يواصل المواطنون في المدن السورية بحثهم عن سبل بديلة لـ"توليد الكهرباء" في ظل عجز حكومة النظام عن تأمين تيار كهربائي منتظم، إذ انتشر استخدام منظومة الطاقة الشمسية في سوريا كحل لتوليد الكهرباء، لتعويض انقطاع التيار عن المنازل في أغلب ساعات النهار.
صحيفة الوطن المقربة من النظام، نشرت، اليوم الثلاثاء، تقريراً للتكاليف التفصيلية لتركيب منظومة الطاقة الشمسية في سوريا، مشيرة إلى أن الكلفة الدنيا تبدأ من 15 مليون ليرة سورية.
ونقلت الصحيفة عن خبير "تركيب طاقة شمسية" قوله بأن وسطي الكلفة لتشغيل إنارة وشاشة ومكيف واحد باستطاعة بسيطة، وثلاجة وغسالة، لا يقل عن 15 مليون ليرة، لأنه يحتاج إلى ستة ألواح، ومدخرتين (بطاريتين) و(إنفرتر 3000 شمعة) مع أجور التركيب.
وأكد الخبير أن الكلفة الأكبر عادة تكون في التفاصيل الباقية، أي الإكسسوارات التي تغيب عن ذهن الراغبين بتركيب منظومة الطاقة الشمسية، الذين يحسبون المبلغ المطلوب للألواح و(الإنفرتر) والمدخرات فقط، ثم يفاجَؤون بأن المبلغ أكبر بكثير.
ما هي التكاليف التفصيلية لتركيب منظومة الطاقة الشمسية في سوريا؟
وحول التكاليف التفصيلية لتركيب منظومة الطاقة الشمسية، ذكر الخبير أن سعر متر الكبل النازل من الألواح إلى المنزل يبلغ 10 آلاف ليرة، وكلما بعدت المسافة بين الألواح والمنزل زادت الكلفة.
بينما يبلغ ثمن قاطع (الديسيليوم) الواجب تركيبه ثمنه نحو 65 ألف ليرة سورية، وسعر ما يعرف بالـ (أتاشات) 5000 ليرة.
أما حديد القاعدة فيباع بالكيلو، ويصل ثمن كيلو الحديد المشغول والمفصل إلى نحو 11500 ليرة، فستة ألواح تحتاج إلى ما لا يقل عن مليوني ليرة حديد، كما أن شكل أو نوع القواعد يختلف، إذ من الممكن أن يكون عبارة عن سكك تنزل فيها الألواح وتستقر، أو زوايا ثابتة عبر روابط سفلية، ولكل نمط من هذه الأنماط سعر مختلف.
وبالنسبة للألواح، فتختلف أسعارها وفقاً للنوع، حاله كحال الإنفرتر الذي يبدأ سعره من 1.2 مليون ليرة سورية ويصل بحسب الأنواع إلى 5 ملايين ليرة.
أما المدخرات (البطاريات) فسعر الواحدة لمثل هذه المنظومة 1.5 مليون ليرة، وهي تحتاج إلى مدخرتين، وهذه الأسعار متغيرة تصاعدياً وفقاً لعوامل مختلفة منها ارتفاع أسعار المواد الكهربائية المتعلقة بالمنظومة نظراً لارتفاع الطلب مقابل العرض كما أن انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار هو من أحد عوامل ارتفاع الأسعار المتواصل.
تعديلات إضافية
وتتبع هذه التكاليف الثابتة إجراءات وتعديلات إضافية داخل المنزل لتوافق التجهيزات مع منظومة الطاقة الشمسية، مثل تبديل جميع المصابيح (اللمبات) العادية بأخرى موفرة للطاقة لتوافقها مع التيار الواصل من المدخرات وتوفيرها للطاقة المخزنة في المدخرات.
وفي بعض الحالات، يضطر أصحاب مجموعة الطاقة الشمسية إلى تبديل محرك الثلاجة المنزلية في حال كان من النوعيات القديمة كونه يحتاج إلى جهد كهربائي عال للإقلاع، مما يعني إجهاداً للمنظومة ونفاداً سريعاً في المدخرات، وتبدأ كلفة تبديل المحرك مع أجرة تركيبه من 600 ألف ليرة سورية.
أزمة الطاقة في سوريا
وتعاني المدن الخاضعة لسيطرة النظام في سوريا، منذ أكثر من عقد، من أزمة حادة في الطاقة المتمثلة في المحروقات النفطية والكهرباء، حيث وصلت ساعات التقنين في بعض المدن إلى 20 ساعة يومياً.
ولم تعمل حكومة النظام السوري، على الاستثمار في بدائل تغني عن الطرق التقليدية في توليد الكهرباء (المحطات الحرارية)، حيث إنّ جميع المنظومات البديلة المتوفرة في سوريا حالياً غير مدعومة من حكومة النظام، بل هي بجهود فردية من الأهالي ومستوردة عبر التجار الذين يستقدمون بضائعهم غالباً من الصين لانخفاض الكلفة.