قال مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، حسام زكي، إن الجامعة "تتطلع لأن يسهم مؤتمر بروكسل السادس لدعم مستقبل سوريا والمنطقة"، مشيراً إلى أن "الأزمة السورية لن تكون بمنأى عن تأثير الصراع المتفاقم في أوكرانيا".
وفي كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي، خلال جلسته الدورية حول آخر المستجدات السياسية والإنسانية في سوريا، أوضح زكي أن الذكرى الحادية عشرة لاندلاع الثورة السورية "تتزامن مع اضطرابات عالمية خطيرة، تفرض تحديات إضافية على المجتمع الدولي، وخطط استجابته للأزمة الإنسانية"، مؤكداً على أن الأزمة السورية "لن تكون بمنأى عن هذا المشهد القاتم، الذي يلقي بظلاله على حالة السلم والأمن الدوليين".
وأكد زكي على أن "الأزمة الإنسانية في سوريا لن تجد طريقها على الحل سوى عبر تسوية سياسية شاملة، تستند إلى التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2254، وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري في تحديد مستقبله بحرية".
وأشار إلى أن جامعة الدول العربية "تدرك الآثار الخطيرة لهذه الأزمة على الاستقرار في المشرق العربي، بل وفي المنطقة العربية على اتساعها، وتتابع تداعياتها وآثارها المؤلمة التي تطول الدول المجاورة لمؤتمر بروكسل لسوريا، لا سيما الدول المستضيفة للسوريين وفي مقدمتهم لبنان والأردن، اللتان تتحملان أعباء ضخمة في سبيل توفير الإغاثة والخدمات الأساسية للنازحين".
دعم اللاجئين مسؤولية مشتركة
وأعرب مساعد الأمين العام للجامعة العربية عن "تطلع الجامعة لأن يسهم مؤتمر بروكسل السادس لدعم مستقبل سوريا والمنطقة، المزمع عقده في 10 أيار المقبل، في التخفيف من حدة المأساة الإنسانية التي طال أمدها، وحشد الدعم اللازم لمساندة الدول المستضيفة للاجئين السوريين".
وأكد على أن "دعم اللاجئين السوريين والنازحين داخلياً هو مسؤولية مشتركة بين المجتمع الدولي والبلدان المضيفة"، مشدداً على ضرورة "التزام الدول باحترام حقوق الإنسان للاجئين دون تمييز على أساس العرق أو الدين أو الأصل القومي".
ودعا المانحين إلى "صرف تعهداتهم المالية لسوريا بما يتماشى مع التزاماتهم السابقة"، مشيراً إلى "التحديات العالمية العديدة الناتجة عن تصاعد الحرب في أوكرانيا".
من جانب آخر، قال زكي إن وزراء الخارجية العرب، في اجتماعهم الذي عقد في 9 آذار الجاري "أعربوا عن مخاوفهم المتزايدة إزاء تدهور الوضع الإنساني والتأثير الكارثي المحتمل الناتج عن تصاعد العنف في سوريا، الذي يحدث على الرغم من التغيير في الخطوط الأمامية"، مؤكداً على "رفضهم جميع المحاولات لفرض تغييرات ديمغرافية على الأرض في سوريا".
وأشار إلى أن الوزراء العرب "أقروا بالمخاوف المشروعة التي أثيرت بشأن الوضع الإنساني في مخيمي الهول والركبان، ودعوا السلطات التي تشرف عليهم إلى تحسين الوضع لسكان هذين المخيمين".
وأعرب زكي عن "أمله في أن يواصل المجتمع الدولي معالجة الأزمة الإنسانية في سوريا بنفس مستوى الاهتمام الذي كان عليه قبل أن تبدأ"، مطالباً مجلس الأمن بـ "تجديد آليته الحاسمة لتوصيل المساعدات عبر الحدود، وتجنب أي تسييس لهذه القضية".