تتسارع وتيرة الأحداث على ساحة محافظة السويداء بعد التهديدات التي أطلقتها ميليشيا "الدفاع الوطني" في المحافظة عبر بيان نشرته على موقعها الرسمي في "فيس بوك" مؤخرا، أعطت من خلاله ما يعرف بـ "مكافحة الإرهاب" وهي الجناح العسكري لحزب "اللواء السوري" المُشكل حديثا مدة أقصاها 48 ساعة للخروج من قرية الرحى التي تعدّ المعقل الرئيسي للحزب.
وقالت قيادة ميليشيا "الدفاع الوطني" في بيانها إنها سوف تقوم باستهداف جميع تحركات "حزب اللواء" وجناحه العسكري، معتبرة أن "الحزب يتبع لأجندات خارجية من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة حيث وصفهم البيان بالدواعش الجدد وعملاء إسرائيل والمخابرات الفرنسية".
خلفيات التوتر
وكانت قرية الرحى التي يوجد فيها قائد قوة "مكافحة الإرهاب" المدعو "سامر الحكيم" شهدت توترات أمنية وإطلاق نار بالهواء قبيل إعلان ميليشيا "الدفاع الوطني".
سبق البيان دخول "الدفاع الوطني" إلى القرية بقوة عسكرية مدججة بالسلاح الخفيف والمتوسط يرأسها قائد الميليشيا المدعو "رشيد سلوم "، وعمد مع عناصره إلى إطلاق النار في الهواء، في محاولة لاستفزاز عناصر "حزب اللواء"، ما دفع أهالي القرية إلى التدخل وإخراج العناصر المسلحة وأسلحتها خارج القرية.
وبحسب شهود عيان لموقع تلفزيون سوريا، فقد لوحظ وجود سيارة نوع "فان H1" بيضاء مع ميليشيا "الدفاع الوطني" في القرية أثناء إطلاق النار وتعدّ هذه السيارة مرافقة دائمة لـ "رشيد سلوم"، مؤكدين أنها تابعة لعناصر ميليشيا "حزب الله".
مصدر داخل ميليشيا "الدفاع الوطني" أكد لموقع تلفزيون سوريا، أن الأشخاص الموجودين داخل السيارة هم عناصر تابعون لـ "حزب الله" اللبناني، وأنهم موجودون بشكل دائم في الطابق الأرضي لمنزل الإعلامي فيصل القاسم الذي احتلته الميليشيا وجعلته مقرا لها بعد إعلان القاسم انحيازه للثورة السورية.
وأوضح أن أسماءهم هي: "الحاج أبو أحمد" و "الحاج ولاء" و "الحاج أبو علي" وهم على علاقة فقط مع رشيد سلوم، ويشرفون على إدارة ملف المحافظة لدى "حزب الله".
موقف "حزب اللواء السوري"
من جانبه، رد "حزب اللواء السوري" على الاتهامات الموجهة له من ميليشيا "الدفاع الوطني" عبر بيان على موقعهم في "فيس بوك" بأن الحزب وجناحه العسكري ما يزال يمارس سياسة ضبط النفس في الرد على الاستفزازات التي تقوم بها ميليشيا "الدفاع الوطني" المدعومة إيرانيا سواء كانت عبر بياناتهم أو الحواجز التي يقومون بنشرها بين المدنيين في الساحات العامة للمدينة متقصدين بها عناصر الحزب.
وأضاف أن ما حصل مؤخرا في قرية الرحى خير دليل على ذلك، وقال البيان إن "عناصر حزب اللواء سيحاولون الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يوصل إلى اقتتال داخلي، وإنهم سوف يحاولون جاهدين تضييع الفرصة على إيران وحزب الله بالوصول إلى مبتغاهم في إراقة دماء أبناء المحافظة".
ولفت البيان إلى أنه "إذا تم الاعتداء على مواقعهم بشكل مباشر فسيكون الرد عنيفا ولن يكون هناك اعتبارات لما سبق ذكره"، على حد وصف البيان.
من جانبه، أشار مراقبون في السويداء إلى أن بوادر الفتنة والاقتتال الداخلي في المحافظة بدأت تلوح في الأفق ولا سيما إذا ما نفذت ميليشيا "الدفاع الوطني" تهديداتها باقتحام قرية الرحى بعد انقضاء المدة التي وضعوها.
وكانت ميليشيا "الدفاع الوطني" سحبت أسلحتها من عدة نقاط في ريف السويداء الشرقي إلى مركز قيادة "الدفاع الوطني" في قرية قنوات.
كما أعلنت فتح باب الانتساب وأوعزت لمن يرغب بالتطوع تقديم أوراقه وتسلّم سلاحه في المركز، الأمر الذي ينذر بنيّة مبيّتة لفتح معركة على حد تعبير البعض .
كما ناشد أهالي القرية جميع الأطراف الفاعلة على ساحة المحافظة للتدخل الفوري والسريع لوأد الفتنة وحقن الدماء، ودعوا الجميع لتحمل مسؤولياتهم.