أصدرت جماعة "الإخوان المسلمين" في سوريا بياناً تضامنت فيه مع الاحتجاجات الشعبية في إيران، معتبرة أن ما يحدث هو "مشروع ثورة شعبية ضد الظلم والتخلف والاستبداد".
وقالت الجماعة في بيانها إنه "منذ أكثر من 40 سنة، ما يزال الشعب الإيراني يعاني من استبداد حكم الملالي، وما يسمى بنظام الولي الفقيه، الذي تخنق في ظله كل أشكال الحريات، وتكمم الأفواه، ويزج الأحرار والحرائر في السجون والمعتقلات، ويحارب الشعب بكل وسائل الاضطهاد والتمييز إلى درجة الاستعباد".
وأضافت أن النظام الإيراني "لم يكتف باضطهاد شعبه منذ عشرات السنين، بل امتد في ظلمه وعدوانه إلى الشعوب في الدول العربية والإسلامية والمجاورة، فنشر فيها الخراب والفوضى، وساند الأنظمة المستبدة الظالمة، ومدها بكل أدوات القهر والعدوان".
جرائم إيران في سوريا
وعن جرائم إيران في سوريا، قال البيان إن إيران قامت "بالاحتلال المباشر والقمع والقتل وارتكاب كل أنواع الجرائم بحق الشعب السوري، وجندت شذاذ الآفاق الطائفيين حول العالم، واستقدمتهم إلى سوريا والأقطار التي ينتشر فيها الدمار والخراب، ليمارس سلوكاً فريداً شاذاً حاقداً ضد الشعوب المستضعفة، تحت شعار خادع (نصرة المستضعفين)".
وذكرت جماعة "الإخوان المسلمين" أن سوريا أصبحت "شعباً ذبيحاً وشهيداً استرخص المستبدون روحه، وأرملة تشكو إلى الله كربها، وطفلاً مشرداً، ودماً مسفوحاً، وسجيناً مجهول المصر، وفقيراً معدماً، ومواطناً مسحوقاً، وثروة ونية منهوبة، وفساداً لا مثيل له، ووطناً مدمراً محكوماً بالقوانين الاستثنائية الاستئصالية التي يمليها النظام المحتل القابع في طهران، بالتحالف مع الاحتلال الروسي وزمرة بشار الأسد".
الطغاة لا يتساقطون إلا وهم في ذروة جبروتهم
واعتبر بيان "إخوان" سوريا أن الاحتجاجات في إيران "تعبير عن رفض السلوك العدواني لنظام استبدادي ظالم، استمرأ استعباد شعبه، ومردَ على محاولات استعباد الشعوب العربية والإسلامية، معلناً نواياه باستحضار نموذج الإمبراطورية الكسروية البائدة".
وأعربت الجماعة عن "الأمل في أن تستكمل الانتفاضة في إيران الخناق حول فساد حكام التخلف والعدوان في قم وطهران، لتعود الحياة الحرة الكريمة إلى دمشق وبغداد وبيروت وصنعاء وكل البلدان التي تتألم من عدوان نظام الملالي المتخلف".
وأشارت "الإخوان المسلمين" إلى أن "ما جرى ويجري في إيران دليل على أن الشعوب لا يمكن أن تصبر طويلاً على الاستبداد والقهر والظلم وفجور الأنظمة العدوانية"، مؤكدة على أن "سنة الله في الأرض تقضي بأن الطغاة لا يتساقطون، إلا وهم في ذروة جبروتهم وطغيانهم".
الاحتجاجات في إيران
وفي 16 أيلول الماضي، اندلعت احتجاجات بأنحاء إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) بعد ثلاثة أيام على توقيفها لدى "شرطة الأخلاق" المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء.
وأثارت الحادثة غضباً شعبياً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية في إيران، وسط روايات متضاربة عن أسباب الوفاة.
ووفق حصيلة أعلنتها منظمات حقوقية إيرانية الإثنين الماضي، قُتل أكثر من 76 شخصاً في الحملة الأمنية التي تنفّذها السلطات الإيرانية ضد المتظاهرين في أعقاب وفاة مهسا أميني في الاعتقال.
وقال مدير منظمة "حقوق الإنسان في إيران" محمود أميري مقدّم "ندعو المجتمع الدولي إلى اتّخاذ خطوات عملية بشكل حاسم وموحد لوقف قتل وتعذيب المتظاهرين". مضيفاً أن "التسجيلات المصورة وشهادات الوفاة التي حصلت عليها المجموعة تظهر بأن "الذخيرة الحية تطلق مباشرة على المتظاهرين".