دانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" هدم منزل عائلة صالحية في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية وطردها منه، داعية سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى الوقف الفوري لجميع عمليات الإخلاء والهدم في الضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية.
وأمس الأربعاء، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة صالحية في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، واعتدت على بعض الموجودين فيه بالضرب، واعتقلت 20 شخصاً بينهم أصحاب المنزل وناشطون كانوا موجودين للتضامن معهم.
وفي بيان لها، قالت "الأونروا" إن القوات الإسرائيلية "داهمت بالعنف منزل العائلة اللاجئة من فلسطين في الساعة الثالثة من صباح أمس الأربعاء، في الوقت الذي كان أفراد العائلة، بمن فيهم امرأة كبيرة في السن وطفل، نائمين"، وفق ما نقل موقع الأمم المتحدة.
وأضافت "الأونروا" أنه "في غضون ساعات قليلة، تم تدمير منزل العائلة وممتلكاتها، وتم محو كامل آثار ما يقرب من 40 عاماً من تاريخهم في الحي"، مشيرة إلى أنها "رصدت، أثناء زيارة لها إلى الموقع صباح اليوم، الدمار الكامل للمنزل، والحقائب المدرسية والملابس والصور العائلية لا تزال مرئية جزئياً تحت الأنقاض".
ووفق الوكالة الأممية فإن "حالة عائلة صالحية ليست فريدة من نوعها، فهناك العشرات من عائلات لاجئي فلسطين في مناطق مختلفة من الشيخ جراح وحدها، تواجه حالياً تهديداً وشيكاً بالإخلاء من قبل السلطات الإسرائيلية".
وأكدت "الأونروا" على أنه "بموجب القانون الإنساني الدولي، فإن النقل القسري للأشخاص المحميين، إضافة إلى تدمير الممتلكات من قبل إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، محظور بشكل تام".
ودعت الوكالة الأممية السلطات الإسرائيلية إلى "الالتزام بالقوانين الدولية وضمان حماية لاجئي فلسطين والمدنيين في الضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية، بصفتها القوة المحتلة"، مؤكدة على أن "كافة الأفراد لهم الحق في سكن آمن، وفي العيش بسلام وكرامة".
الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بوضع حد لتشريد الفلسطينيين
من جانبه، قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، إنه لا يزال قلقاً من احتمال إجلاء عدد من العائلات الفلسطينية من منازلها التي عاشت فيها منذ عقود في حيي الشيخ جراح وسلوان في القدس الشرقية، والمخاطر التي تشكلها مثل هذه الأعمال على تصعيد العنف".
وخلال جلسة لمجلس الأمن، أمس الأربعاء، دعا المسؤول الأممي السلطات الإسرائيلية إلى "وضع حد لتشريد وإخلاء الفلسطينيين، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الدولي، والمصادقة على خطط إضافية من شأنها أن تمكّن المجتمعات الفلسطينية من البناء بشكل قانوني وتلبية احتياجاتها التنموية".
من جهة أخرى، أعربت دول أوروبية في الأمم المتحدة عن "قلق عميق" إزاء عمليات الإخلاء والهدم التي حدثت في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية.
وقالت المندوبة الأيرلندية لدى الأمم المتحدة، جيرالدين بيرن ناسون، في بيان تلته بالنيابة عن فرنسا وأيرلندا وإستونيا، إننا "نذكر بالتزامات إسرائيل كقوة احتلال بموجب القانون الإنساني الدولي"، مشيرة إلى أن إجراءات إسرائيل "تقوض آفاق السلام وتهدد بتزايد العنف".
وجددت الدول الثلاث دعواتها للسلطات الإسرائيلية "لوقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية".
ووفق الأمم المتحدة، فإن إسرائيل استولت، أو أجبرت على الهدم، 54 مبنى مملوكاً لفلسطينيين في المنطقة ج بالضفة الغربية، و23 مبنى في القدس الشرقية المحتلة، ما أدى إلى تشريد 102 فلسطيني.
وتقدر بيانات أممية، جمعها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في العام 2020، أن هناك 218 أسرة فلسطينية في جميع أرجاء القدس الشرقية، معرضة لخطر التهجير من قبل السلطات الإسرائيلية.