البث المباشر
تجددت المظاهرات المناهضة لزعيم "هيئة تحرير الشام" أبي محمد الجولاني، في مدن وبلدات إدلب وحلب شمال غربي سوريا، بالرغم من الانتشار الأمني المكثف لفرق "المهام الخاصة" التابعة للهيئة على الطرقات الرئيسية للحد من الاحتجاجات.
وأفادت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا، بأن المتظاهرين طالبوا بإسقاط زعيم "تحرير الشام"، ومحاكمته، ومحاسبة الجهاز الأمني التابع للهيئة على انتهاكاته بحق السكان.
وندد المحتجون بتصعيد "هيئة تحرير الشام"، بجناحيها العسكري والأمني ضد المتظاهرين، لا سيما بعد الاعتداء عليهم خلال الأسبوع الماضي على طريق إدلب - بنش، ومهاجمتهم بالعربات المصفحة.
ومن المناطق التي شهدت تظاهرات اليوم الجمعة، مركز مدينة إدلب، ومدن بنش وكللي وكفرتخاريم وحزانو وحارم وجسر الشغور وأريحا وأرمناز والأتارب ودارة عزة وأورم الجوز.
وصباح اليوم انتشرت فرق من "المهام الخاصة" التابعة لـ "هيئة تحرير الشام" بشكل مكثّف في مناطق سيطرة الأخيرة بمحافظة إدلب، بعد دعوات لتنظيم مظاهرات مناهضة للهيئة.
وتشهد تلك المناطق منذ ساعات الصباح الأولى، انتشاراً واسعاً لعناصر "تحرير الشام"، وخاصة عند مداخل مدينة إدلب ومداخل البلدات والمدن بريفها، ونصب العديد من الحواجز العسكرية استعداداً لمنع خروج مظاهرات مناهضة للهيئة وزعيمها "الجولاني".
وحاول عناصر الهيئة منع وصول المتظاهرين من البلدات المجاورة للمشاركة بمظاهرة مركزية حاشدة في مدينة إدلب، وذلك عبر قطع الطرقات.
"مرحلة جديدة"
ويدخل الحراك الشعبي المناهض للجولاني، مرحلة جديدة، بعدما لجأت قيادة الهيئة لأسلوب تصعيدي ضد المتظاهرين، يتمثل بنشر الحواجز وتقطيع أوصال المدن والتضييق على المدنيين لمنعهم من الوصول إلى نقاط التظاهر الرئيسية، ولا سيما في مركز مدينة إدلب شمالي سوريا.
وبدأت شرارة التصعيد في مدينة أريحا، ثم انتقلت إلى مركز مدينة إدلب، إلى أن انفجرت في منطقتي بنش وجسر الشغور في ريفي إدلب الشرقي والغربي، إذ نشرت الهيئة المئات من عناصرها، ومنعوا المتظاهرين من التوجه إلى مدينة إدلب، وأطلقوا الأعيرة النارية لترهيبهم، فضلاً عن ضرب بعضهم بالعصي، وصدم آخرين بالعربات المصفحة، وإصابة عدد من المحتجين بالغازات المسيلة للدموع.
وخلال الأسابيع الماضية، اعتمد الجولاني على عامل الوقت وملل المتظاهرين من كثرة المظاهرات، لإخماد الاحتجاجات، وأفسح المجال لخروج مظاهرات بشكل شبه يومي في مراكز المدن والبلدات إضافة إلى المخيمات، من دون أن يتعرّض لها الأمنيون بأذى، لكن الرياح جرت عكس رغبات الجولاني، فقد أخذت الاحتجاجات بالتوسع يوماً بعد يوم، لتشمل فئات مختلفة من المجتمع، ولم تعد المطالب تقتصر على إسقاط الجولاني، إنما توسعت للإضاءة على مواطن الخلل داخل "حكومة الإنقاذ" (الذراع المدني لهيئة تحرير الشام)، وتبعات سياساتها على المجتمع، وهو أمر يرهق الجولاني ويضيّق الخيارات أمامه مع مرور الوقت.
