عاد ملف ترحيل اللاجئين إلى الواجهة في ألمانيا بعد مقتل ضابط شرطة في هجوم بسكين في مدينة مانهايم على يد لاجئ أفغاني، في حين عقد مجلس النواب الألماني "البوندستاغ" جلسة لمناقشة تشديد قوانين ترحيل اللاجئين الجناة والخطرين.
وشهدت جلسة "البوندستاغ" نقاشاً حاداً، حيث قدمت أحزاب المعارضة اقتراحات تضمنت زيادة عمليات الترحيل، وتعزيز حماية الحدود، وتوسيع تخزين البيانات، وتقديم المزيد من الدعم لقوات الشرطة، وفق ما نقل موقع "ألمانيا بالعربي".
واقترح النائب عن حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، ألكسندر ثروم، فرض احتجاز غير محدد للترحيل بعد قضاء العقوبة، للاجئين المدانين، حتى مغادرتهم بشكل طوعي إلى بلادهم.
وانتقدت أحزاب المعارضة الائتلاف الحاكم، واتهمت النائبة عن "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، سارة فاغنكنيخت، الحزبين الحاكمين (الاشتراكي الديمقراطي والخضر) بأنها "يمارسان سياسات هجرة فاشلة"، مشيرة إلى وجود "مجتمعات موازية إسلامية في ألمانيا".
وطالبت النائبة عن "الحزب الاجتماعي المسيحي"، أندريا ليندهولتس، الحكومة الفيدرالية بـ"التحرك الفوري لحل مشكلات الأمن، أو الدعوة لانتخابات جديدة".
في مقابل ذلك، دافعت النائبة عن حزب "الخضر"، إيرين ميهاليك، عن سياسات الحكومة الحالية، مؤكدة أن "الجناة والخطرين يجب ترحيلهم بعد قضاء عقوبتهم، وأن ذلك ممكن بشكل قانوني حالياً دون الحاجة لاقتراحات الاتحاد الديمقراطي المسيحي".
من جانبه، حذر النائب عن الحزب "الديمقراطي الحر"، كونراد ستوكماير، من "التصريحات الشعبوية"، موجهاً الأنظار نحو جهود الاندماج في مانهايم، داعياً إلى "تبني رسالة الحق والاحترام والتضامن، وعدم السماح لأي جهة بتدميرها".
صعود اليمين المتطرف في ألمانيا
يشار إلى أن أحزاب الحكومة الائتلافية الألمانية الحالية تكبدت خسائر فادحة في الانتخابات الأوروبية الأسبوع الماضي، حيث حصل الحزب "الاشتراكي الديمقراطي"، بزعامة المستشار، أولاف شولتز، على أسوأ نتيجة له في تاريخه، وحصل على 13.9 % من الأصوات، وحل في المركز الثالث بعد حزب "البديل من أجل ألمانيا".
وحصل حزب "الخضر"، وهو أيضاً عضو في الحكومة الفيدرالية، على 11.8 % من الأصوات، بانخفاض كبير انتخابات العام 2019 التي حصل فيها على 20.5 % من الأصوات.
في مقابل ذلك، حصل حزب "البديل من أجل ألمانيا" تأييداً متزايداً في الانتخابات، حيث احتل المركز الثاني بين الأحزاب بنسبة 15.9 % من الأصوات.
كما حصل الحزبان المحافظات "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" و"الاتحاد الاجتماعي المسيحي" على 30.2 % من الأصوات، في ارتفاع ملحوظ عن الانتخابات الفيدرالية في 2021.