ملخص:
- البنتاغون أكد إحباط مؤامرات وتعطيل شبكات إرهابية من خلال تبادل المعلومات والاستخبارات.
- الولايات المتحدة نفذت ضربة في إدلب بسوريا أسفرت عن مقتل الزعيم البارز في التنظيم، أبي عبد الرحمن المكي.
- الضربة استخدمت صاروخاً أميركياً من طراز "AGM-114R9X - نينجا".
- "المكي" كان قد اعتقل سابقاً من قبل "هيئة تحرير الشام" لانتمائه لتنظيم "حراس الدين".
قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة لديها القدرة على الوصول إلى أي مكان في العالم لحماية أمنها، في إشارة إلى الضربة التي نفذتها في إدلب ضد قيادي في تنظيم "حراس الدين" قبل أيام.
وقال السكرتير الصحفي في "البنتاغون"، بات رايدر، إن "الولايات المتحدة تمكنت من إحباط المؤامرات وتعطيل الشبكات الإرهابية، بما في ذلك تنظيم "الدولة -خراسان"، من خلال تبادل المعلومات والاستخبارات، وتمكين الدول الحليفة والشريكة من أن تكون هي التي تجري الاعتقالات أو تتخذ الإجراءات".
وأضاف أن الولايات المتحدة أثبتت أيضاً قدرتها على الوصول إلى أي مكان في العالم عندما يكون هناك تهديد، بما في ذلك في آسيا الوسطى أو في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن بلاده لن تتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمنها، معتبراً الضربة التي نفذتها القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في سوريا، التي أسفرت عن مقتل زعيم في جماعة مرتبطة بتنظيم "القاعدة"، مثالاً على ذلك.
القيادة المركزية الأميركية تعلن مقتل المكي في سوريا
وفي 24 من الشهر الجاري، أعلنت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" مقتل الزعيم البارز في تنظيم "حراس الدين" أبي عبد الرحمن المكي، إثر غارة جوية استهدفته في ريف إدلب شمال غربي سوريا.
وقالت "سنتكوم" في منشور على منصة إكس: "في وقت سابق من اليوم، قامت قوات القيادة المركزية الأميركية بتحييد زعيم بارز في تنظيم "حراس الدين"، عبر استهدافه بضربة دقيقة في سوريا. كان أبو عبد الرحمن المكي عضواً في مجلس شورى "حراس الدين" وزعيماً بارزاً مسؤولاً عن الإشراف على العمليات الإرهابية من سوريا".
وأضاف الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية: "تظل القيادة المركزية ملتزمة بالهزيمة الدائمة للإرهابيين ضمن منطقة مسؤولية القيادة، الذين يهددون الولايات المتحدة وحلفاءها وشركاءها والاستقرار الإقليمي".
وأظهرت صور وتسجيل مصور من مكان الحادث، بقايا صاروخ أميركي من طراز "AGM-114R9X - نينجا"، وهو عادة ما تستخدمه القوات الأميركية في عمليات اغتيال قيادات القاعدة وفروعها في شمال غربي سوريا.
وأفاد مراسل تلفزيون سوريا بأن الغارة الأميركية استهدفت "المكي" وهو يقود دراجته النارية على الطريق بلدة إحسم بريف إدلب.
يُشار إلى أن "هيئة تحرير الشام" اعتقلت، في أكتوبر عام 2020، "المكي" بتهمة انتسابه لتنظيم "حراس الدين" المبايع لـ"قاعدة الجهاد"، من منزله في مدينة إدلب، شمال غربي سوريا.
تنظيم حراس الدين
تم الإعلان رسمياً عن تأسيس تنظيم حراس الدين في 27 من شباط/فبراير 2018، والذي وصف نفسه على معرفاته الرسمية بأنه "تنظيم إسلامي من رحم الثورة السورية المباركة يسعى لنصرة المظلومين وبسط العدل بين المسلمين، والإسلام هو مصدر التشريع".
وكان البيان التأسيسي لـ حراس الدين قد حث "الفصائل المتناحرة في الشام على وقف القتال فيما بينها وإنقاذ أمّة المسلمين". حيث كانت الاشتباكات على أشدها بين هيئة تحرير الشام من جهة، وحركة نور الدين الزنكي وحركة أحرار الشام المنضويتين تحت مسمى جبهة تحرير سوريا، من جهة أخرى.
وتوالت الانضمامات إلى صفوف حراس الدين على مدار الأشهر القليلة بعد إعلان تأسيسه، لتعلن 16 مجموعة وفصيلاً انضمامهم للتنظيم الجديد، معظمها مجموعات وكتائب وسرايا منشقة عن هيئة تحرير الشام.
تزعّم تنظيم حراس الدين، السوري سمير حجازي المكنى بـ "أبي همام الشامي"، أو فاروق الشامي كما كان يعرف في تنظيم القاعدة الذي انضم إليه أواخر تسعينيات القرن الماضي، والتحق مع "أبي مصعب السوري" لمدة عام في أحد معسكرات القاعدة في أفغانستان، وعين أميراً على منطقة المطار في قندهار، ومسؤولاً عن السوريين في أفغانستان.
ويعد الحجازي من القلائل الذين ما زالوا على قيد الحياة، ممن تعاملوا مع بن لادن وأبي مصعب السوري والزرقاوي وأبي حمزة المهاجر.
يذكر أن مجلس الاتحاد الأوروبي أضاف تنظيم "حراس الدين" وزعيميها العسكري والديني إلى قائمة الأشخاص والكيانات الخاضعة للعقوبات لارتباطهم بتنظيم الدولة والقاعدة، وذلك في أيار من العام 2022.