icon
التغطية الحية

"الإدارة الذاتية" تحرك القضاء ضد منتقديها على مواقع التواصل الاجتماعي

2022.03.03 | 06:39 دمشق

00.jpg
مقر مجلس العدالة الاجتماعية التابع لـ"الإدارة الذاتية" بمدينة القامشلي - "نورث برس"
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

أوقفت محكمة تابعة لـ "الإدارة الذاتية" في مدينة القامشلي يوم أمس الأربعاء ناشطاً سياسياً لعدة ساعات قبل الإفراج عنه على خلفية كتابته منشوراً انتقد فيه سوء نوعية الخبز الذي تنتجه أفران الإدارة.

وحصل موقع تلفزيون سوريا على نسخة من مذكرة دعوة بحق الدكتور فريد سعدون، صادرة عن لجنة التحقيق والادعاء في محكمة القامشلي.

WhatsApp Image 2022-03-02 at 11.19.28 PM.jpeg

ويعتبر سعدون من الناشطين البارزين في محافظة الحسكة وكان يشغل منصب عميد كلية الآداب في فرع جامعة الفرات بالحسكة قبل فصله نهائياً من قبل النظام السوري بداية الثورة بسبب نشاطه السياسي.

وشكك سعدون في منشور له مطلع العام الجاري بمصداقية رئيس هيئة الاقتصاد والزراعة في "الإدارة الذاتية" حول إعلانه تشكيل لجنة لتحسين نوعية الخبز وطالبه بالاستقالة قائلاً "هل تحتاج جودة الخبز للجنة من الخبراء؟؟ جدتي لحالها تكفي حتى يطلع الخبز أرقى ما يكون، بلا لجنة بلا بطيخ، لو كان الهفال سلمان بارودو (الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد) صادقاً مع نفسه كان قدّم استقالته ذاتياً احتراماً لنفسه".

ولمح سعدون في منشوره إلى الفساد داخل مؤسسات "الإدارة الذاتية" بقوله: "يا أخي الزلمة وزير ومستفيد وما بدو يقدّم استقالتو، طيب ما في عضو برلمان يحترم حالو يطالب بعزل هذا الوزير؟ طيب وين رئيس الكانتون؟ الحكومة؟ شو شغلتهم هدول؟.. بالأخير وين الهفال الكادرو يجي يشوف هالمهزلة؟".

ويشار بكلمة "كادرو" إلى عناصر وقادة "حزب العمال الكردستاني" الذين يشرفون فعلياً على مؤسسات "الإدارة الذاتية".

ووجهت "محكمة الشعب" تهماً لفريد سعدون بالتشهير والتحريض ضد "الإدارة الذاتية" وإهانة مسؤوليها، بحسب المصدر.

وخضع سعدون صباح الأربعاء للاستجواب لمدة ثلاث ساعات قبل الإفراج عنه في حين ما تزال الدعوة قائمة ضده مع استمرار إجراءات المحاكمة في الأيام القادمة.

استخدام الدعاوى القضائية لكم الأفواه

وقال محامي ينشط في قضاء "الإدارة الذاتية" من مدينة القامشلي لموقع تلفزيون سوريا إن "الإدارة الذاتية توجهت مؤخراً لاستغلال الثغرات في القضاء وعدم استقلاليته في تحريك دعوات عديدة ضد ناشطين وصحفيين وسياسيين معارضين للإدارة الذاتية أو المنتقدين".

وأضاف المحامي الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه أن "الدعاوى تتركز حول توجيه تهم من قبيل التشهير والتحريض ضد الإدارة الذاتية والمساس بأمن المنطقة والتعامل مع جهات معادية أو العمل على ضرب الاستقرار في المنطقة".

ويهيمن على محاكم "الإدارة الذاتية" كوادر "حزب العمال الكردستاني" وأجهزة الاستخبارات التابعة للإدارة إلى جانب تحريك "حزب الاتحاد الديمقراطي" دعاوى عديدة ضد المعارضين له.

وسبق أن حركت محاكم "الإدارة الذاتية" دعاوى باسم مؤسسة "عوائل الشهداء" ضد قيادات في "المجلس الوطني الكردي" وحتى ضد مؤسسات إعلامية مثل قناة رووداو.

التضييق على الصحافة

وزادت حدة التضييق على الناشطين والصحفيين في منطقة "الإدارة الذاتية" والتي شملت إجراءات من قبيل إيقاف صحفيين وخطف آخرين والاعتداء عليهم بالضرب ومصادرة أموالهم وأجهزتهم الشخصية وسحب رخص من بعض مؤسسات إعلامية.

وأوقفت "الإدارة الذاتية" مصور وكالة الصحافة الفرنسية (AFP)، مطلع العام الجاري، دليل سليمان عن العمل بعد تصويره لمشاهد جوية تُظهر حراقات تكرير النفط في ريف القامشلي الشرقي.

وكما اعتقلت استخبارات "قسد" في شهر شباط الفائت، ثلاثة صحفيين من محافظة الحسكة وهم صبري فخري، ودارا عبدو وأحمد صوفي الذين يعملون لصالح شبكة "ARK" التي تبث برامجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتتبع لـ "الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا" أكبر أحزاب المجلس الوطني الكردي المعارض.

وتشهد مناطق سيطرة "قسد" انتهاكات واسعة بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، إذ أوقفت "الإدارة الذاتية" عمل قناة "كوردستان 24" العام الفائت وأوقفت شبكة رووداو الإعلامية في مناطقها في 5 من شباط الجاري بعد يومين من تعرض طاقم القناة للخطف والتعذيب من قبل استخبارات "قسد" في مدينة القامشلي .