أعلن الجيش الإسرائيلي لأول مرة وعلى غير العادة، اليوم الخميس، تنفيذ هجوم بالدبابات على مواقع عسكرية لجيش النظام الأسد في منطقة عين التينة بالجولان السوري، بعد ساعات من اغتيال ناشطين فلسطينيين اثنين من "الجهاد الإسلامي" في ريف دمشق الغربي.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي نقلته وسائل الإعلام العبرية، إن المواقع العسكرية المستهدفة هي مبنيان مؤقتان أنشأهما الجيش السوري في شمال مرتفعات الجولان على نحو يعد خرقاً لاتفاق فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل الموقع في عام 1974.
وأشار البيان إلى أن جيش النظام يستخدم المبنيين لتخزين الأسلحة.
في حين تجاهل النظام السوري هذا الهجوم، إلى لحظة نشر هذه الأنباء، ولم تورد وكالة أنبائه الرسمية "سانا" أي خبر كما جرت العادة في الهجمات السابقة.
وأضاف البيان الإسرائيلي أن قيادة الجيش قررت على الفور تدمير هذه المواقع بعدما رصدت استطلاعاته أمس الأربعاء المباني المؤقتة المقامة في منطقة التأمين (العازلة) وهي منطقة فصل القوات بين سوريا وإسرائيل.
#عاجل 🔴 جيش الدفاع يقصف بنى تحتية عسكرية خرقت اتفاق فك القوات (1974) في منطقة عين التينة في هضبة الجولان pic.twitter.com/jRum3VDKv2
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) September 21, 2023
توغل إسرائيلي
أمس الأربعاء، نفذ الجيش الإسرائيلي توغلاً "غير مسبوق"، لعشرات الأمتار في الأراضي السورية في منطقة الجولان، وفقاً لما رصدته شبكات إخبارية محلية.
وذكرت شبكة "الراصد" المحلية، أن القوات الإسرائيلية توغلت بعد فتح البوابة الفاصلة بين قرية مجدل شمس المحتلة والأراضي السورية، وجرفت جزءاً من التراب بالجرافات لفتح طريق أمام الدبابات.
بحسب بيان الجيش الإسرائيلي فإن الهجوم اليوم على هضبة الجولان السوري نفذته دبابات من طراز "ميركافا".
ووصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي المباني المستهدفة بأنها "انتهاك صارخ"، مشيراً إلى أن عمليات المراقبة والرصد بالأمس هي التي حددت المبنيين في المنطقة العازلة.
وفي أعقاب الهجوم، حذر الجيش الإسرائيلي النظام السوري وحمله مسؤولية ما يجري على الأراضي السورية بالقول بأن إسرائيل لن تسمح بمحاولات انتهاك اتفاق الانفصال.
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن المباني المستهدفة أنشئت قبالة بلدة مجدل شمس وشرق السياج الحدودي أي في الجانب السوري.
وأشارت إلى أن الفرقة "210" (فرقة باشان) المسؤولة عن محاربة المشروع الإيراني في الجنوب السوري هي من رصدت هذه المباني، وقررت القيادة الشمالية تدميرها على الفور.
وأظهر مقطع الفيديو الذي بثه الجيش الإسرائيلي أن المباني كانت فارغة وقت الهجوم.
لأول مرة
هذه المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش الإسرائيلي مباشرة عقب الهجوم مسؤوليته، وقد جرت العادة أن تتبع إسرائيل استراتيجية الغموض كما فعلت مع مئات الضربات التي نفذتها داخل الأراضي السورية.
كما أن الهجوم سبقه توغل بالدبابات في عمق الأراضي السورية وهذه سابقة لم تحدث منذ حرب 1967 عندما احتلت إسرائيل كامل الجولان السوري.
ويطلق الجيش الإسرائيلي على عملياته في سوريا اسم "المعركة بين الحروب"، والتي بدأت منذ عام 2013، تقول تل أبيب إنها لاستهداف التموضع الإيراني على حدودها الشمالية ومنع استنساخ تجربة "حزب الله" في الجنوب السوري.
وفي وقت سابق اليوم، اغتالت إسرائيل ناشطين من حركة "الجهاد الإسلامي" في ريف دمشق الغربي في "بيت جن" على بعد نحو 10 كليو مترات من الجولان.
وقالت شبكات إخبارية محلية، إن طائرة مسيرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي استهدفت شابين كانت تقلهما دراجة نارية في بلدة "بيت جن" في ريف دمشق الغربي، مما أدى إلى مقتلهما على الفور.
من جهتها، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر غير رسمية أن الهجوم استهدف ناشطين من حركة "الجهاد الإسلامي"، هما أبو جراح عكاشة وزاهر السعدي أبو علاء.