تعقد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" مؤتمراً للمانحين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، لتمويل عملياتها وخدماتها حتى نهاية العام 2023.
وسيترأس الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، المؤتمر في محاولة لحشد الموارد اللازمة للربع الأخير من العام الحالي، بعد أن حذرت الوكالة الأممية من "استنزاف قدرتها على امتصاص نقص التمويل على مدى عقد من التقشف".
وتتوقع "الأونروا" عجزاً مالياً حاداً بشأن تأمين تقديم الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية الضرورية والعاجلة للاجئين الفلسطينيين اعتباراً من أيلول المقبل.
وقالت الوكالة، في مناشدة موجهة إلى المؤتمر، إنها "وصلت إلى حدود قدرتها بشأن إدارة نقص التمويل المزمن خلال السنوات العشر الماضية، وتناشد بشكل عاجل للحصول على تمويل مستدام وطويل الأجل ويمكن التنبؤ به ومرن".
33 % من المتطلبات المالية
وأعلنت "الأونروا" أنها تلقت 33 % من متطلباتها المالية للعام 2023، ولا تزال بحاجة إلى 1.174 مليار دولار.
وفي مؤتمر صحفي أمس الخميس، قال المفوض العام للوكالة، فيليب لازاريني، إن الوكالة بحاجة إلى 150 مليون دولار للمحافظة على عمل الخدمات المقدمة من دون تعطل، و200 مليون دولار أخرى لبدء العام المقبل من دون ديون.
كما تحتاج الوكالة أيضاً إلى 75 مليون دولار أميركي لتأمين المساعدات الغذائية لنحو 1.2 مليون شخص في قطاع غزة، و30 مليون دولار لتمويل المساعدات النقدية في الربع الأخير من 2023 لأكثر من 600 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا والأردن ولبنان.
بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى 9.8 ملايين دولار إضافية للاستجابة لكارثة الزلزال الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا في شباط الماضي، و7 ملايين دولار في الضفة الغربية لتقديم المساعدات النقدية وخدمات الصحة في حالات الطوارئ والتعليم والصحة البيئية، و12 مليون دولار للحفاظ على المساعدات النقدية للفلسطينيين الذين هجروا من سوريا إلى الأردن.
وأكد المفوض العام لـ "الأونروا" على "أهمية مواكبة الموارد للاحتياجات"، موضحاً أنه "إذا انخفضت الموارد لدينا بنسبة 20 %، فلا يمكننا أن نطلب من 20 % من أطفالنا الخروج من المدرسة".
2023 الأصعب منذ عشرات السنوات
ومنذ عدة سنوات، تعاني "الأونروا" من أزمات مالية كبيرة انعكست تراجعاً في قدرتها على تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين.
وكشفت الوكالة الأممية، في وقت سابق، أنها رحلت من العام المنصرم عجزاً مالياً قدره 80 مليون دولار من نفقاتها إلى السنة المالية الجديدة، محذرة من نقص حاد في تمويل نشاطاتها، مبينة أن العام الجاري 2023 هو الأصعب منذ عشرات السنوات التي مضت من حيث الأزمة المالية التي تواجه الوكالة.
وأشار المفوض العام للوكالة إلى أن "الأونروا هي المنظمة الأممية الوحيدة التي تبدأ العام بديون".
وفي وقت سابق، حذرت "أونروا" من أن العجز المالي ينذر بانعكاسات خطيرة على الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين، وخاصة المتعلقة بالصحة والتعليم وصحة البيئة والسلة الغذائية.