قال مصدر مطلع بـ"جماعة الإخوان المسلمين" في سوريا، إن الجماعة تستعد لجولة انتخابية قريبة من المرجح أن تجري في شهر كانون الأول المقبل، في ظل تنافس بين التيار القيادي القديم من كبار السن، وتيار الجيل الشباب الأصغر سناً.
وأضاف المصدر في تصريح لـ"موقع تلفزيون سوريا"، أن المشكلة الرئيسية لدى قيادة الجماعة أنها تعتقد بأن مشروعها في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وشخوصها وهيكليتها وآليات عملها السابقة التي عملت بها خارج سوريا يمكن لها أن تستمر بهم في مرحلة الثورة وما بعدها.
تراجع في الفعالية والتأثير
وأكمل المصدر أن هذا الاعتقاد أدى بشكل واضح إلى معالجات ومقاربات خاطئة للواقع أوصلها إلى ما هي عليه الآن من عجز واضح في الفعالية والتأثير.
ولفت المصدر إلى أن "الجماعة انشغلت خلال العقد الماضي في صراعات داخلية وحسابات وتفصيلات صغيرة أبعدتها عن جوهر دورها المتوقع منها".
وأكّد كذلك أن "دور شباب الجماعة تراجع وتشظى في ظل سيطرة الحرس القديم، وأيضاً عدم ظهور الشباب من خلال مشروع واضح وواعد وتغييري حقيقي، بل بقي الجميع تحت العباءة وضمن الحسابات التنظيمية المعقدة"، وفق تعبيره.
ومع قدوم محمد حكمت وليد على رأس الجماعة مراقباً عاماً في عام 2015، توقع كثيرون أن يكون هناك تغييراً جديداً في مسيرة الجماعة، خاصة أنه كسر الطوق المناطقي في الصراع على زعامة الجماعة، ولكن لم يلبث هذا الأمل إلا قليلاً وتلاشى تحت وطأة المعالجات التنظيمية الداخلية التي يبدو أن المراقب الجديد استسلم لها.
هل من شخصيات قيادية جديدة؟
ومع نهاية الفترة الانتخابية للمراقب الحالي محمد حكمت وليد، بعد استنفاده مدته القانونية لدورتين في قيادة الجماعة، قال المصدر إن "الحديث يدور في أروقة الجماعة حول اسم عامر البوسلامة نائب المراقب العام حالياً، والذي فشل في انتخابات الدورة السابقة عندما دخل في تنافس مع الدكتور محمد وليد.
وأضاف المصدر أن الاسم الآخر المطروق هو حسام الغضبان، الذي كان نائباً للمراقب العام في الدورة السابقة وفشل في انتخابات المراقب العام ما قبل السابقة عندما تنافس أيضاً مع محمد وليد، وهناك من يتحدث عن اسم جديد قد يكون مختلفاً عنهما".
وينقل المصدر عن بعض كوادر الجماعة ممن يفهمون الواقع الداخلي لها ويعرفون هذه الأسماء، أنهم يستبعدون حدوث تغيير حقيقي أو طرح مشروع جديد، خاصة أن الأسماء التي يتم الحديث عنها لا يُعرف عنها أنها تحمل مشروعاً تغييرياً أو رؤية جديدة.
هل من رؤية مختلفة؟
والسبب –بحسب المصدر- أن هذه الأسماء المرشحة أو من يتم الحديث عنها ما زالت تدور ضمن فلك المعالجات التنظيمية الداخلية، وضمن حسابات بعض القوى داخل الجماعة، لذلك هي أقرب لاستمرار الوضع الحالي منها إلى وجوه جديدة تحمل رؤية مختلفة لواقع ومستقبل الجماعة.
وعن التساؤلات عن الشخصيات الشابة في الجماعة ودورها بالمستقبل القريب، قال المصدر إن الأسماء المحسوبة على الشباب في جماعة الإخوان المسلمين تضم "ملهم الدروبي وعمر مشوح وحسان الهاشمي" الذين كانوا إلى فترة سابقة من العناصر الشابة والمؤثرة داخل الجماعة لسنوات، كما أنهم عُرفوا بنَفَس تغييري وأفكار جديدة مختلفة عن البقية.
لكن هذه الأسماء "اختفت في السنوات الأخيرة ولم تعد تظهر في المشهد بعد أن تم استبعادها أو استبعدت نفسها"، بحسب المصدر الذي رأى بأنهم كانوا قرابين المعالجات التنظيمية الداخلية، وهو مؤشر قوي على أن طريق التغيير في الجماعة مغلق.