icon
التغطية الحية

الجمال أمام الأزمة الاقتصادية.. كيف تعتني السوريات بمظهرهن؟

2024.06.21 | 13:23 دمشق

آخر تحديث: 21.06.2024 | 15:34 دمشق

نساء سوريا يزرن معرضا لصابون الغار في حلب ـ أرشيف ـ AFP
نساء سوريات يزرن معرضاً لصابون الغار في حلب ـ أرشيف ـ AFP
دمشق ـ جنى نجار
+A
حجم الخط
-A

لم تمنع الأزمة الاقتصادية التي تعصف بسوريا، النساء من الاهتمام بجمالهن، فالتوق إلى "الصورة الجميلة" يزداد كل يوم، ورغم أن العناية الشخصية حق للإنسان، فإنه لا يمكن إنكار العملية الدعائية المنظمة التي تستحوذ على عقول النساء والرجال عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وإنستغرام.

وتحقق المراكز التي تبيع أدوات التجميل إضافة إلى البسطات ربحا جيدا، مع انتشار منتجات مقلدة ومنخفضة الجودة في الأسواق السورية، وهو ما قد يشكل خطرا على صحة المستهلكين.

أدوات التجميل للقبول الاجتماعي

لم يعد العمر هو السبب وراء استخدام مواد التجميل، إن كانت فتاة في العشرين أو سيدة في الخمسين، فالرغبة بالجمال تلاحق الجميع. سابقاً كان استخدام أدوات التجميل يقتصر على الضرورة، كأن تستخدم في المناسبات الاجتماعية، أما اليوم فقد امتد هذا الاستخدام إلى الحياة داخل المنزل والعمل وكل مكان.

تقول إحدى الفتيات لموقع تلفزيون سوريا (طلبت عدم ذكر اسمها)، إن "جزءا من حياة الفتيات ينقضي في تحضير أنفسهن للخروج.. فمنذ ساعات الصباح الأولى، تقضي الفتاة ساعة أو أكثر تجهّز نفسها مستخدمة المستحضرات لتخرج بالصورة التي ترغب أن يراها الناس بها حتى وإن اختلفت عن صورتها الحقيقية".

وإذا تغاضينا عن الوقت والجهد الذي تبذله النساء في هذه العملية، لا يمكننا تجاهل كلفة هذا الاستعداد للقبول الاجتماعي، فالأسعار ترتفع بشكل متواصل والأجور في سوريا لا تكفي لتلبية الحاجات الأساسية فكيف يمكن تأمين هذه المستحضرات؟.

"ساندرا" (طلبت عدم ذكر اسمها كاملا) صاحبة مركز لبيع أدوات التجميل في دمشق تقول لموقع تلفزيون سوريا: "لدي زبائني وهم ممن لا يستغنون عن المواد التجميلية، يخصصون مبلغا شهريا لشراء كل جديد من المستحضرات، فضلا عن الزبائن الذين يمرون مصادفة إلى المركز"، وتضيف "لم يتوقف البيع في السنوات الماضية، حتى مع ارتفاع الأسعار كان البيع مستمرا".

تنتشر هذه المحال والمراكز في كل منطقة وشارع، وجميعها لديها زبائنها، فضلا عن البسطات التي تبيع مواد تجميلية ذات جودة منخفضة. هناك أنواع كثيرة لمستحضرات التجميل، وتختلف أسعارها بحسب المواد الداخلة في تصنيعها والعلامة التجارية التي تعود لها، منها الوطني والمقلد ومنها علامات تجارية عالمية معروفة.

أسعار مواد التجميل في دمشق

تنقسم هذه المواد إلى مستحضرات العناية بالبشرة والمستحضرات التجميلية، يندرج تحت مسمى مستحضرات العناية بالبشرة كريمات الترطيب والتقشير والماسكات وغيرها، في حين تتضمن مستحضرات التجميل كريم الأساس والبودرة وأحمر الشفاه والمسكرة، وأقلام الكحلة وظلال العيون، وبالنسبة لأسعارها تختلف بحسب علامتها وجودتها إن كانت وطنية أم مستوردة، فمثلا تباع مسكرة جوسي بيوتي الوطنية بـ 50 ألف ليرة سورية بينما يبلغ سعر المسكرة من ماركة إيسنس 85 ألف ومسكرة كاتريس 120 ألفا، كذلك كريم الأساس من جوسي بيوتي يباع بـ 50 ألفا أما ماركة كاتريس فيباع بـ 130 ألفا، وتنطبق هذه الفروق بالأسعار على باقي المواد، في الوقت الذي تسجل فيه الماركات الأشهر مثل لوريال وغوش وريديانت وبورجوا وغيرها أسعارا أعلى بكثير.

وفي ظل هذا الارتفاع بالأسعار وصعوبة تأمين هذه المواد، تلجأ بعض الفتيات إلى التحايل على ذلك من خلال التقليل من الكمية التي يستخدمنها، أو اعتماد كريم أساس جيد مع التغاضي عن نوعية المستحضرات الأخرى من أحمر الشفاه والمسكرة، في حين تفضل فئة من الفتيات اقتناء هذه المستحضرات على أي شيء آخر مهما كان سعرها، وغالبا ما تعتمد المحال على هذا النوع من الفتيات اللواتي لا يتوقفن عن اقتناء مواد التجميل مهما كان دخلهن، هذا "الهوس" لدى الفتيات يشكل ربحا لأصحاب المحال، كما تقول "ريم" وهي فتاة جامعية، وتضيف: "لا يمكنني الخروج من منزلي أبدا بدون مستحضرات التجميل، وإن اضطررت لفعل ذلك أبقى مرتبكة طوال الوقت مع إحساس بأن هناك شيئا ينقصني، أحب شراء المستحضرات وأخصص كل شهرين مبلغا لذلك".

التجميل والسوشيال ميديا

تتصدر صناعة المحتوى المتعلقة بمواد التجميل واستخداماتها عالم الإنترنت، فهناك الآلاف من الفيديوهات التي تسوق لهذه المنتجات وتشرح الطرق الأفضل لاستخدامها وهي بمنزلة مواقع لتعليم فن المكياج، يعتمد هذا المحتوى على تعداد العيوب الجمالية وتصنيفها، وإيجاد الحلول لها باستخدام منتجات التجميل، ويزداد المؤثرون في هذا المجال، حيث تزداد نسبة المشاهدات لهذه الصفحات مع كل عملية تصفح مما يزيد من انتشارها، ومن المعروف في عالم التسويق أنه كلما زاد عدد المرات التي يظهر فيها المنتج أمامك زادت احتمالية اقتنائك له، وبهذه الطريقة نتحول من دون قصد منا إلى مستهلِكين، هذا الاستهلاك الذي أصبح وسيلة لتحسين مظهرنا تبعا لمقاييس تفرضها السوشيال ميديا.