وجه قائد القوات الروسية في سوريا تحذيرا أخيرا لـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بشأن العملية العسكرية التركية المرتقبة في مناطق شمالي سوريا خلال اجتماع جمع الطرفين أمس الأحد في الحسكة.
ووصلت إلى مطار القامشلي يوم أمس طائرات حربية تقل قائد القوات الروسية في سوريا، ألكسندر تشايكو برفقة مستشارين وقادة عسكريين روس وسط تحليق للطيران المروحي الروسي في سماء المنطقة.
واجتمع تشايكو مع قائد "قسد"، مظلوم عبدي في مقر إقامة الأخير باستراحة الوزير والتي تعد إحدى القواعد الأميركية في محافظة الحسكة.
"موسكو غير قادرة على وقف العملية إلا بضمانات"
وقال مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا، إن قائد القوات الروسية كان واضحاً مع عبدي وأخبره خلال اللقاء بأن تركيا مصرّة على شن عملية برية شمالي سوريا وأن موسكو غير قادرة على وقف هذه العملية من دون منح تركيا ضمانات أمنية حقيقية".
وأضاف المصدر أن "روسيا تشترط على "قسد" سحب كامل قواتها ومؤسساتها من منطقة عين العرب ومنبج وتل رفعت وتسليم المنطقة للقوات الروسية وعودة جيش النظام إليها".
وأكد تشايكو لعبدي أن "العرض الروسي لقسد هو الأخير ولن تستطع روسيا وقف الهجوم في حال بدء العملية التركية".
وشدد قائد القوات الروسية على أن "عين العرب تعد أبرز الأهداف التركية إلى جانب تل رفعت شمالي حلب".
نتائج الاجتماع
وعرضت "قسد" على روسيا زيادة عدد ونقاط القوات الروسية وقوات النظام على طول الشريط الحدودي مع الحفاظ على وجود المؤسسات المدنية والأجهزة الأمنية (الشرطة) التابعة للإدارة الذاتية.
وشددت "قسد" في الاجتماع على التزامها باتفاقية وقف التصعيد مع تركيا وحفظ الاستقرار في المنطقة.
وأفاد المصدر بانتهاء الاجتماع بين الطرفين من دون التوصل لاتفاق مع تأكيد "قسد" رفض خيار الانسحاب من هذه المناطق.
وقال عبدي خلال مؤتمر صحفي عبر برنامج زوم في وقت سابق إن "أميركا وروسيا تعارضان العملية العسكرية التركية وهي مواقف جيدة، لكن المواقف الدولية يجب أن تكون أقوى لأن تركيا مصممة على الهجوم".
وأفادت مصادر إعلامية محلية بإلغاء الشرطة العسكرية الروسية، الإثنين، دورية مشتركة مع القوات التركية، كان من المقرر تسييرها في ريف عين العرب الشرقي.
وخلال الأسبوع الماضي تراجعت تحركات القوات الروسية والأميركية على طول الشريط الحدودي مع تركيا فيما توقفت الدوريات الأميركية عن التحرك في مناطق الحقول النفطية حتى قبل يومين من استهداف تركيا لمواقع عسكرية لـ"قسد" شمال شرقي سوريا.
ويرى مراقبون بأن توقف الدوريات الأميركية والروسية يأتي من جراء تنسيق هذه الأطراف مع تركيا التي شنت ضربات جوية واسعة على مواقع عسكرية وبنية تحتية شمال شرقي سوريا.