icon
التغطية الحية

الجيش الإسرائيلي يعلن استعادة 4 محتجزين إسرائيليين في عملية عسكرية وسط القطاع

2024.06.08 | 16:37 دمشق

555
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، عن استعادة 4 محتجزين إسرائيليين خلال "عملية نوعية" "في مخيم النصيرات وسط قطاع، أسفرت عن مقتل نحو 150 فلسطيني وعشرات الجرحى.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان نشره عبر منصة "إكس"، تم صباح اليوم استعادة 4 محتجزين إسرائيليين خلال عملية معقدة للجيش والشاباك والشرطة (الوحدة الشرطية الخاصة).

وبحسب بيان الجيش، فإن المحتجزين الأربعة هم: نوعا أرغماني (25)، وألموع مئير (21)، وأندري كوزلوف (27)، وشلومي زيف (40).

وتعد هذه المرة الأولى التي تتمكن فيها إسرائيل من استعادة محتجزيها بعد 246 يوماً من حرب مدمرة تشنها ضد القطاع خلفت أكثر من 130 ألف ضحية فلسطيني بين قتيل وجريح ومفقود، معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن دمار هائل في القطاع.

وقال إن الأربعة تم "اختطافهم" من قبل مقاتلي حركة حماس من حفل "نوفا" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي في مستوطنة ريعيم المحاذية لقطاع غزة.

أوضح أن المحتجزين الأربعة تمت استعادتهم من قبل "مقاتلي جهاز الشاباك والوحدة الشرطية الخاصة من منطقتين منفردتين في قلب النصيرات".

وتابع أن وضعهم الصحي "جيد وتم نقلهم للفحوص الطبية في مستشفى تل هاشومير"، قرب تل أبيب.

في حين، أعلنت الشرطة الإسرائيلية مقتل ضابط في وحدة "يمام" الخاصة التابعة لها، متأثرا بإصابته في وقت سابق السبت، خلال عملية استعادة 4 محتجزين وسط قطاع غزة.

وصباح اليوم، شن الجيش الإسرائيلي "هجوما واسعا وغير مسبوق" على مخيم النصيرات ومناطق أخرى وسط قطاع غزة.

وقال الجيش في بيان مقتضب بثه بحسابه على منصة إكس، إن قواته تهاجم "بنى تحتية" في منطقة النصيرات، في حين وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الهجوم الواسع بـ"غير المسبوق".

مجزرة في مخيم النصيرات

قتل نحو 150 فلسطيني وأصيب عشرات آخرون، اليوم السبت، في مجزرة ارتكبتها القوات الإسرائيلية بعد قصف مدفعي وجوي عنيف استهدف مخيم النصيرات ومناطق متفرقة في محافظة وسط قطاع غزة، بالتزامن مع توغل مفاجئ للآليات العسكرية شرقي وشمال غربي المخيم قبل تراجعها لاحقا

وفي وقت سابق اليوم، أفاد شهود عيان بأن عشرات من الجرحى والأشلاء ملقاة على قارعة الطريق الرئيسي لسوق المخيم.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن منظومة الإسعاف والطوارئ غير قادرة على الاستجابة لكل النداءات لنقل الجرحى من أماكن القصف الإسرائيلي في النصيرات.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن عشرات المقاتلات والطائرات المسيرة والمروحيات الحربية الإسرائيلية والدبابات تشارك في "هجوم وحشي غير مسبوق" على المحافظة الوسطى.

وأضاف، أن جيش الاحتلال يمارس جريمة منظمة ضد المدنيين والآمنين والأطفال والنساء في كل أرجاء منطقة النصيرات.

وأكد أن سقوط عشرات القتلى والجرحى الذين يفترشون الطرقات، مشيراً إلى أن سيارات الإسعاف والدفاع المدني لا تتمكن من الوصول لانتشال القتلى والجرحى بسبب شدة القصف الإسرائيلي.

وذكرت وكالة "الأناضول"، أن مدفعية الجيش الإسرائيلي وطائراته الحربية نفذتا على مدى أكثر من ساعتين غارات عنيفة ومكثفة على مناطق وسط وغربي وشرقي مخيم النصيرات.

وأضافت أن آليات عسكرية إسرائيلية توغلت بشكل مفاجئ في مناطق شرقي وشمال غربي مخيم النصيرات بالتزامن مع القصف المدفعي العنيف الذي استهدف مناطق واسعة من المخيم.

ولاحقا تراجعت الآليات العسكرية الإسرائيلية تحت غطاء كثيف من القنابل الدخانية في غربي وشرقي النصيرات، وفق الشهود.

كما توغلت الآليات الإسرائيلية قرب جسر وادي غزة على طريق "صلاح الدين" وسط القطاع، ووسعت توغلها شرقي دير البلح وفي مخيمي البريج والمغازي، بحسب الشهود.

وكانت طائرات مسيرة إسرائيلية تحلق بشكل كثيف في سماء مخيم النصيرات وتطلق النار على كل من يتحرك في طرقاته، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، وفق ما ذكر مسعفون لمراسل الأناضول.

عملية إسرائيلية في النصيرات

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن العملية العسكرية في النصيرات نفذتها قوات إسرائيلية كبيرة مشتركة من سلاح الجو والمدفعية، وشاركت وحدات كوماندوز (الوحدة الشرطية الخاصة) إلى قوات خاصة بحرية قامت بالإغارة عن طريق البحر.

وأضافت أن جندياً إسرائيلياً أصيب بجروح خطيرة خلال عملية استعادة المحتجزين الأربعة الذين وصلوا إلى إسرائيل مشيرة إلى أن صحتهم "جيدة".

أوضحت الصحيفة، أن المستوى السياسي أعطى الضوء الأخضر للعملية مساء الخميس الماضي، وتمت مناقشتها في ظل اجتماعات سرية للغاية.

وأضافت، تم تنفيذ العملية في منطقة لم يناور فيها الجيش الإسرائيلي حتى الآن ضد الفصائل الفلسطينية، لكنه اكتفى بالمناورة في ضواحيها فقط.

واليوم "الفرقة 98" إحدى الوحدات المقاتلة في قطاع غزة بمداهمة الأجزاء الشرقية من مخيم النصيرات، وفي الوقت نفسه تم إحضار قوات خاصة للاستخبارات والمراقبة السرية لموقعين تم احتجاز الأربعة فيهما، أحدهما كان "نوعا أرغماني" محتجزة بداخله والمحتجزين الثلاثة الآخرين في موقع منفصل.

وفي الساعة 11:00 صباحاً وفق للتوقيت المحلي أعطي الضوء الأخضر لبدء العملية التي تضمنت مرحلة تشتيت الانتباه والخداع.

في غضون ذلك، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان هرتسي هاليفي ورئيس الشاباك رونين بار يتابعون العملية.

يذكر أنه في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أطلقت حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

وخلال العملية التي استهدفت المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، قُتل مئات الإسرائيليين بعضهم بنيران إسرائيلية، كما اقتادت الحركة عشرات إلى قطاع غزة لمبادلتهم بآلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وبعد هدنة مؤقتة أسفرت عن تبادل أسرى من الطرفين أواخر العام الماضي، لا تزال تل أبيب تقدر وجود 128 أسيرا إسرائيليا في غزة، في حين أعلنت حماس مقتل أكثر من 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.

ومنذ 246 يوماً، تشن إسرائيل حربا مدمرة بدعم أميركي على غزة خلفت أكثر من 120 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

تواصل إسرائيل حربها رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.