كشفت متخصصة الجلدية، الدكتورة فائدة حسون، أنه خلال الآونة الأخيرة رُصدت كثير من الأمراض الجلدية التي لم تعد تستجيب مع الأدوية المخصصة لها في مناطق سيطرة النظام السوري، منها الإصابة بحب الشباب الذي تبين بعد مناقشة المريض وجود وضع نفسي معين يمر به والذي حال دون الاستجابة.
وتتصدر الأزمات الاقتصادية والمعيشية والأمنية واجهة الأحداث الحياتية في مناطق النظام السوري، إضافة إلى كثير من الظواهر الاجتماعية السلبية، في ظل ارتفاع مستمر بالأسعار وضعف القوة الشرائية وانهيار قيمة الليرة.
وقالت حسون لصحيفة الوطن المقربة من النظام السوري، إن كثيراً من الحالات المصابة بالحكة سواء في الرأس أو الجسم يتبين بعد الفحص الدقيق عدم وجود أي مرض جلدي فطري أو جرثومي، إنما اقتصرت الحالة على الوضع النفسي غير المستقر والمتوتر للمريض.
وأكدت أن العامل النفسي يشكل أحد الأسباب الرئيسية لزيادة الأمراض الجلدية وخاصة المناعية منها التي تتضمن الصدفية والحزازة والثعلبة والصدفية وحب الشباب وغيرها من الأمراض الجلدية.
الأمراض الجلدية لا تستجيب للأدوية
وأوضحت حسون أن تلك الأمراض كانت موجودة سابقاً ويجري علاجها علمياً بالأدوية المخصصة لها، لكن ما جرت ملاحظته في الفترة الأخيرة عدم استجابة تلك الأمراض للعلاج العلمي وفق المطلوب.
وأضافت أن العامل النفسي بات المحرض الأساسي لتفاقم تلك الأمراض وعدم استجابتها للعلاج بالمطلق، وأصبح من الضروري على كل طبيب جلدية معرفة الوضع النفسي للمريض ومحاولة تخفيف حالة التوتر والقلق التي يعيشها.
وأشارت إلى تقديم النصح لكثير من المرضى بضرورة مراجعة أي طبيب نفسي، إلا أن حالة عدم تقبل فكرة العلاج النفسي لدى كثير من المرضى حالت دون وجود استفادة للأدوية الجلدية الموصوفة، هذا فضلاً عن عدم تقبل المريض لفكرة أن العامل النفسي أحد أهم الأسباب التي حالت دون الاستفادة المثلى للعلاج.
ارتفاع أسعار الأدوية يفاقم معاناة المرضى
ولفتت حسون إلى أن من أسباب تفاقم حالات الأمراض الجلدية هو ارتفاع أسعار الأدوية الجلدية شأنها شأن جميع الأدوية، والذي أدى إلى عجز كثير من المرضى عن شرائها رغم الحاجة الماسة لها كما فاقم من العامل النفسي لدى المريض.
ومطلع الشهر الجاري، رفعت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري أسعار الأدوية، بنسب تتراوح بين 70 إلى أكثر من 100 في المئة، وهذه الزيادة هي الثالثة خلال العام الجاري، إلا أنها جاءت دون إعلان رسمي.