طالبت "هيئة الاقتصاد والزراعة" التابعة لـ "الإدارة الذاتية" الأكاديمي فريد سعدون بدفع غرامة مالية بقيمة 100 ألف دولار أميركي لنشره منشوراً على (فيس بوك) انتقد فيه رداءة ونوعية الخبز في محافظة الحسكة.
وفي آذار الفائت، أوقفت محكمة تابعة لـ "الإدارة الذاتية" في مدينة القامشلي الدكتور الجامعي فريد سعدون لعدة ساعات قبل الإفراج عنه على خلفية كتابته منشوراً انتقد فيه سوء نوعية الخبز الذي تنتجه أفران الإدارة متهماً المسؤول عن إنتاج الخبز بالفساد.
ما مضمون الدعوة؟
ووجهت "هيئة الاقتصاد والزراعة" ورئيسها، سلمان بارودو، بحسب نص الدعوة تهماً لفريد سعدون بالتشهير والذم والقدح والافتراء والجريمة الإلكترونية، وفق ما أكد مصدر حقوقي لموقع "تلفزيون سوريا" حضر جلسة المحاكمة.
وقال المصدر الحقوقي إن "الإدارة الذاتية" طالب في الدعوة الموجهة إلى "هيئة العدالة الاجتماعية" في القامشلي بـ "إنزال أقسى العقوبات القانونية بحق سعدون وإلزامه بدفع مبلغ 100 ألف دولار تعويضاً عن الضرر المادي والمعنوي وإلزامه بدفع الرسوم والمصاريف والأتعاب".
وبحسب نص الدعوة، فإن منشور سعدون "يمس كرامة وهيبة الإدارة الذاتية" وإن ما ورد في المنشور "ادعاءات باطلة والهدف منها الإساءة إلى شخص الرئاسة المشتركة لهيئة الاقتصاد والزراعة".
وزعمت "الإدارة الذاتية" أن "المنشور يؤدي إلى إخلال ثقة المجتمع والمؤسسات السياسية المحلية والدولية بهيئة الاقتصاد والزراعة ويلحق بها ضرراً مادياً ومعنوياً".
وتعاني كل مناطق الإدارة الذاتية من رداءة نوعية الخبز المنتج في الأفران المدعومة ويقول الأهالي إن الخبز يأتي بلون أصفر وذي رائحة كريهة أو محروق وقال بعض الناشطين إنهم عثروا على حجارة وقطع حديد وخيوط بلاستيكية داخل الأرغفة.
حملة تضامن واسعة
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامن واسعة مع سعدون الذي قال في منشور قبل أيام من جلسة محاكمته: "بعدما فشلت الإدارة في محاسبة المسؤولين عن رداءة خبز العلف، عادت محكمة قامشلو واستدعتني للتحقيق بتهمة الدفاع عن خبز الشعب (قدح وذم وتشهير بالفاسدين وبمسؤول الخبز حصراً)".
ويعتبر سعدون من الناشطين البارزين في محافظة الحسكة وكان يشغل منصب نائب عميد كلية الآداب في فرع جامعة الفرات بالحسكة قبل فصله نهائياً من قبل النظام السوري بداية الثورة بسبب نشاطه السياسي.
رداءة صنع الخبز تثير غضب الأهالي
وشكك سعدون في منشور له مطلع العام الجاري بمصداقية رئيس "هيئة الاقتصاد والزراعة" في "الإدارة الذاتية" حول إعلانه تشكيل لجنة لتحسين نوعية الخبز وطالبه بالاستقالة قائلاً: "هل تحتاج جودة الخبز للجنة من الخبراء؟؟ جدتي لحالها تكفي حتى يطلع الخبز أرقى ما يكون، بلا لجنة بلا بطيخ، لو كان الهفال سلمان بارودو (الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد) صادقاً مع نفسه كان قدّم استقالته ذاتياً احتراماً لنفسه".
ولمح سعدون في منشوره إلى الفساد داخل مؤسسات "الإدارة الذاتية" بقوله: "يا أخي الزلمة وزير ومستفيد وما بدو يقدّم استقالتو، طيب ما في عضو برلمان يحترم حالو يطالب بعزل هذا الوزير؟ طيب وين رئيس الكانتون؟ الحكومة؟ شو شغلتهم هدول؟.. بالأخير وين الهفال الكادرو يجي يشوف هالمهزلة؟".
ويشار بكلمة "كادرو" إلى عناصر وقادة "حزب العمال الكردستاني – PKK" الذين يشرفون فعلياً على مؤسسات "الإدارة الذاتية".
وتعرض حساب سعدون على موقع (فيس بوك) بعد أيام من انتقاده لنوعية الخبز والفساد داخل مؤسسات "الإدارة الذاتية" للاختراق بالرغم من كون الحساب موثقاً بالعلامة الزرقاء.