أصدرت عائلتان كبيرتان من محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، بيانات تدين اختطاف قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، للمدنيين والقاصرين وتجنيدهم إجبارياً في صفوفها.
وأصدرت عائلة "عليكو"، بياناً السبت، بعد مرور ستة أشهر من اختطاف ابنتهم ومن الوعود بإعادتها إلى البيت من قبل "مكتب الطفولة" التابع لـ قسد.
وقال مصدر مقرب من عائلة "عليكو" لـ وكالة "سبوتنيك" الروسية: إن الفتاة القاصر روان عمران عليكو، اختطفت من قبل "وحدات حماية المرأة"، وقامت بزجها في أحد معسكراتها ورفضت تسليمها وإعادتها إلى أهلها وذويها.
وتابع المصدر بأنه رغم كل دعوات أهل الفتاة وعائلتها، لكن للأسف تتهرب قيادة "قسد" من الوفاء بوعودها لإطلاق سراح القاصر لتعود إلى ذويها ومدرستها وحياتها العائلية.
وأطلق والد الفتاة القاصر "روان عمران عليكو" نداء إنسانيا طالب فيه قسد بتحمّل مسؤوليتها الإنسانية.
وجاء في نداء والد الفتاة "مهما غيّرت الإدارة الذاتية التي تقودها قسد بهيكلتها، وكيفما حاولت أن تقدّم شيئاً يرضي المواطن لن تنجح في الوصول إلى قلب المواطن الكُردي ومشاعره، فقد سلبوا منهم الروح والقلب وأطفالهم" بحسب تعبيره.
وتابع بيان والد الفتاة "اليوم مرّ على غياب روان عليكو ستة أشهر ولازلنا نصدّق عبثاً أنّ مكتب الطفولة سيوفي بالتزاماته الأخلاقية أمام المجتمع الدولي والمواطن الكُردي في إعادة القصَّر"، مضيفاً: "يكفيكم العبث بمشاعرنا فنحن بشرٌ بأحاسيس ومشاعر ولسنا حجراً، صبرنا إلى اليوم أملاً منا كما وعدتنا قيادة قسد بإعادتها بعد إتمام الدورة التدريبية لكنهم لم يوفوا بالتزاماتهم اتجاهنا، والمكتب مع الإدارة لا يعلمان أنّ روان ابنتي وليست سلعة تجارية أستطيع التغاضي عنها ونسيانها".
وفي السياق، أصدرت عائلة إبراهيم باشا الملي، وهي من العوائل المعروفة بالجزيرة السورية، والتي ترأس عشيرة "الملية الكردية"، بياناً إلى الرأي العام بخصوص اختطاف "قسد"، لابنها الأمير عبد الرحمن، وعدد آخر من المدنيين منذ ما يزيد على أربعة أشهر بشكل متواصل.
وجاء في بيان عائلة الباشا "ندين ونستنكر بشدة الاعتقالات التعسفية التي قامت بها عناصر أمنية تابعة لـ "قسد" بحق الأمير عبد الرحمن إبراهيم باشا الملي وعدد من الناشطين الكُرد بتاريخ 28_11_ 2020 والتي تمّت بطريقة غير قانونية، مع حرمانهم من أدنى حقوقهم القانونية والإنسانية المضمونة لهم وفق القوانين والمواثيق الدولية، ومنذ ذلك التاريخ حاولنا جاهدين وبكل الطرق الدبلوماسية للاطلاع على وضعه الصحي وتأمين حقوقه القانونية والإنسانية إلا أنه وللأسف قوبلت جميع جهودنا بالتعنت والرفض".
وأضاف بيان العائلة: "وحرصا منا على المصلحة العامة ووحدة الصف والحفاظ على السلم الأهلي في مناطقنا ودرءاً لأي محاولات خارجية تستهدف استغلال الوضع لزرع بذور الفتنة في المنطقة ، نطالب قسد بالإفراج الفوري عن المعتقلين بمن فيهم الأمير عبد الرحمن إبراهيم باشا الملي مع احتفاظنا بحقنا باستخدام كل الوسائل والأدوات المشروعة في سبيل الإفراج عن ابننا وكل المعتقلين وسنستمر حتى تحقيق ذلك".
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في تموز من العام 2019، أنها وقعت خطة عمل مع "قسد" من أجل إنهاء ومنع تجنيد الأطفال في صفوفها.
ووفق ما ذكرت الأمم المتحدة في بيان لها، فإن خطة العمل تشمل تسريح الفتيان والفتيات المجندين حالياً وفصلهم عن القوات، بالإضافة إلى منع وإنهاء تجنيد الأطفال ممن هم دون 18 عاماً.