icon
التغطية الحية

الإنقاذ الدولية: خفض تمويل المملكة المتحدة يهدد أكثر من 55 ألف امرأة سورية

2021.06.06 | 16:00 دمشق

الإنقاذ الدولية: خفض تمويل المملكة المتحدة يهدد أكثر من 55 ألف امرأة سورية
الإنقاذ الدولية: خفض تمويل المملكة المتحدة في سوريا (rescue)
ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

خفّضت حكومة المملكة المتحدة تمويلها ضمن برامج "لجنة الإنقاذ الدولية" (IRC) في سوريا بنسبة 75 في المئة عن العام الماضي. واليوم، هناك ما يقرب من 97 ألفاً و500 سوري -بما في ذلك أكثر من 55 ألف امرأة وفتاة- تُركوا من دون مقوّمات للحياة، حيث اضطرت لجنة الإنقاذ الدولية إلى إغلاق البرامج في جميع أنحاء شمال سوريا، بسبب الانخفاض الحاد في التمويل من حكومة المملكة المتحدة.

وتحديداً، تم تقليص المجالات الحيوية مثل الإنعاش الاقتصادي والحماية بشكل كبير. على الرغم من أن السوريين يواجهون أسوأ أزمة اقتصادية وهم الآن في أقصى مستويات الحاجة منذ بدء الصراع قبل 10 سنوات، إذ توقف تمويل برامج الإنعاش الاقتصادي في لجنة الإنقاذ بشهر آذار واضطر مركزان لكسب العيش إلى الإغلاق بعد أن كانا يقدمان مساعدات نقدية وتدريبًا على التوظيف لدعم النازحين السوريين.

47 ألف سوري خسروا الدعم

لعبت هذه البرامج دورًا حاسمًا في بناء المرونة والاكتفاء الذاتي لمساعدة السوريين في الاعتماد على أنفسهم، ووصلت إلى ما يقرب من 36 ألفاً و500 شخص في جميع أنحاء شمال سوريا، أكثر من نصفهم من النساء.

بالإضافة إلى ذلك، لم يعد 47 ألف شخص يتلقون الآن دعم الحماية من خلال لجنة الإنقاذ الدولية نتيجة لتخفيضات تمويل خارجية المملكة المتحدة/ الكومنولث FCDO الذي يشمل دعم الذين يعانون من العنف القائم على "النوع الاجتماعي" (GBV) ، وهي أولوية معلنة لحكومة المملكة المتحدة، إذ يعد دعم الحماية -بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي- ضروريًا لمساعدة النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة على التعافي والشفاء من العنف والصدمات التي عاشوها خلال العقد الماضي من الصراع.

وفي حين تم إنقاذ غالبية تمويل الـ FCDO للبرامج الصحية في لجنة الإنقاذ في سوريا من أسوأ تخفيضات للمساعدات، إلا أن هناك خطرا من أن يتم إجبار عدد من المراكز الصحية على الإغلاق بحلول نهاية العام. وإذا حدث هذا، فإننا نتوقع أن يكون نحو 30 ألف شخص قد يصعب حصولهم على الرعاية الصحية الأولية، والخدمات الوقائية وتعزيز الصحة، بالإضافة إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي الأساسية في شمال غربي سوريا.

التخفيضات تشكل قلقاً حقيقياً

المديرة التنفيذية للمملكة المتحدة في لجنة الإنقاذ الدولية، ميلاني وارد، قالت: "لقد أشارت حكومة المملكة المتحدة إلى نيتها أن تكون رائدة عالمية في مجال عدم المساواة بين الجنسين، ومع ذلك فهي تنفذ في الوقت نفسه تخفيضات مدمرة وواسعة النطاق لميزانيتها للمساعدة، حيث تتعرض الفئات الضعيفة، مثل النساء والفتيات، لأشد الأضرار".

وأضافت: "هذه التخفيضات وطريقة تنفيذها، وهي الطريقة الأكثر غموضًا، سيكون لها تأثيرات واسعة النطاق وطويلة الأمد على أفقر الناس في العالم -على وجه الخصوص النساء والفتيات".

بينما قالت نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة الإنقاذ الدولية، سعاد الجرباوي: "إن قرار المملكة المتحدة بسن تخفيضات في المساعدات السورية بعد عقد من الصراع مقلق للغاية. يجب أن تكون حقيقة أن المنظمات غير الحكومية في الخطوط الأمامية، بما في ذلك لجنة الإنقاذ الدولية، مجبرة على إغلاق برامج إنقاذ الأرواح الآن، خلال وقت الحاجة الماسة، سببًا حقيقيًا للقلق".

وأردفت: “يحتاج المزيد من السوريين إلى المساعدة اليوم أكثر من أي وقت آخر خلال الصراع الذي دام عقدًا من الزمن. يتدهور الوضع الإنساني في البلاد بشكل سريع، مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا ويواجه الناس أزمة جوع خطيرة. يحتاج السوريون إلى الدعم. هذه التخفيضات لن تؤدي إلا إلى المعاناة والبؤس".

منظمات إغاثية تحذّر من كارثة إنسانية في سوريا

وحذّرت عشرات المنظمات الإنسانية والإغاثية، من بينها لجنة الإنقاذ الدولية، من الاحتياجات المتزايدة في جميع أنحاء سوريا، بعد تخفيض التمويل خلال مؤتمر "بروكسل الخامس" حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة.

وقالت 37 منظمة إنسانية وإغاثية في بيان مشترك، إنه "من المحبط جداً أن نرى اثنين من المانحين الرئيسيين، المملكة المتحدة والولايات المتحدة، يديران ظهرهما لمحنة السوريين"، مشيرة إلى أنه "سيكون لهذا تأثير مدمر على حياتهم".

وحثّت المنظمات، المانحين على تجديد وزيادة دعمهم، مؤكدة على وجود حاجة ماسة إلى الأموال التي تم التعهد بها من قبل ملايين السوريين في الوطن والمنتشرين في جميع أنحاء المنطقة. ودعت الجهات المانحة، إلى تجديد وزيادة الدعم الذي تم إظهاره حتى الآن، للحفاظ على وصول المساعدات الإنسانية وزيادته، داخل سوريا وعبر حدودها.