icon
التغطية الحية

"البعث" يهيمن على انتخابات نقابات المحامين بدمشق ويفرض قوائمه بـ "الاستئناس"

2024.09.26 | 09:29 دمشق

آخر تحديث: 26.09.2024 | 10:02 دمشق

 نقابة المحامين بدمشق
نقابة المحامين بدمشق ـ إنترنت
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • تدخل حزب "البعث" في تشكيل قوائم انتخابية مغلقة لنقابات المحامين بعد عملية استئناس حزبي لضمان سيطرته على نتائج الانتخابات.
  • اعتراض عدد كبير من المحامين على هذه القوائم المغلقة، وتشكيل بعض فروع النقابات قوائم مضادة لمحاولة إسقاطها عبر ورقة بيضاء.
  • النقيب الحالي الفراس فراس أصدر تعميماً لبدء الترشح لانتخابات مجالس الفروع والعضوية المتممة للمؤتمر العام للنقابة المركزية.
  • بعض المحامين أكدوا رفضهم لقوائم "البعث" ونيتهم اختيار من يمثلهم من دون توجيهات حزبية.
  • آلية الانتخاب باستخدام ورقة بيضاء تمنح الناخب حرية الاختيار، وتدخل "البعث" في القوائم يعد انتهاكاً لاستقلالية النقابات.

شهدت انتخابات فروع نقابات المحامين بدمشق وغيرها من المدن السورية تشكيل حزب "البعث العربي الاشتراكي" قوائم انتخابية مغلقة بعد عملية استئناس حزبي أجراها في كل فروع النقابات بالمحافظات.

وعمم حزب "البعث" عملية الاستئناس الحزبي على انتخابات النقابات ليضمن سيطرته على نتائج انتخابات المؤتمر العام لنقابة المحامين وفروعه ومن ثم تعيين النقيب، وسط اعتراض عدد كبير من المحامين على تدخل "البعث" في تشكيل القوائم الانتخابية وإصدار قوائم مغلقة في فروع النقابات وتسميتها بـ "قوائم الوحدة الوطنية".

في المقابل، لجأت بعض فروع النقابات ومنها نقابة محامي دمشق لتشكيل قوائم مضادة لقوائم "البعث" والتهديد بإسقاطها عبر الانتخاب بورقة بيضاء يختار الناخب عبرها من يريد من المرشحين، إذ يحق للناخب اختيار 7 أسماء (مرشحين).

وكان نقيب المحامين الحالي الفراس فراس قد أصدر في الأول من آب الفائت تعميمياً للبدء بالترشح لانتخابات مجالس فروع نقابة المحامين في المحافظات وانتخابات العضوية المتممة للمؤتمر العام للنقابة المركزية.

"البعث" يحاول الهيمنة على الانتخابات

وقال عدد من المحامين بدمشق لموقع تلفزيون سوريا "إنّ انتخابات النقابة ستجري وفق حق الناخب في انتخاب من يريد ولن ننتخب بقائمة الوحدة الوطنية التي وضعها حزب البعث".

وأضافوا بأنّ هناك تنسيقاً بين أغلب المحامين لاختيار من يمثلهم ويمثل نقابتهم من دون أية توجيهات حزبية، وذلك من خلال قوائم تم تشكيها وسيتم الانتخاب من خلالها بعيداً عن قوائم "البعث" المغلقة.

وقال محامٍ مقيم بدمشق (طلب عدم ذكر اسمه) لموقع تلفزيون سوريا "هناك بعض المحامين الكبار أُدرجت أسماؤهم في قائمة "البعث" المغلقة ما يعرضهم لخسارة المزيد من أصوات الناخبين". مضيفاً أنّ محاولة "البعث" الهيمنة على انتخابات النقابة لا تخدم العمل النقابي الحقوقي، إنما تسير به نحو الهاوية.

وشدد على أن آلية الانتخاب في النقابات تكون عبر توزيع ورقة بيضاء، وللناخب حرية ملء هذه الورقة بما يمليه عليه وجدانه المهني، ولا يجوز فرض أي اسم تحت أي مسمى، معتبراً أن تدخل "البعث" في تشكيل القوائم يعد انتهاكاً لاستقلالية النقابات.

من جانبه، أوضح المحامي عارف الشعال، أنّ استخدام "البعث" للقوائم المغلقة مرده ضمان نجاح مرشحيه، مردفاً أنّ هذه السياسة التي بدأت منذ انتخابات 2009، هي التي ضمنت للبعث نجاح كامل القائمة التي كانت تعاني من اختراق مزمن منذ انتخابات عام 1993.

وقال الشعال في منشور على فيس بوك، "إنّ سياسة القوائم المغلقة إجراء يخالف النظام الداخلي لنقابة المحامين، ويثلم شرعية نجاح من تضمّه تلك القائمة، وتنال من شرعية إشغاله لمنصبه".

كما استنكر ارتكاب نقابة للمختصين بالقانون مخالفة قانونية جسيمة من خلال سياسة القوائم، بينما النظام الداخلي للنقابة يشترط في المادتين 48 و49 منه، أن تكون ورقة الانتخاب بيضاء ممهورة بخاتم النقابة، وفي حال مخالفة ذلك تعتبر الورقة باطلة.

ويوجد في سوريا نحو 45 ألف محامٍ وفق تصريحات صحفية لنقيب المحامين الفراس فراس، مبيناً أن نقابة المحامين في سوريا تحولت إلى واحدة من أغلى النقابات دخلاً، بميزانية تجاوزت 45 مليار ليرة سورية (3 ملايين دولار) بعدما كانت أكثر النقابات خسارة خلال الحرب، وأشدّها معاناة وتخبطاً.