قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إنه من المهم بالنسبة لواشنطن الحفاظ على خطوط وقف إطلاق النار الحالية في سوريا، مؤكداً على أن أي عملية عسكرية جديدة أو هجوم تركي على شمالي سوريا "من شأنه أن يعيق التقدم الهائل الذي أحرزه التحالف الدولي في مواجهة داعش خلال السنوات الأخيرة".
وفي مؤتمره الصحفي اليومي، أمس الخميس، أوضح برايس أن عملية عسكرية تركية "قد تكون ضارة في سياق العملية السياسية الجارية، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254"، مضيفاً أنه "لقد عبّرنا عن هذا القلق علناً، كما فعلنا مرة أخرى بالأمس واليوم، وعبرنا عن ذلك بشكل خاص مع حلفائنا الأتراك".
وعن خطوط وقف إطلاق النار في سوريا، جدد برايس التأكيد على دعم بلاده للحفاظ على خطوط وقف إطلاق النار الحالية، مضيفاً أنه "نحن ندين أي تصعيد، ونتوقع أن تلتزم تركيا بالبيان المشترك الذي وقعته في 17 من تشرين الأول من العام 2019، بما في ذلك وقف العمليات في شمال شرقي سوريا".
وشدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية على أن واشنطن "تدرك مخاوف تركيا الأمنية المشروعة، ولم يواجه أي حليف آخر في الناتو نفس عدد الهجمات الإرهابية التي واجهها حلفاؤنا الأتراك"، لكنه لفت إلى أن "أي هجوم جديد قد يؤدي إلى مزيد من تقويض الاستقرار، ويعرّض القوات الأميركية وحملة التحالف الدولي ضد داعش للخطر".
وأكد أن "تركيا بحاجة إلى وقف العمليات الهجومية في شمال شرقي سوريا"، مضيفاً أن "هذه هي النقطة التي أوضحتها الإدارات السابقة والحالية، ولكن على نطاق أوسع، حيث إن أي هجوم سيعرض المكاسب الهائلة التي حققناها معاً في السنوات الأخيرة للخطر".
ما مصير صفقة طائرات "F-16"؟
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الإدارة الأميركية ستعيد النظر في صفقة طائرات "F-16" لتركيا في ظل هذا التطور، قال برايس "نحن نقدّر بشدة شراكتنا مع تركيا، وهي حليف مهم في الناتو، ونحن وتركيا لدينا علاقات دفاعية ثنائية طويلة الأمد وعميقة، ولا يزال استمرار تركيا في العمل المشترك مع حلف شمال الأطلسي يمثل أولوية بالنسبة لنا".
وأشار المتحدث باسم الخارجية الأميركية إلى أنه "كمسألة تتعلق بالسياسة، لا نعلق علناً أو نؤكد عمليات النقل الدفاعية المقترحة حتى يتم إخطار الكونغرس رسمياً بها، ولكن ما يمكنني قوله هو أننا نواصل إشراك الكونغرس في هذه المسألة".
العملية العسكرية التركية في سوريا
وفي وقت سابق أمس الخميس، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن بلاده "لم تأخذ إذناً من أحد لتنفيذ عملياتها العسكرية في سوريا، ولن تفعل"، مضيفاً أن تركيا "لا يمكن أن تبقى مكتوفة الأيدي في سوريا"، دون أن يتطرق إلى موعد بدء العملية المرتقبة في شمالي البلاد.
وخلال قمة طهران الثلاثية بين رؤساء الدول الضامنة لاتفاق أستانا تركيا وروسيا وإيران، الثلاثاء الماضي، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده "مصرة على اجتثاث بؤر الإرهاب في سوريا، وإنها تنتظر من روسيا وإيران دعماً بهذا الخصوص".
ومطلع شهر حزيران الماضي، أكد أردوغان أن "أنقرة تخطط لتطهير تل رفعت ومنبج من الإرهابيين"، مشيراً إلى أن بلاده "بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة" في قرارها المتعلق بإنشاء المنطقة، وستعمل على "تطهير المنطقتين من الإرهابيين".
ومن المتوقع أن تشمل العملية التركية عدة مواقع ذات أولوية كبيرة وتنطلق منها هجمات تسببت خلال الأشهر الماضية بمقتل وإصابة العديد من جنود الجيش التركي، مثل عين العرب (كوباني) شرقي حلب، وتل تمر بريف الحسكة وعين عيسى شمالي الرقة.