البث المباشر
أكدت المملكة العربية السعودية والنظام السوري على تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات، وضرورة دعم النظام السوري لإنهاء وجود الميليشيات المسلحة، ووقف التدخلات الخارجية في الشأن السوري.
جاء ذلك في بيان صحفي مشترك في ختام زيارة وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، إلى مدينة جدة السعودية، في أول زيارة لمسؤول رفيع من النظام إلى المملكة منذ العام 2011..
وقال البيان إنه "في إطار ما توليه المملكة العربية السعودية من حرص واهتمام بكل ما من شأنه خدمة قضايا أمتنا العربية، وتعزيز مصالح دولها وشعوبها، وتلبية لدعوة من وزير الخارجية السعودية، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، قام المقداد بزيارة المملكة بتاريخ 21 من رمضان 1444 (12 من نيسان 2023)".
وأوضح أنه "عُقدت جلسة مباحثات بين الجانبين، جرى خلالها مناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، يحافظ على وحدة سوريا، وأمنها، واستقرارها، وهويتها العربية، وسلامة أراضيها، بما يحقق الخير لشعبها الشقيق".
بعد سنوات من القطيعة.. هل يصلح العطار ما أفسد الأسد؟
— تلفزيون سوريا (@syr_television) April 13, 2023
إعداد: عصام اللحام @essamallaham#تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/YMhECsDwsE
الأمن والإرهاب والمخدرات ودعم النظام السوري
ووفق البيان المشترك الذي نقلته الخارجية السعودية، اتفق الجانبان على أهمية حل الصعوبات الإنسانية، وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سوريا، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، وإنهاء معاناتهم، وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم، واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية".
وأكد الجانبان على "أهمية تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله وتنظيماته، وتعزيز التعاون بشأن مكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها، وعلى ضرورة دعم مؤسسات الدولة السورية، لبسط سيطرتها على أراضيها لإنهاء وجود الميليشيات المسلحة فيها، والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري".
هل يعود #الأسد إلى الجامعة العربية من البوابة #السعودية؟
— تلفزيون سوريا (@syr_television) April 5, 2023
ما سر انفتاح #الرياض على النظام السوري وخلفه #إيران؟ #نيو_ميديا_سوريا #تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/nultaT2qYq
التسوية السياسية واستئناف الخدمات القنصلية
وأشار البيان إلى أن الوزيرين بحثا "الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كل تداعياتها، وتحقق المصالحة الوطنية، وتسهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي".
ورحب الجانبان ببدء إجراءات استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية بين البلدين، في حين أعرب المقداد عن "تقدير النظام السوري للجهود التي تقوم بها السعودية لإنهاء الأزمة السورية، وتقديمها المساعدات الإنسانية والإغاثية للمتضررين من جراء الزلازل التي ضربت سوريا".
وفي وقت سابق أمس الأربعاء، قالت وكالة أنباء النظام السوري "سانا" إن المقداد والوفد المرافق له وصلوا إلى مدينة جدة في زيارة عمل، بناء على دعوة من وزير الخارجية السعودي، لإجراء مباحثات حول العلاقات الثنائية بين الجانبين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
#جدة | بيان صحفي مشترك في ختام زيارة وزير الخارجية السوري للمملكة 🇸🇦🇸🇾 pic.twitter.com/RI1oLZkbUI
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) April 12, 2023
النظام السوري وإيران في يوم واحد
وتشير بنود البيان المشترك إلى أن التقارب السعودي مع النظام السوري تم ضمن أولويات سعودية، إذا أكد البيان على الصعيد الداخلي على الحل السياسي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وعودة اللاجئين، والاستقرار في سوريا.
وفي بند لاحق، شدد البيان على قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات، وألحق بها "دعم مؤسسات الدولة السورية، لبسط سيطرتها على أراضيها"، ما يشير إلى اشتراط بند دعم النظام السوري بما سبق في البيان.
وتأتي زيارة المقداد إلى السعودية قبل يومين من استضافة مدينة جدة السعودية اجتماعاً لدول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر والعراق، على مستوى وزراء الخارجية، لبحث ملف عودة النظام السوري لجامعة الدول العربية.
وسبق أن نقلت وكالة "رويترز" أن المملكة تعتزم دعوة بشار الأسد لحضور القمة العربية المزمع عقدها في الرياض في 19 من أيار المقبل، في خطوة تنهي رسمياً العزلة العربية للنظام السوري، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كان هناك إجماع عربي على الأمر.
من جهة أخرى، ترافقت زيارة المقداد إلى السعودية، مع وصول وفد دبلوماسي إيراني، لتمهيد الطريق أمام إعادة فتح البعثات الدبلوماسية الإيرانية في المملكة، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسي عربي في الخليج، دون أن تسميه، قوله إن "الإيرانيين والسوريين في السعودية في يوم واحد، هذا أمر جنوني تماماً"، مشيراً إلى أن ذلك "لم يكن من الممكن توقع حدوث قبل أشهر".
كما تتزامن تطورات العلاقات السعودية مع النظام السوري مع اتفاق المملكة وإيران على استعادة العلاقات الدبلوماسية وإعادة افتتاح السفارات بين البلدين، في حين من المتوقع أن يزور الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، السعودية، بعد تلقيه دعوة من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز.
