انتقد الائتلاف الوطني السوري، ربط إدخال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في شمال غربي سوريا بموافقة نظام الأسد، كون الأخير يستغل الملف كورقة ابتزاز إضافية تدعم قدرته على الاستمرار بتعطيل العملية السياسية في البلاد.
وطالب الائتلاف في بيان نشره اليوم الإثنين، المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإيجاد آلية منصفة تمنع تسييس القضايا الإنسانية ولا سيما ملف المساعدات، وتضمن استمرار دخولها الآمن ودون أي تمييز من أي نوع كان، إلى المحتاجين في عموم سوريا بشكل مستمر، مع وجود نظام رقابة يضمن التوزيع العادل للمساعدات، ويراقب عمليات التوزيع داخل مناطق سيطرة نظام الأسد؛ لتفادي سرقتها من قبل الميليشيات التابعة له ذات النفوذ الواسع في مناطقه.
الملف الإنساني لا يجب أن يكون تفاوضياً
وأشار البيان إلى أن الملف الإنساني لا ينبغي أن يكون ملفاً تفاوضياً لأنه يمسّ حياة ملايين السوريات والسوريين، مؤكداً على ضرورة معالجة الأسباب قبل النتائج، فالملف السوري بحاجة إلى دعم العملية السياسية بكل حزم، وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 (2015) بشكل كامل، وهو ما يساهم بشكل تلقائي في العلاج القابل للاستدامة للأزمة الإنسانية التي إن تركت دون معالجة سيزداد تفاقمها لتصبح أكبر كارثة إنسانية عرفتها سوريا عبر تاريخها، وعرفها العالم في هذا القرن، بسبب استمرار خضوع المجتمع الدولي لسياسات نظام الأسد وداعميه.
وشدد على ضرورة الاستجابة العاجلة من قبل المجتمع الدولي للاحتياجات الإنسانية الأساسية للمهجّرين والنازحين السوريين، الذين زادت معاناتهم بشكل ملحوظ خلال فصل الشتاء، بسبب السيول والعواصف، وانخفاض مستوى الدعم الإنساني الواصل إلى المناطق المحررة؛ نتيجة استمرار قبول الأمم المتحدة بتسييس الملف الإنساني، عبر ربط دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام بموافقته المسبقة، مما يعني قبولها بوضع حياة الملايين من السوريين كرهينة بيد النظام.
وحذّر البيان من خطورة الإهمال أو التقصير في دعم السكان في مناطق شمالي سوريا لأنه سيزيد من صعوبة الحياة -الشاقة أصلاً- على مئات الآلاف من الذين لا يجدون سوى خيمة بالكاد تستر أطفالهم من الأمطار والثلوج، كما سيترتب عليه ازدياد نسبة العائلات تحت خط الجوع، مع خطر وشيك يهدد الملايين بسبب نقص الغذاء والدواء والرعاية اللازمة.
ومطلع الأسبوع الجاري، أعلن فريق "منسقو استجابة سوريا" عن التوصل إلى اتفاق جديد بين الأمم المتحدة ومختلف الأطراف، بما فيها النظام السوري، ينصّ على تمديد دخول المساعدات الإنسانية الأممية إلى شمال غربي سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا لمدة ستة أشهر إضافية، في حين دعا "مكتب تنسيق العمل الإنساني" في إدلب إلى توفير قنوات دائمة لإدخال المساعدات من دون تقييد زمني.
ودعا "مكتب تنسيق العمل الإنساني" في إدلب، إلى توفير قنوات دائمة لإدخال المساعدات الأممية إلى شمال غربي سوريا عن طريق معبر باب الهوى الحدودي، من دون تحديد مدة زمنية للتفويض.