أفادت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، أن الإدارة الأميركية تدرس تصنيف روسيا كدولة "راعية للإرهاب"، مشيرة إلى أن العقوبات الأميركية على روسيا "لها تأثير جذري".
وفي مؤتمرها الصحفي اليومي، قال جان بيير إن "قرار إدراج روسيا كدولة راعية للإرهاب يتطلب تحديداً من قبل وزارة الخارجية وفق معايير محددة في قانون الكونغرس"، مضيفة أن الإدارة "تدرس ذلك جنباً إلى جنب مع مجموعة من المقترحات الأخرى لفرض تكاليف إضافية على روسيا".
وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن واشنطن "واءمت ضوابطها مع أكثر من 30 شريكاً، إلى عقوبات متعددة الأطراف مع أكثر من 30 دولة في أربع قارات، وقلصت المساعدة الدولية والخارجية، والتكاليف التي فرضتها الولايات المتحدة تتماشى مع بعض العواقب الضريبية".
وأشارت جان بيير إلى أن عقوبات الولايات المتحدة على روسيا "لها تأثير جذري، حيث فقدت سوق الأسهم الروسية ثلث قيمتها، وارتفع التضخم بنسبة وصلت إلى 20 %، وانخفضت واردات روسيا من البضائع في جميع أنحاء العالم بنسبة 40 %".
ولفتت إلى أنه "بسبب الضغط الهائل للولايات المتحدة، وأكثر من 30 شريكاً حول العالم، تخلّفت روسيا، للمرة الأولى منذ أكثر من قرن، عن سداد التزاماتها المالية".
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض على أن "روسيا أصبحت دولة منبوذة، واقتصادها يعاني، بسبب حربها الوحشية التي تفرضها على أوكرانيا".
الكونغرس يجمع على تصنيف روسيا "راعية للإرهاب"
والأربعاء الماضي، وافق الكونغرس الأميركي بالإجماع على قرار يدعو إلى تصنيف روسيا دولة "راعية للإرهاب"، بسبب انتهاكاتها في سوريا وأوكرانيا وجورجيا والشيشان، التي أدت إلى مقتل عدد لا يحصى من الأبرياء.
وينص قرار الكونغرس على دعوة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى إضافة روسيا للتصنيف الأميركي للدول الراعية للإرهاب، الذي يضم كلاً من كوبا وكوريا الشمالية وإيران وسوريا.
ووفق القرار، فإن الحكومة الروسية، بتوجيه من الرئيس فلاديمير بوتين، "تعمل ولا تزال تروّج لأعمال الإرهاب الدولي ضد المعارضين السياسيين والدول القومية".
وفي سوريا، قال القرار إنه "منذ دخولها إلى الحرب السورية، في العام 2015، استهدفت روسيا المدنيين الأبرياء في سوريا بهجمات على الأسواق المدنية والمرافق الطبية والمدارس"، مشيراً إلى أنها "تقدم الدعم المادي لسوريا، المصنفة حالياً كدولة راعية للرهاب، الذي تم استخدامه لاستهداف الشعب السوري".
وأوضح الكونغرس الأميركي أن روسيا "هي المورد الرئيسي لأسلحة نظام الأسد في سوريا، وتدعم الإرهابيين في الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، وتنظم أعمال الإرهاب الدولي، بما في ذلك تسميم عائلة سكربيال في المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية، وإسقاط طائرة ركاب مدنية ماليزية، وغيرها من أعمال الإرهاب".
سلطة التصنيف على عاتق وزارة الخارجية
ولا يتضمن قرار الكونغرس الأميركي ما يمكن تفسيره على أنه يسمح باستخدام القوة العسكرية أو دخول القوات العسكرية في أعمال قتالية مع روسيا، وتقع سلطة تصنيف روسيا كدولة "راعية للإرهاب" على عاتق وزارة الخارجية الأميركية، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".
وقالت الصحيفة إنه تم تقديم إجراء مماثل في مجلس النواب، حيث من المتوقع أن تكون رئيس المجلس، نانسي بيلوسي، مؤيداً قوياً لتمريره، فيما يعتبر تمرير القرار في الكونغرس يفرض المزيد من الضغوط على إدارة بايدن لإضافة روسيا إلى قائمة الدول "الراعية للإرهاب"، التي تشمل كوبا وكوريا الشمالية وإيران وسوريا.