icon
التغطية الحية

الأونروا تحذر من تقلص "المساحة الآمنة" في غزة إلى 11% فقط

2024.08.20 | 14:07 دمشق

غزة
مخاوف من تقليص مساحة غزة إلى 11% فقط - تلفزيون سوريا
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • الأونروا تحذر من تقلص "المساحة الآمنة" في غزة إلى 11% فقط.
  • الدفاع المدني في غزة أشار إلى أن 28 كيلومتراً مربعاً، تؤوي ما يقارب مليون وثمانمئة ألف نازح.
  • هذا الاكتظاظ يزيد من صعوبة العمليات الإغاثية وانتشار الأمراض المعدية.
  • الأونروا حذرت من تفاقم الأزمات في القطاع، ووصفت الوضع بـ"الكابوس".
  •  شهادات النازحين تعكس اليأس والمعاناة، إذ يفترشون الطرقات بلا مأوى.

حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من تقليص الاحتلال الإسرائيلي لما تسميه "المساحة الآمنة" في غزة إلى 11% فقط من مساحة القطاع.

وهذه المساحة هي التي يمكن للنازحين التوجه إليها هرباً من العمليات العسكرية الإسرائيلية. وأشارت الأونروا عبر حسابها على منصة إكس إلى أن هذا التقليص أدى إلى إشاعة الخوف والذعر بين النازحين، مجددة دعوتها لوقف فوري لإطلاق النار.

تأثيرات كارثية

وصف المتحدث الرسمي باسم الوكالة الأممية عدنان أبو حسنة، التقلص الذي تشهده المناطق الآمنة في غزة بالدراماتيكي، قائلا في تصريحات لبرنامج غزة اليوم الذي تذيعه قناة بي بي سي العربية، "أيام سوداء يعيشها النازحون في قطاع غزة؛ فلا مكان على الإطلاق ليذهبوا إليه وينصبوا خيامهم فيه".

وأضاف أبو حسنة: "نتحدث عن تسونامي بشري. نحن أمام مئات الآلاف من الهائمين على وجوههم في الشوارع، يسكنون العراء الآن بلا أدنى مقومات الحياة. نتحدث عن مليون وثمانمئة ألف فلسطيني يعيشون في مساحة أقل من أربعين كيلو متراً مربعاً."

وتطرق أبو حسنة لانعكاسات هذا الزحام الشديد على الحالة الصحية للنازحين، قائلاً: "هذه بيئة خصبة تماماً لانتشار الأمراض المعدية كالتهاب الكبد الوبائي الذي ينتشر في قطاع غزة بمعدل ألف حالة أسبوعياً، وكذلك التهاب السحايا، وفيروس شلل الأطفال، فضلاً عن الأمراض الرئوية والمعوية".

تحديات الدفاع المدني

قال الدفاع المدني في غزة إن تقليص المساحات الآمنة في خان يونس يضع أكثر من 450 ألف شخص أمام تحديات إنسانية جديدة.

وعن الكيفية التي تم بها تقليص المناطق الآمنة وانعكاسات ذلك على النازحين وعلى سير العمليات الإغاثية، قال محمد المغير مدير الإمداد في الدفاع المدني بغزة، إن جيش الاحتلال "ادعى وجود مناطق إنسانية كانت تبلغ مساحتها 70 كيلو متراً مربعاً".

وأضاف المغير لبرنامج غزة اليوم: "مع تكرار الاجتياحات، تقلصت هذه المساحة لتقدر الآن بـ 35 كيلو متراً مربعاً، وهناك 20 في المئة من هذه المساحة عبارة عن طرقات وشوارع".

وتابع موضحاً أن "ما يقارب 28 كيلو متراً مربعاً هي المناطق التي أصبحت تؤوي ما يقارب المليون وثمانمئة ألف نازح".

ولفت المغير إلى أن هذا الزحام الشديد يزيد من عبء ومعاناة طواقم الدفاع المدني، إذ تؤدي إلى شلّ حركتها وصعوبة تحرّك طواقمها لتلبية نداءات الاستغاثة التي ترد إليهم من هذه المناطق، ما يؤدي إلى زيادة الخسائر البشرية.

وأكد المغير أن تقليص المساحة الإنسانية لهذا الحد، وإجبار مئات الآلآف من البشر على التكدس في هذه المساحة المحدودة للغاية، يمثل "اختراقاً واضحاً للحق في السكن، بل وفي الحياة".

شهادات النازحين

 أعرب النازحون الذين يتلقون أوامر بالإخلاء من قبل جيش الاحتلال، عن أن تقليص المناطق الآمنة أمامهم للتوجه إليها، فاقمت من معاناتهم.

برهوم أحمد من خان يونس قال: "كلما ذهبنا إلى مكان، جاء الجيش وأمرنا بمغادرته. الآن معظم مناطق غزة تحولت إلى مناطق خطرة. نفترش الطرقات بأطفالنا وأسرنا ولا نعرف إلى أين نذهب".

في حين عبر سامر حسن عن معاناته قائلاً: "حشرونا حشراً في المواصي، ولم يعد هناك متسع لقدم". في حين قال عبد الهادي عبيد: "فجأة لم نجد متسعاً في أي منطقة. منطقتنا كانت منطقة آمنة وفجأة تحولت لمنطقة قتال".

كابوس لا نهاية له

لويز ووتردج، مسؤولة الاتصالات في الأونروا، وصفت الوضع عبر تدوينة على منصة إكس: "يبدو أن الفلسطينيين محاصرون بهذا الكابوس إلى ما لا نهاية".

وفي تموز الماضي، توقعت الأونروا اضطرار 250 ألف فلسطيني إلى النزوح مجدداً من مدينة خان يونس، في أكبر عدد للنازحين منذ تشرين الأول الماضي.

يُذكر أنه على مدى أكثر من عشرة أشهر، أسفرت حرب إسرائيل على غزة عن نحو 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.