أصدرت دائرة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية الإماراتية، حكماً بالسجن 10 أعوام على الناشط الحقوقي السوري عبد الرحمن النحاس، وذلك بتهمة الانتماء إلى "منظمة إرهابية والإساءة لهيبة الدولة".
وكانت قوة من جهاز أمن الدولة الإماراتي اعتقلت النحاس، مؤسس منظمة (إنسان هيومن رايتس ووتش) التي توثق انتهاكات نظام الأسد في مجال حقوق الإنسان في 23 كانون عام 2019 بسبب بريد إلكتروني أرسله إلى السفارة الفرنسية يطلب فيه اللجوء السياسي، خوفاً على سلامته في الإمارات.
واعتبرت السلطات الإماراتية طلب اللجوء الذي تقدم به النحاس إلى فرنسا إساءة لها، ما دفعها إلى محاكمته.
وقال خلف النحاس، شقيق عبد الرحمن النحاس، إن العائلة شعرت بصدمة كبيرة، بعد الحكم الذي أصدرته دائرة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية بسجن شقيقه مدة 10 سنوات، مضيفاً أن الحكم كان مفاجئاً لهم، خاصةً بعيد إعلان الإمارات عن إنشائها "الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان".
وكشف خلف في تصريحات لمركز مناصرة معتقلي الإمارات، أنه اتصل مع شقيقه قبل صدور الحكم بيوم، وكانت يعاني من انهيار عصبي، حيث كان يبكي بشدّة ولم يستطع تهدئته، معتقداً أن السبب في ذلك هو سوء المعاملة التي تعرض لها شقيقه طيلة فترة محاكمته، إضافة إلى ظروف سجن الوثبة سيئ السمعة.
إدانة حقوقية دولية لاحتجاز عبد الرحمن النحاس في الإمارات
ودان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إصدار المحكمة الإماراتية حكما بسجن النحاس، واصفاً المحكمة بأنها "بالغة الجور إذ لم تتوفر فيها أدنى متطلبات المحاكمة العادلة".
وسبق أن وجهت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان ماري لولور مع مجموعة من خبراء الأمم المتحدة، رسالة مشتركة إلى السلطات الإماراتية للاستفسار عن مصير النحاس.
Now Public: letter to the Gov. of #UAE on the detention of Syrian #HRD Abdulrahman Al-Nahhas.
— Mary Lawlor UN Special Rapporteur HRDs (@MaryLawlorhrds) August 25, 2021
Disturbing reports of torture & denial of contact with family and his chosen lawyer. @GulfCentre4HR @jongambrellAP @ghadaoueiss @YousefSaba @EDAC_EN https://t.co/eucnieJhHl
من هو عبد الرحمن النحاس
عبد الرحمن ناشط حقوقي أسس منظمة "Insan Human Rights Watch"، وهي مؤسسة ترصد انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب في سوريا، وفقاً لموقع "الأمم المتحدة الخاص بالمدافعين عن حقوق الإنسان".
وفي عام 2011، اعتقلت قوات أمن الدولة التابعة لنظام الأسد النحاس في سوريا، بعد تصويره انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث بالبلاد، ثم أطلق سراحه أواخر عام 2012، فهرب إلى مصر خوفاً من تكرار اعتقاله، ومن مصر سافر إلى الإمارات في حزيران 2013.
وعمل عبد الرحمن في الإمارات مشرفاً للمشتريات في بلدية مدينة زايد بأبو ظبي، بالإضافة إلى مواصلة أنشطته الحقوقية.
وفي كانون الثاني عام 2017، طلب عبد الرحمن اللجوء إلى فرنسا خوفاً على سلامته في الإمارات، لكن قوات الأمن الإماراتية اعتقلته من منزله في إمارة أبو ظبي حيث يعيش بمفرده في شهر أيلول من عام 2019.
ومنذ اعتقاله تعرض النحاس للاختفاء القسري في مركز احتجاز سري معزول عن العالم، حتى نقله إلى سجن الوثبة في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، في كانون الثاني الماضي، حيث سُمح له الاتصال بأسرته للمرة الأولى في 7 كانون الثاني 2021، ومنذ تلك المكالمة الوحيدة، انقطعت جميع الاتصالات مع عائلته من جديد.