أصبح التسجيل في ناد رياضي في دمشق مظهرا من مظاهر الترف، بينما لا يستطيع الرياضيون الملتزمون مجاراة دفع الاشتراكات في النوادي شهرياً وخاصة في النوادي المشهورة والتي لا تخضع للرقابة.
ووصل اشتراك النوادي المشهورة مثل برو جيم معلا إلى 120 ألف ليرة، فيما حين قد تصل إلى 150 ألف ليرة في نواد شهيرة أخرى بالمزة، بينما تتراوح الأسعار في النوادي الجيدة بدمشق بين 80 – 100 ألف ليرة، وأرخص ناد في الأماكن الشعبية يتراوح بين 40 – 60 ألف ليرة.
يقول لاعبو كمال أجسام في دمشق لموقع تلفزيون سوريا، إن النوادي ترفع الاشتراكات بشكل شبه شهري، وأغلبها حددت السعر بالدولار وتقوم برفع الاشتراكات بالليرة السورية كلما انخفضت قيمتها وأغلب النوادي ألغت الاشتراك الجزئي الأرخص (3 أيام بالأسبوع) وجعلت الاشتراك موحداً. وأكد مصدر في الاتحاد الرياضي للموقع أنه لا توجد تسعيرة موحدة للمراكز الرياضية وهي خاضعة ظطدزظمظةنللنوادي نفسها.
درس الرياضة الخاص شبه إلزامي في نوادي دمشق
جميع النوادي الرياضية باتت تعتمد على التدريب الخاص (برايفت)، حيث لا يقوم المدربون بمتابعة أي من اللاعبين دون أن يحصلوا على راتب شهري منه ثم يحصل النادي على نسبة من المدرب عن كل لاعب برايفت
(تختلف النسبة تبعاً للنادي)، حيث لا يتضمن الاشتراك بالنوادي الالتزام مع كابتن، لكن عدم متابعة اللاعبين من قبل المدربين تجبرهم على ذلك.
وأكد لاعبون أن أجرة المدرب الخاص الشهرية تتراوح بين 100 – 300 دولار، وأغلبهم لا يقبلون التقاضي بالليرة السورية وخاصة في النوادي المشهورة وذلك بعلم أصحاب النوادي الرياضية.
وأشار اللاعبون إلى أن برامج التدريب باتت مأجورة أيضاً حيث لا يضع المدرب برنامجاً تدريبياً للاعب دون أن يدفع مبلغاً يتراوح بين 10 – 30 ألف ليرة بحسب النادي.
التدريب الرياضي اعتماداً على يوتيوب
ويضطر اللاعبون للجوء إلى كورسات التدريب المنشورة على يوتيوب من مدربين مشهورين عرب أو أجانب، لكنهم وبحسب مدربين في النوادي يمارسون التمارين بشكل خاطئ ما يؤخر من مدة حصولهم على النتائج أو يعرضهم للإصابات الخطرة، لكن الوضع المادي يجبرهم على ذلك.
ويلجأ بعض اللاعبين لمدربين غير مؤهلين لديهم خبرة غير أكاديمية باللعبة، للحصول على متابعة وتمارين خاصة بسعر أرخص من المدربين المعتمدين، لكن راتب المدرب غير المؤهل أكاديمياً وغير المعتمد من قبل الاتحاد الرياضي لا يقل عن 100 ألف ليرة شهرياً أيضاً وهو مبلغ قد لا يناسب شريحة واسعة من اللاعبين وخاصةً الجدد.
ارتفاع أسعار مصادر البروتين في سوريا
ويعاني لاعبو كمال الأجسام واللياقة البدنية أيضاً من ارتفاع أسعار المكملات الغذائية وخاصة البروتينات التي يبدأ سعر الكيلوغرامين منها من 80 دولاراً (نحو 630 ألف ليرة سورية)، ويرتفع السعر تبعاً للنوع والماركة ليصل إلى 150 دولاراً للكيلوغرامين.
أما كورسات الهرمون فتبدأ من 200 دولار بالشهر، وتزيد الكلفة أو تنقص تبعاً لحاجة جسم المتدرب من أنواع الهرمونات ومدة الكورس، لذلك يتجه اللاعبون لتناول مكملات رخيصة تحفز هرمون التستسرون مثل الآرجينين الذي يبدأ سعر الحبوب المحلية الصنع منها من 15 ألف ليرة والمستوردة من 25 ألف ليرة، إضافة إلى فيتامينات أخرى.
ويلجأ اللاعبون من باب التوفير، إلى تناول البيض كمصدر يومي للبروتين لكن الأخير أيضاً بات مكلفاً حيث وصل سعر البيضة إلى 1000 ليرة واللاعب قد يحتاج يومياً بشكل وسطي إلى ما بين 5 – 7 بيضات، لذلك اتجه البعض لتناول الفول كمصدر نباتي للبروتين، وخاصةً وأن أهم مصدر للبروتين الحيواني للاعبي كمال الأجسام بات بعيد المنال حيث وصل سعر كيلو شرحات الدجاج إلى أكثر من 40 ألف ليرة، وقد يحتاج اللاعب يومياً إلى نصف كيلو على الأقل.
تكاليف تشغيل مرتفعة
وقال مدرب في أحد أندية كمال الأجسام في دمشق لموقع تلفزيون سوريا مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن رواد النوادي الرياضية تناقصوا تدريجياً وخاصةً بعد أزمة فيروس كورونا، فعندما عادت النوادي للعمل صدمنا بارتفاع تكاليف التشغيل حيث يحتاج النادي يومياً لأكثر من 50 لتر مازوت نشتريها من السوق السوداء غالباً لعدم توفر الكهرباء وضرورة تشغيل الحمامات لللاعبين والتوربينات لشفط الهواء وأجهزة الركض.
وأضاف "يعتبر الصيف موسماً للنوادي، لكنه بدأ ضعيفاً هذا العام، وأغلب لاعبي موسم الصيف غير مستمرين، فهم يقومون بالتسجيل لشهر أو شهرين ثم ينقطعون، والنادي بحاجة إلى دخل دائم لذلك قدمنا العديد من العروض لمن يرغب بالتسجيل لثلاثة أو ستة أشهر أو سنة، إلا أن الوضع المادي في دمشق جعل الإقبال على العروض ضعيفاً جداً".
يصدم اللاعبون الجدد بالتكاليف المرتفعة فهم بحاجة إلى ملابس رياضية وطعام خاص وفيتامينات ومكملات ومدرب عدا الاشتراك الشهري، لذلك لا يستمرون بالاشتراك، بينما وجد اللاعبون القدامى حيلاً لخفض التكاليف خاصةً أنهم يستطيعون التدرب وحدهم دون مدرب، إلا أنه رغم ذلك فالتكاليف الشهرية بين وجبات خاصة واشتراك شهري تصل إلى نصف مليون ليرة، وفقاً لمدربين.