icon
التغطية الحية

"الخوذ البيض" ترفض اختزال القضية السورية بالملف الإنساني

2022.07.09 | 06:03 دمشق

الدفاع المدني السوري
شددت "الخوذ البيض" على أنه لا يمكن القبول باستمرار إخضاع الملف الإنساني للابتزاز الروسي - الدفاع المدني
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

اعتبرت منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيض" أن "تحجيم مطالب السوريين وحصرها باستمرار إدخال المساعدات عبر الحدود، اختزال للقضية السورية بالبعد الإنساني فقط، وخذلان للسوريين وتضحياتهم، ومحاولة تعويم سياسي لنظام الأسد من عدة دول وهو الذي قتل وهجّر السوريين ودمر مدنهم".

وفي بيان لها، قالت "الخوذ البيض" إن "حالة الابتزاز التي فرضتها روسيا على الملف الإنساني، وربط استمرار المساعدات مقابل تنازلات هدفها دعم نظام الأسد ومحاولة تعويمه سياسياً، وتوفير غطاء أممي لاستخدام أموال الدول المانحة في إعادة إعمار مؤسسات النظام وسجونه، وزيادة إثراء شبكة الفساد وأمراء الحرب، تحت بند حزم التعافي المبكر، تزداد وضوحاً"، مؤكدة  أن ذلك "تحايل واضح على العقوبات الدولية وشروط إعادة الإعمار".

وأوضحت "الدفاع المدني السوري" أن "التوظيف السياسي الروسي لملف المساعدات الإنسانية دون أدنى اعتبار للقيم الإنسانية، جاء مستفيداً من الوضع الدولي الراهن، وغياب الجدية في التعاطي مع الملف السياسي في سوريا".

وأشارت إلى أن ذلك التوظيف "يشكل عامل تهديد للوضع الإنساني في شمال غربي سوريا، ويفرض شللاً وحالة من العطالة على عمل المنظمات الإنسانية، وغياباً للاستقرار في تدفق المساعدات المنقذة للحياة بما يهدد حياة أكثر من 4 ملايين مدني، نصفهم مهجرون".

ابتزاز روسي لدعم نظام الأسد

وشددت "الخوذ البيض" على أنه "لا يمكن القبول باستمرار إخضاع الملف الإنساني والمساعدات المنقذة للأرواح للابتزاز الروسي، ولا يمكن القبول بتحول المساعدات الإنسانية إلى سلاح بيد روسيا ونظام الأسد، الذي يقوم بتسييس توزيعها في مناطق سيطرته، وسرقتها لتمويل عملياته الإرهابية لقتل السوريين، بينما يُحرم المدنيون منها".

وأكدت  أنه "لا يمكن منح نظام الأسد مزيداً من السيطرة على المساعدات الإنسانية، من خلال الضغط لزيادة التسليم عبر الخطوط، ليتحكم في عبور المساعدات وإهانة كرامة من هجرهم، عبر إجبارهم على تسلم دوائهم وغذائهم منه، وهو المسؤول عن معاناتهم، واستخدم بشكل ممنهج خلال السنوات الماضية المساعدات كسلاح في حصار وتجويع وإذلال السوريين".

الأزمة الإنسانية انعكاس لغياب الحل السياسي

وذكرت المنظمة السورية أن "الأزمة الإنسانية التي يعيشها المدنيون في سوريا، هي انعكاس لغياب الحل السياسي، وتجاهل المجتمع الدولي لتطبيق قرار مجلس الأمن 2254، والمسارات المضللة التي من شأنها خلق عطالة سياسية، تحول دون تحقيق تطلعات السوريين في مشروع التغيير المنشود، ومسارات العدالة والمحاسبة، وإنصاف الضحايا وذويهم، ووقف انتهاكات نظام الأسد الممنهجة".

وأضافت أن "الوصول إلى المساعدات الإنسانية بكرامة ومن دون تسييس هو حق أساسي للمحتاجين، يجب ألاّ يخضع أصلاً للتفاوض الدوري في مجلس الأمن، الذي مهمته الأساسية التركيز على جهود الحل السياسي وحماية المدنيين، وليس الانشغال بإدخال المساعدات، ".

وطالبت "الخوذ البيض" المجتمع الدولي بـ"اعتماد آلية مستقلة خارج مجلس الأمن، تضمن استمرار وصول المساعدات المنقذة للحياة، دون إتاحة الفرصة مجدداً لأي ابتزاز سياسي"، داعية "الدول الداعمة لحق السوريين في مشروع التغيير إلى إعادة تفعيل العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن 2254، على نحو ينهي المأساة السورية المستمرة منذ 11 عاماً، ويضمن عدم عودة المجرمين إلى الحكم وأروقة المجتمع الدولي".

"الفيتو" الروسي

ولم يعتمد مجلس الأمن أيّاً من القرارين، نظراً لاستخدام روسيا حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار الأول، في حين لم يحصل مشروع القرار الثاني على النصاب اللازم.

ويتطلب صدور قرارات المجلس موافقة 9 دول على الأقل من أعضائه، بشرط ألا تعترض عليه أي من الدول الخمس الدائمة العضوية، وهي روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وتعتبر قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تضم 193 دولة، غير ملزمة، وتصدر بأغلبية الثلثين، ولا تتمتع فيها أي دولة بحق النقض.

وتشدد غالبية الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن، باستثناء روسيا والصين، على أهمية استمرار المساعدات الإنسانية العابرة للحدود من تركيا إلى سوريا، بغية المحافظة على حياة أكثر من 4.1 ملايين شخص محاصرين شمال غربي سوريا.