أعلن "المجلس العسكري لمدينة منبج وريفها"، الذي يتبع "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا، عن العثور على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث، مشيراً إلى أن أصحابها قُتلوا على يد "تنظيم الدولة" خلال سيطرته على المنطقة.
وفي بيان له، قال المجلس إنه "أثناء عمليات بلدية الشعب في مدينة منبج بأعمال الصرف الصحي، بالقرب من فندق وسط المدينة، عُثر على مقبرة جماعية تضم رفات 30 مدنياً، بينهم امرأتان وطفلان، وهم مكبلو الأيدي، وذلك إبان سيطرة داعش، وجعله لهذا المكان سجناً حيث دفنت قبل تحرير المدينة".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في "مجلس منبج المدني"، الذي يتولى إدارة المدينة أن المقبرة تقع قرب فندق وسط مدينة منبج، حوّله "تنظيم الدولة" إلى سجن، خلال سيطرته على المدينة بين عامي 2014 و2016، مرجحاً أن الجثث تعود لأشخاص اختطفهم التنظيم واعتقلهم بعد سيطرته على المدينة.
وأوضح "مجلس منبج العسكري" أنه "لم يتبقَ من الجثث سوى الهيكل العظمي والملابس، ووجدت الجثث مكبلة الأيادي ومعصوبة الأعين، ولا تزال آثار التعذيب واضحة على الجماجم والعظام"، مضيفاً أنها تعود إلى الفترة التي كان يسيطر فيها "تنظيم الدولة" على المنطقة، إلا أنه لم يتم التأكد في أي عام حدثت.
وأشار "مجلس منبج العسكري" إلى أن "عمليات البحث لا تزال مستمرة، وعدد الجثث في تزايد، وتم تشكيل لجنة لعملية البحث مؤلفة من لجنة الصحة والأطباء الشرعيين، بإشراف الإدارة المدنية الديمقراطية في منبج وريفها".
وأضاف بيان المجلس أن "هذه ليست المقبرة الجماعية الأولى في المدينة، بل تم العثور على الكثير من المقابر الجماعية بعد تحرير مدينة منبج، التي تشهد على المجازر التي كان يرتكبها تنظيم داعش بحق المدنيين".
6000 جثة في مقابر جماعية
وسيطر "تنظيم الدولة" على مدينة منبج، مطلع العام 2014، في حين تمكنت "قوات سوريا الديموقراطية"، المدعومة من الولايات المتحدة، من طرده من المنطقة بعد معارك عنيفة صيف العام 2016، وتسلم إدارة شؤونها لاحقاً مجلس منبج المدني، المنبثق عن المجلس العسكري.
وخلال سيطرته على معظم شمالي وشرقي سوريا، بين عامي 2013 و2017، اعتقل "تنظيم الدولة" آلاف الأشخاص الذين ما زالوا في عداد المفقودين.
وكشف "المركز السوري للعدالة والمساءلة"، في 22 نيسان الماضي، عن استخراج نحو 6 آلاف جثة من عشرات المقابر الجماعية التي حفرها التنظيم شمال شرقي سوريا، بما فيها جثث تم انتشالها من المباني التي دمرتها الغارات الجوية الأميركية، خلال حملة "التحالف الدولي" على الرقة.
مصير مجهول لأكثر من 8000 شخص
وخلال السنوات الماضية، عُثر على العديد من المقابر الجماعية في مناطق كانت تخضع سابقاً لسيطرة "تنظيم الدولة"، أبرزها في مدينة الرقة، عاصمته السابقة في سوريا، وفي محافظة دير الزور.
وسبق أن دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، "قوات سوريا الديمقراطية" وحكومة النظام السوري إلى التحقيق في مصير الآلاف من ضحايا التنظيم، وبينهم ناشطون وصحافيون وعمال إغاثة، وقدّرت في تقرير لها في شباط من العام 2020، أن أكثر من ثمانية آلاف شخص، احتجزهم التنظيم في سوريا، لا يزال مصيرهم مجهولاً.
كما سبق أن دعت منظمات حقوقية عدة المجتمع الدولي، وخصوصاً "التحالف الدولي"، إلى تقديم المساعدة المالية والتقنية لفرق محلية تعمل على فتح المقابر الجماعية.