الحجامة هي واحدة من علاجات الطب البديل المستخدمة في العديد من الثقافات منذ عدة سنوات، وترجع أصولها إلى الحضارة الصينية والمصرية وثقافات شرق آسيا.
تُستخدم في الحجامة كؤوس (أكواب خاصة) مصنعة من الزجاج أو من السيليكون، توضع على الجلد لخلق عملية شفط، والتي تساعد في التخلص من الألم والالتهابات وطرد السموم من مجرى الدم، بالإضافة إلى كونها وسيلة من وسائل الاسترخاء، باعتبارها طريقة لتدليك الأعضاء الداخلية للجسم.
وسنتناول في هذه المقالة، فوائد الحجامة والآثار الجانبية واستخداماتها المتعددة، بالإضافة إلى آلية عملها، وكيف لها أن تحسّن حياة الشخص بشكل ملموس، وما هي أفضل أيام الحجامة؟
ما هو العلاج بالحجامة؟
الحجامة هي عملية علاجية تَستخدم كأساً أو كوباً من الزجاج، أو السيراميك، أو الخيزران، أو البلاستيك لإحداث شَفط على الجلد، ويُعد العلاج بالحجامة واحداً من الأساليب القديمة لإخراج السموم من أنسجة الجسم وأعضائه.
يقوم المعالِج عادةً بوضع لهب لداخل الكأس لإزالة الأوكسجين وصُنع ضغط سالب داخل الكأس قبل وضع الكأس على الجلد مباشرة، مما يجعل الضغط السالب داخل الكأس يجذب الجلد إلى الكأس.
تحتوي بعض الكؤوس على جهاز شفط يشدّ الجلد إلى الكوب بحيث لا يكون تسخين الكأس ضرورياً، ويُسبب ذلك سحب الأنسجة الموجودة أسفل الكأس وتورمها، مما يؤدي إلى زيادة الدورة الدموية في المنطقة المصابة حيث يتم وضع الكؤوس.
يُعتقد أن تدفق الدم تحت موضع الكؤوس يعمل على سحب الشوائب والسموم بعيداً عن الأنسجة والأعضاء القريبة نحو السطح للتخلص منها، وقد يخفف هذا من توتر العضلات ويعزز إصلاح الخلايا.
أنواع الحجامة
للحجامة تصنيفات وأنواع مختلفة، لكنْ هناك نوعان رئيسيّان من الحجامة:
- الحجامة الجافة: يتم فيها شفط الهواء الموجود داخل كؤوس بلاستيكية أو زجاجية، أو تفريغه عن طريق وضع الكأس على الجلد. في معظم الحالات، يمكن استخدام الكؤوس أثناء الراحة أو أثناء الحركة.
- الحجامة الرطبة: تسبب الحجامة الرطبة شفطًا خفيفًا عن طريق ترك الكأس في مكانه على الجلد لمدة 3 دقائق تقريبًا. بعد ذلك يزيل المعالِج الكأس ويَستخدم مشرطًا صغيرًا لعمل جروح سطحية وصغيرة على الجلد. بعد ذلك، يقوم بعملية شفط ثانية لسحب كمية صغيرة من الدم.
تشمل الأنواع الأخرى من ممارسات الحجامة ما يلي:
- الحجامة بالإبر: مزيج من الوخز بالإبر والحجامة.
- الحجامة التدليكية أو المتزحلقة.
- حجامة الوجه.
- الحجامة بالقرون. (في إندونيسيا)
ماذا تفعل الحجامة في الجسم؟
هناك نظريات أخرى تفسِّر طريقة عمل الحجامة في الجسم، وتشمل:
- تنشيط الجهاز المناعي ورفع كفاءة الخلايا التائية المناعية والخلايا القاتلة الطبيعية.
- تحفيز إطلاق السيروتونين وتحسين الحالة المزاجية.
- إزالة السموم من الجسم.
ما استخدامات الحجامة؟
تُستخدم الحجامة لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض والحالات الطبية المختلفة:
- أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- مرض السكري.
- الاضطرابات العقلية.
- العدوى، مثل الهربس النطاقي.
- الصداع بأنواعه، مثل الصداع النصفي.
- آلام الرقبة وأسفل الظهر، وآلام الركبة.
فوائد وأضرار الحجامة
يُعتقد أن للحجامة عدة فوائد منها:
- تقليل الألم والالتهابات.
- تحسين تدفق الدم.
- تُستخدم للاسترخاء، وتدليك الأنسجة العميقة.
- تعد علاجًا آمنًا، غير جراحي، وغير مكلف.
- تجديد أعضاء الجسم.
- تسهيل عملية الشفاء، وتقوية جهاز المناعة.
على الرغم من عدم وجود أي أضرار أو آثار جانبية خطيرة للعلاج بالحجامة، فإن بعض المرضى قد يعانون من الغثيان أو التعرق أو الدوخة، بالإضافة إلى ألم خفيف في المواضع التي تُستخدم فيها الحجامة، كما تترك الحجامة علامات مؤقتة على الجلد.
ولا ينصح بها لمن يعانون من النحافة الشديدة أو السمنة المفرطة، وفي حالات نادرة قد يؤدي التسخين باللهب إلى حروق تستوجب دخول المستشفى أو عمل رقعة تجميل للجلد.
ما هو أفضل وقت للحجامة؟
يظن الكثير أنه لا بد من عمل الحجامة في اليوم السابع عشر أو التاسع عشر أو الحادي والعشرين من الشهر الهجري، وأن هذه أفضل أيام الحجامة، لكن يمكن عمل الحجامة في أي وقت، فليس من المنطقي تأجيل عمل الحجامة لعلاج الآلام مثلًا لكي ننتظر أحد هذه الأيام.