يعتزم ثلاثة من السوريين خوض الانتخابات البلدية في هولندا المزمع إجراؤها منتصف الشهر الجاري، في ظل اندماج السوريين في مجتمعات الدول التي لجؤوا إليها.
ورشحت الهولندية من أصول سورية محار فتال (24 عاماً) نفسها على قائمة حزب "اليسار الأخضر" في مدينة أوتريخت رابع أكبر المدن الهولندية.
وولدت محار في هولندا بعد وقت قصير من قدوم والديها اللذين وصلا إلى هولندا كلاجئين سياسيين هرباً من نظام حافظ الأسد في ثمانينيات القرن الماضي.
وقالت محار لموقع "تلفزيون سوريا"، "كان والداي معارضين ضد نظام حافظ الأسد في سوريا. والدي سُجن لمدة أربع سنوات لأنشطته المعارضة للنظام ووالدتي أيضاً سُجنت لبضعة أشهر ثم هرَبا إلى هولندا بعد أن خرَجا من السجن".
ولفتت "والدي كان يعمل طبيب أسنان وأمي تعمل مهندسة مرور في Rijkswaterstaat".
وأضافت محار "ولدت في عائلة سياسية لذلك أحب العمل في السياسة وقد رشحت نفسي للانتخابات البلدية لهذا السبب".
محاربة العنصرية
وتقول محار التي تعمل موظفة في قسم صنع سياسات حزب "اليسار الأخضر" في أمستردام بأنها رشحت نفسها لأنها تريد "فعل شيء للقادمين الجدد من السوريين وغيرهم ممن هم من أصول غير هولندية في البلاد"، مؤكدة "أريد مساعدتهم في الاندماج في المجتمع الهولندي إضافة إلى رغبتي في المساعدة في دمجهم بسوق العمل وتأمين فرص عمل لهم".
و"هناك شركات تعامل السوريين أو العرب بعنصرية وترفض قبول طلبات توظيفهم"، بحسب ما تقول محار، مبينة أن "بعض الشركات عندما ترى أن اسم مقدم طلب الوظيفة عربي ترفض توظيفه. سأسعى للضغط على تلك الشركات، وفرض عقوبات على من يثبت عليها العنصرية في حال فزت بالانتخابات البلدية".
وقالت كذلك إنها ستسعى لجعل مدينة أوتريخت أكثر خضرة عبر تقديم مزيد من الدعم للحفاظ على البيئة وزيادة المساحات الخضراء.
وتأمل محار من السوريين المشاركة في الانتخابات البلدية الهولندية، قائلة "أرجوكم صوّتوا لمن تريدون في الانتخابات وشاركوا بأصواتكم".
وفي بداية الثورة السورية كانت محار ناشطة في مجل العمل الإغاثي حيث كانت تجمع الملابس للاجئين السوريين في الأردن وتركيا كما شاركت مع والديها في عدة مظاهرات داعمة لثورة السوريين ضد نظام الأسد، بحسب ما قالت.
وتعرض حزب "خرون لينكس" في الانتخابات البرلمانية الماضية لنكسة حيث حصل على ثمانية مقاعد فقط في البرلمان بعد أن كان يمتلك أربعة عشر مقعداً في الانتخابات البلدية لعام 2017.
مرشحون عن حزب "الديمقراطيون 66"
أما المرشح الثاني، فهو السوري الهولندي عبد الرحمن الحسن وهو أب لثلاث بنات، ويعيش الحسن الذي يبلغ من العمر 42 عاماً منذ عام 2007 في هولندا.
ورشح الحسن نفسه في الانتخابات البلدية في مدينة زوندرت عن حزب "الديمقراطيون 66" أو "D66"، حيث يعمل مديرا في شركة أدوية، ويصف الحسن حزب "D66" بأنه "حزب للجميع".
وعن الحزب نفسه، تقدم الهولندي السوري سومر شعبان بترشيح نفسه بلدية هورن الواقعة شمال العاصمة أمستردام.
ويعرف شعبان (52 عاماً) عن نفسه على موقع الحزب بأنه يؤمن بحرية الفرد وبتضامن المجتمع ويدعو لتكافؤ الفرص في التعليم والعمل والدخل والسكن.
كما يقول إنه يؤمن بالتنوع لأن هناك الكثير من الإثراء في تنوع المجتمع الهولندي.
وفي شهر آذار من العام الماضي، شارك شعبان في الانتخابات البرلمانية كمرشح "داعم" ولم يستطع الوصول إلى تحت قبة البرلمان.
وشعبان مُغن وموسيقيٌّ سوريٌّ هاجر إلى هولندا منذ أكثر من ثلاثين عاماً وغنى للثورة السورية عقب اندلاعها عدة أغان، ونشط شعبان خلال العام الماضي قبيل الانتخابات البرلمانية الأخيرة في مساعدة اللاجئين السوريين في هولندا عبر نشر معلومات عن القوانين الجديدة التي تخص اللاجئين في هولندا.
وحزب "الديمقراطيين D66" الذي ترشح على قوائمه عبد الرحمن وسومر حزب داعم للاجئين في هولندا وهو واحد من الأحزاب الكبيرة في البلاد، وأُسِّس عام 1966 كما أنه من أحزاب الوسط ذي التوجه الليبيرالي الاجتماعي وتترأسه السياسية المخضرمة سيكريد كاغ.
الانتخابات البلدية في هولندا
وتجرى الانتخابات البلدية مرة كل أربع سنوات في هولندا، وستجرى الانتخابات البلدية المقبلة يوم الأربعاء الموافق 16 آذار 2022 وكانت آخر انتخابات بلدية في 21 آذار 2018.
ويحق للاجئين السوريين الذين يمتلكون تصاريح إقامة التصويت في الانتخابات البلدية لكن لا يحق لهم ذلك في الانتخابات البرلمانية.
وفي الانتخابات البرلمانية السابقة التي تم إجراؤها في شهر آذار من العام الماضي، حصل حزب الشعب الذي يترأسه رئيس الحكومة الهولندية مارك روته على أربعة وثلاثين مقعداً في البرلمان في حين حصل حزب "D66" الداعم للاجئين على أربعة وعشرين مقعداً، في حين حصل حزب الحرية اليميني المتطرف الذي يتزعمه خيرت فيلدرز على سبعة عشر مقعداً.