أوقفت "دائرة الإعلام" التابعة لـ "الإدارة الذاتية" في مناطق شمال شرقي سوريا، مقدم برامج في منصة (إنسانية – ترفيهية) عن العمل بسبب ما وصفته بـ "اعتدائه اللفظي على قوات الأمن الداخلي (الأسايش)" وفق ما جاء في تعميم نُشر أمس الأربعاء.
وأكدت منصة "حكايا الناس" المحلية في بيان عبر صفحتها في فيس بوك إيقاف مقدم البرامج هوكر مجيد عن العمل دون أي تنبيه مسبق، ما اعتبرته المنصة "مخالفاً لقانون الإعلام في شمال شرقي سوريا".
وقالت "دائرة الإعلام" التابعة لـ "الإدارة الذاتية" في بيان أمس الأربعاء إنها "قررت إيقاف عمل مقدم برنامج حكايا الناس، هوكر مجيد بسبب تعدي مجيد اللفظي لأكثر من مرة على أعضاء قوات الأمن الداخلي (الأسايش) في أثناء عملهم".
وأضافت أن "القرار جاء وفق المادة الخامسة من اللائحة التنفيذية لقانون الإعلام والذي ينص على إيقاف أي مؤسسة أو إعلامي عن العمل في حال التعدي على قيم ومقدسات الشعب والمؤسسات في شمال شرقي سوريا (الشهداء، الشعب بمكوناته، القوات العسكرية، والإدارة الذاتية)".
تضييق
وقال مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا إن قرار "توقيف مقدم البرنامج جاء بالدرجة الأولى نتيجة تضييق قوات الأمن الداخلي (الأسايش) على عمل كوادر المنصة، ما تسبب بنشوب مشادات كلامية بين الطرفين لأكثر من مرة".
وأوضح المصدر أن "بعض حلقات البرنامج لاقت تفاعلاً واسعاً في الفترة الأخيرة، حيث يسلط الضوء على حالة الفقر والتسول المنتشرة في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية وسوء الخدمات والتذمر الشعبي من الوضع المعيشي والخدمي السيء".
منصة حكايا الناس
وتسلط منصة حكايا الناس الضوء على حالات إنسانية في مناطق شمال شرقي سوريا إلى جانب إجراء لقاءات مع أهالي المنطقة حول الوضع الخدمي والإنساني وتقديم برامج ترفيهية ومسابقات في المرافق العامة.
وشهدت المنصة تفاعلاً واسعاً مؤخراً وتلقت الدعم من مئات الأشخاص من أهالي المنطقة والمغتربين بهدف مساعدة المحتاجين والمرضى ممن تنقل المنصة قصصهم عبر صفحاتها.
تحذيرات من سيطرة "قسد" على الإعلام
وأواخر الشهر الفائت، استنكرت منظمة "مراسلون بلا حدود" الإجراءات الرامية إلى تعزيز سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على الحقل الإعلامي في شمال شرقي سوريا، حيث تتسع منذ أشهر دائرة القيود المفروضة على الصحفيين خلال ممارسة عملهم.
وقالت صابرين النوي، مسؤولة مكتب الشرق الأوسط في "مراسلون بلا حدود"، في بيان، إن "العضوية الإجبارية في نقابة حكومية وارتفاع رسوم التسجيل ورفض طلبات الاعتماد، وغيرهما من العقبات الكثيرة (في شمال شرقي سوريا)، تزيد من صعوبة عمل الصحفيين المستقلين أكثر من أي وقت مضى".
وتشهد مناطق سيطرة "قسد" انتهاكات واسعة بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، إذ أوقفت "الإدارة الذاتية" عمل قناة "كوردستان 24" العام الفائت، كما أوقفت "شبكة روداو الإعلامية" في مناطق سيطرتها في 5 من شباط الماضي، بعد يومين من تعرض طاقم القناة للخطف والتعذيب من قبل استخبارات "قسد" في مدينة القامشلي، وتلاها اعتقال أربعة صحفيين يعملون في وسائل إعلامية تابعة للمجلس الوطني الكردي.