icon
التغطية الحية

البنتاغون يعترف بمقتل مزارع سوري عن طريق الخطأ في شمال غربي سوريا

2024.05.03 | 03:52 دمشق

قبر لطفي مستو
ذكر مصدر دفاعي أميركي أن الهجوم الفاشل بطائرة مسيرة كانت نتيجة "التحيز التأكيدي وعدم كفاية الفريق الأحمر" - AP
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص

  • الولايات المتحدة أقرت بقتل مزارع سوري مدني عن طريق الخطأ في ضربة جوية.
  • القوات الأميركية أخطأت في تحديد هدف ظنت أنه لتنظيم "القاعدة".
  • القوات الأميركية تعترف بأن هناك قضايا يمكن تحسينها في عمليات الاستهداف.
  • مصدر دفاعي يؤكد أن سبب فشل الضربة هو التحيز التأكيدي وعدم كفاية الفريق الأحمر.

اعترفت وزارة الدفاع الأميركية، في تحقيق داخلي، بأن الولايات المتحدة قتلت عن طريق الخطأ مزارعاً مدنياً سورياً في ضربة بطائرة مسيّرة عام 2023، في شمال غربي سوريا، مشيرة إلى أن القوات الأميركية "أخطأت في تحديد هدف مقصود لتنظيم القاعدة".

وفي بيان لها، قالت القيادة المركزية الأميركية إن الولايات المتحدة "نفذت ضربة جوية أحادية الجانب لمكافحة الإرهاب في شمال غربي سوريا، استهدفت أحد كبار قادة تنظيم القاعدة"، مضيفة أنه "بعد وقت قصير من الغارة الجوية، ظهرت تقارير عن أن الغارة ربما أدت إلى إصابة مدنيين".

وأوضح البيان أن قائد القيادة الوسطى الأميركية أوعز بإجراء تحقيق مشترك "أظهر أن القوات الأميركية قامت بتحديد هدف تنظيم القاعدة المقصود بشكل خاطئ، وأن مدنياً، هو لطفي حسن مستو، تعرض للقتل بدلاً من ذلك".

وأضاف أن "فريق التحقيق تلقى تدريباً على التحيز الإدراكي، وتدريباً للفريق الأحمر، وقام بزيارات مواقع في الولايات المتحدة والعراق والأردن، وأجرى مقابلات مع أكثر من 40 شاهداً، وسعى للحصول على معلومات من المنظمات غير الحكومية، ومراجعة المعلومات السرية وغير السرية التي تحتفظ بها وزارة الدفاع ووكالات الحكومة الفيدرالية الأخرى".

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن "العديد من الحقائق والنتائج في التحقيق معلومات سرية ولا يمكن مشاركتها علناً"، مؤكدة أن الضربة "كانت متوافقة مع قانون النزاعات المسلحة والسياسات الأميركية".

وأشارت إلى أن "العديد من القضايا يمكن تحسينها"، مشددة "نحن ملتزمون بالتعلم من هذا الحادث، وتحسين عمليات استهدافنا للحد من الأضرار المحتملة للمدنيين".

وذكرت "سنتكوم" أنها "تقر وتأسف عن الأذى المدني الناتج عن الضربة الجوية"، مؤكدة أنها "تأخذ جميع التقارير عن الأذى المدني الناتج عن العمليات العسكرية الأميركية بجدية، وتواصل توظيف عمليات استهداف وضرب شاملة ومدروسة للحد من الأذى المدني".

"التحيز التأكيدي" و"عدم كفاية الفريق الأحمر"

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن إعلان القيادة المركزية الأميركية "لا يقدم سوى القليل من المعلومات حول كيفية فشل القادة والمحللين الأميركيين في تنفيذ الضربة".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي أميركي، من دون أن تسميه، قوله إن التحقيق أظهر أن "الهجوم الفاشل بطائرة مسيرة كان نتيجة "التحيز التأكيدي، وعدم كفاية الفريق الأحمر"، موضحة أن ذلك "مصطلح تستخدمه وزارة الدفاع الأميركية لوصف الموظفين المكلفين باختبار الضغط على عملية اتخاذ القرار خلال العمليات للتأكد من دقتها".

كيف قُتل مستو؟

وسبق أن جمعت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تفاصيل حول ما حدث قبل وبعد الهجوم الأميركي، من خلال مقابلات مع عائلة لطفي حسن مستو وجيرانه، وصور قدمها الدفاع المدني السوري.

ووصف جيران مستو بأنه "شخص هادئ مسالم، يتمثل روتينه اليومي بشرب الشاي مع العائلة والأصدقاء، ورعاية منزله، ويترك منزله للصلاة في المسجد، رغم أنه مسلم تقليدي وحتى لا يملك هاتفاً".

وقال ابنه حسن إن "صباح 3 أيار كان عادياً، اجتمع الوالد مع العائلة في الساعة 7.30 صباحاً، تناولنا الإفطار، وكان كل شيء على ما يرام، وكأنه لم يكن هناك أي شيء خطأ، وبعد ذلك ذهب لرعي أغنامه".

بعد بعض ساعات، أخذ مستو استراحة خارج منزله لتناول الشاي مع شقيقه، ثم افترقا بحدود الساعة 11.30 صباحاً، وعاد إلى أغنامه وهي ترعى في حقل قريب، وبعد 20 دقيقة، أصابته طائرة مسيرة بصاروخ "هيلفاير" بالقرب من المكان الذي تناول فيه الشاي مع شقيقه.