أنعشت الحوالات المالية الواردة من الخارج، الأسواق السورية قبيل دخول عيد الفطر، وذلك بعد فترة ركود عاشتها طيلة أيام شهر رمضان المبارك.
وتؤكد شركات الصرافة وجود تحسن ملحوظ في عدد ونسبة الحوالات الواردة من الخارج خلال الأيام الأخيرة من رمضان، والتي يأتي معظمها كنوع من صدقات الفطر من السوريين المغتربين، وخاصة من ألمانيا ومصر والعراق ولبنان والإمارات.
وأكد أمين سر "جمعية الخياطة والألبسة" في اللاذقية بسيم القصير، تحسن حركة السوق بنسبة 70% خلال الأيام الماضية، مشيراً إلى أن معظم مرتادي المحال التجارية هم أشخاص لديهم أقرباء في الخارج ويعتمدون على الحوالات الخارجية.
وبحسب ما نقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري عن القصير أنه لولا الحوالات الخارجية لكانت نسبة التسوق لا تتعدى 15% وتنحصر بالطبقة الميسورة الحال.
شريان حياة
تمثل الحوالات المالية الواردة للمقيمين في داخل سوريا شريان حياة بالنسبة لهم، نظراً للظروف المعيشية والاقتصادية المتدهورة التي تمر بها البلاد.
ولا توجد إحصائية دقيقة لعدد السوريين الذين يتلقون حوالات خارجية ولا لقيمة المبالغ الواردة إليهم، إلا أن مركز جسور للدراسات قدر في وقت سابق قيمة الحوالة الواحدة بين 125 و150 دولارا بالمتوسط، وعدد المستفيدين الكلي بأكثر من 5 ملايين نسمة.
وعلى الرغم من أهمية الحوالات الخارجية إلا أن النظام السوري يضيق على مستقبليها وعلى الوسطاء العاملين بتوزيعها، كما يفرض قيوداً مشدداً على المتعاملين بالقطع الأجنبي.
جدير بالذكر أن التضييق الأمني على مكاتب الصرافة والعاملين في الحوالات ينعكس سلباً على السوريين بشكل عام والمستفيدين المباشرين منها خاصة، حيث يؤثر ذلك على حركة الأسوق والقدرة الشرائية، فضلاً عن المساهمة في زيادة الواقع المعيشي سوءاً.