كانت فرحة اللاجئة السورية سارة قوتلي، 27 عاماً، عارمة بعدما صوتت لأول مرة في انتخابات البلدية بهاملتون، وعن ذلك تقول: "أتمنى ألا يغادرني هذا الإحساس عندما أنتخب مستقبلاً" فقد أصبحت هذه اللاجئة مواطنة كندية في نيسان الماضي، ولهذا تقول: "أشعر بامتنان عظيم لكوني بت قادرة على المشاركة في التصويت".
غادرت القوتلي سوريا عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها، ولهذا أصبحت كندا أول دولة تدلي فيها بصوتها، وكان ذلك في انتخابات المقاطعة في شهر حزيران الماضي، والآن في انتخابات البلدية.
تحدثنا سارة عن تجربتها فتقول: "حتى لو أتيحت لي الفرصة لأصوت في سوريا، فإن ذلك لا يعني الكثير لأن النتيجة محددة سلفاً... إلا أن قدرتي على التصويت وإحساسي بأن ذلك يحدث فرقاً وأثراً فهو شيء مهم جداً بالنسبة لي، ولهذا أتمنى ألا يتحول الأمر إلى تحصيل حاصل".
كذلك، كانت أول مرة يصوت فيها جاكوب راجيس وهو طالب في مدرسة هاملتون الثانوية ولاعب كرة قدم فيها، بعدما أصبح في الثامنة عشرة من عمره في شهر شباط الماضي، ولهذا يحدثنا عن تجربته فيقول: "إنني متحمس للغاية بالنسبة للنتيجة، إذ من الرائع أن تصبح قادراً على الإدلاء بصوتك... وتغيير ما ترغب بتغييره، لأن هذا مستقبلنا".
يتمنى هذا الشاب أن يكون قد قام بدوره في انتخاب مجلس بوسعه أن يمثل جيله بصورة أفضل.
تعتبر سارة القوتلي سياسة البلدية باباً يمكن من خلاله لأصوات جيل الشباب في هاملتون أن تُسمع، ولهذا تقول: "أحس بأن الأمر بات قريباً، وبأنه يمكن بلوغ التغيير بما أنه يمكن التواصل مع السياسيين على مستوى المقاطعة وعلى المستوى الفيدرالي بشكل أكبر، ولذلك أشعر بأنه بات من الأسهل بالنسبة لي محاسبتهم".
جاكوب راجيس
كان أهم ما خطر ببال هذين الشابين هو أسعار البيوت المرتفعة في هاملتون، إذ تقول سارة: "عند بداية انتقالي إلى هاملتون، كان عدد السكان الذين لا يملكون بيوتاً هنا من بين الأمور التي صدمتني كثيراً، فشعرت بشعور الناس الذين يقيمون هنا لفترة من الزمن من باب قبول الأمر الواقع، ولكن بما أني وفدت حديثاً إلى هاملتون، فقد كان من الأمور الصادمة بنظري عدم القيام بشيء حيال ذلك، أو أن كل ما تم القيام به لم يكن كافياً بكل بساطة".
حاولت كل من القوتلي وراجيس التأكد من أن صوتيهما وصلا إلى المرشحين المناسبين، إذ يعلق راجيس على ذلك بقوله: "بحثت كثيراً لأعرف من يمثل أفكاري بأفضل صورة".
أما القوتلي فقد أدهشتها مدى صعوبة العثور على منصات المرشحين، ولا سيما المرشحين الذين دخلوا السباق من أجل أمانة المدارس، ولهذا كان من المحبط بالنسبة لها أن ترى كثيراً من أهالي هاملتون، خاصة من هم في مثل سنها، غير مكترثين بأمر التصويت، وعن ذلك تقول: "عندما حصلت على بطاقتي الانتخابية، كان ذلك عيداً بالنسبة لي، إذ شعرت بأننا جميعاً لدينا ما نقوله عن الحكومة، ولكن برأيي الشخصي، ليس لدينا نحن المواطنين الحق بالشكوى والتذمر عندما لا نفعل أي شيء حيال ذلك، بما أن التصويت يمثل الخطوة الأولى".
يتمنى راجيس أن يترشح لمنصب في الحكومة في يوم من الأيام، بما يجعله يعلي من قيمة التصويت للمرة الأولى، حيث وصف عملية الاقتراع بأنها كانت: "سريعة وسهلة".
يذكر أن سارة القوتلي تحمل إجازة في علم الأحياء الجزيئي وفي علم الوراثة من جامعة غويلف كما أنها ستبدأ عملها الجديد مع المنظمة التي أتت بها إلى أونتاريو في كانون الثاني عام 2016، وهي منظمة الخدمات الجامعية العالمية بكندا، والتي تزاوج ما بين إعادة التوطين والدراسة لمرحلة ما بعد الثانوية بالنسبة للطلاب اللاجئين، وقد صوتت سارة بمجرد أن افتتح صندوق الاقتراع تحت شعار: "كن مبتهجاً"، وعن ذلك تقول وهي تحمل بكل فخر الملصق الذي يثبت بأنها مارست عملية التصويت: "أحس في بعض الأحيان بأنه لا بد من وجود مزيد من الصخب هنا، ومع ذلك شعرت بحماسة غامرة".
المصدر: The Hamilton Spectator