام لهذا السلاح الخطير في حربها ضد المدنيين في شمال غربي سوريا.
وتوزعت الهجمات على 5 بلدات وقرى، وكان النصيب الأكبر لبلدة قسطون في سهل الغاب بريف حماة الشمالي التي تعرضت لهجمات بـ 4 طائرات مسيّرة انتحارية لقوات النظام استهدفت منازل المدنيين وأراضي زراعية، وإحدى الهجمات تسببت بنفوق بقرة بجانب أحد منازل البلدة.
كذلك تعرضت منطقة جبل الزاوية لـ 6 هجمات بطائرات مسيّرة انتحارية، مستهدفة بلدات وقرى شنان وفركيا وأطراف دير سنبل جنوبي إدلب، (شنان 3 ـ فركيا 1 ـ دير سنبل 2)، مما تسبب بأضرار في سيارتين للمدنيين في بلدة شنان، وسيارة في قرية فركيا، في حين انفجرت بقية الطائرات المسّيرة في أراضٍ زراعية، دون وقوع إصابات بين المدنيين.
وفي منطقة ريف حلب الغربي استهدفت قوات النظام بطائرة مسيّرة انتحارية بلدة كفرتعال بريف حلب الغربي، دون وقوع إصابات بين المدنيين.
تصعيد خلال شهر تموز
وخلال شهر تموز الماضي، صعدت قوات النظام هجماتها بالطائرات المسيّرة الانتحارية، مستهدفة المناطق الزراعية وآليات المدنيين في ريفي إدلب وحلب، وتركزت أغلب الهجمات على ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، وخاصة المناطق الزراعية.
ولفت الدفاع المدني إلى أن المدنيين في شمال غربي سوريا يواجهون تهديداً خطيراً مع استخدام قوات النظام الطائرات المسيّرة الانتحارية، مما يدمر وسائل بقائهم على قيد الحياة وسبل عيشهم، بسبب الطبيعة الممنهجة لهجمات هذه الطائرات الانتحارية وتعمد استهداف المدنيين والبنى الاقتصادية الزراعية.
هجمات الطائرات الملغمة في إدلب
بحسب مراصد عسكرية عاملة في ريف إدلب، فإن هجمات الطائرات الملغمة تعتمد على فريق أرضي يكون موجوداً في المساحات المكشوفة، مهمته تسيير الطائرة ومراقبتها من خلال الرصد الأرضي، أو عبر طائرة استطلاع تحلق بشكل متزامن مع المسيرة الملغمة، أو من خلال الكاميرا المثبتة على الطائرة الهجومية ذاتها.
وللوقاية من الطائرات الملغمة وتقليل خطرها، حثت المراصد على استخدام الطرق الواقعة بين الوديان أو التي يكون بينها وبين مواقع قوات النظام حاجز طبيعي يمكنه حجب إشارة الطائرات.
كذلك شددت على ضرورة الانتباه الدائم للأجواء، حيث إنه من الممكن ملاحظة المسيرات الملغمة بشكل فوري بسبب صوتها العالي، والابتعاد عن الآليات عند وجود مسيرات ملغمة في الأجواء، والاحتماء لمدة 20 دقيقة كحد أقصى، وهي المدة المقدرة لانتهاء بطارية الطائرة.
وعند أي استهداف للمسيرات الملغمة، يجب الانتباه للأجواء، كون هذه الطائرات تعتمد مبدأ السرب في العمل، لذلك يجب تأخير الإخلاء إن كانت الأضرار مادية، والانتباه بشكل كبير عند إخلاء الخسائر البشرية، وفق المراصد.
يُشار إلى أنه خلال النصف الأول من عام 2024، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 392 هجوماً من قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية، على شمال غربي سوريا، أدت إلى مقتل 38 مدنياً، بينهم 13 طفلاً و6 نساء، وجرح 150 آخرين، بينهم 57 طفلاً و16 امرأة.