البث المباشر
أعلن الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء، تشكيل "حكومة طوارئ" هي الأولى، منذ عام 1967، تضم أحزاب المعارضة إضافة إلى أحزاب "الحكومة الحالية" بهدف قيادة الحرب التي أعلن عنها الاحتلال ضد حركة حماس في قطاع غزة، عقب إطلاق الأخيرة عملية تاريخيّة تحت اسم "طوفان الأقصى".
وجاء ذلك بعد محادثات جرت بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزعيم حزب "الوحدة الوطنية" المعارض وزير الدفاع السابق بيني غانتس، وزعيم المعارضة رئيس الوزراء السابق يائير لابيد، وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني أفيغدور ليبرمان.
وبحسب وكالة "الأناضول"، وافقت الأحزاب المنخرطة في "الائتلاف الحكومي" الإسرائيلي، على تشكيل "حكومة طوارئ"، وأذنوا لـ"نتنياهو" بالعمل على تشكيلها من دون شروط مسبقة، على غرار تلك التي شٌكّلت، عشية اندلاع حرب الأيام الستة ، أي حرب حزيران 1967.
وأضافت الوكالة، أنّ "نتنياهو" وافق على تجميد "الإصلاح القضائي" المثير للجدل والذي أحدث انقساماً داخل إسرائيل، واستدعى خروج مظاهرات وُصفت بأنها "واحدة من أكبر الاحتجاجات في الدولة العبرية".
— تلفزيون سوريا (@syr_television) March 27, 2023
تشكيل "حكومة طوارئ"
وقال زعيم معارضة الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس في بيان، أمس، إنّه "توصّل إلى اتفاق للدخول في حكومة واحدة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في خضم الحرب المستعرة مع حركة حماس".
وأضاف "غانتس" أنّه و"نتنياهو" سيشكّلان "حكومة طوارئ، وهيئة أمنيّة لإدارة الحرب مؤلّفة من 5 أعضاء، ستضم إلى جانبهما وزير الدفاع الحالي يوآف غالانت، واثنان من كبار المسؤولين بدور أعضاء "مراقبين" (هما: رئيس الأركان غادي أيزنكوت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر)، مع بقاء حلفاء "نتنياهو" من اليمين المتطرف في "حكومة الطوارئ".
وبحسب "غانتس" فإنّ "حكومة الحرب لن تصدر أي تشريعات أو قرارات لا تتعلق بالحرب طالما استمر القتال"، في حين أفادت وكالة "فرانس برس"، أنّ زعيم المعارضة يائير لابيد لم ينضم بعد، لكن البيان أشار إلى "حجز" مقعد له في "حكومة الحرب" المُعلنة.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، ستكون "حكومة الطوارئ" مؤقتة حتى انتهاء الحرب، بعدها سيعود الوزراء إلى ممارسة مهامهم مرة أخرى، وإكمال "غانتس وأعضاء حزبه" لما بعد "حكومة الحرب" هو أمر متروك للمستقبل، فربما يحدث توافق وقتئذ بين الحزبين الكبيرين للإكمال في "حكومة وحدة"، أو يعود "غانتس" إلى صفوف المعارضة مجدّداً.
ما المقصود بـ"حكومة الطوارئ"؟
أشار الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي عبر موقعه الإلكتروني، إلى أنّ "المقصود بحكومة وحدة وطنية هي حكومة تستند بالأساس إلى ائتلاف واسع، يجلس فيها أيضاً ممثلو الكتل المتخاصمة".
وأضاف أنّ "تشكيل حكومة وحدة وطنية يتم في حالات الطوارئ (مثل الحرب والكارثة الطبيعية أو الأزمة الاقتصادية)، وهذا يحتاج بطبيعة الأمر إلى حشد قوات وطاقات شاملة في سبيل مواجهة هذا الوضع".
وأبرز الأمثلة عليها في إسرائيل هي "الحكومة 13 برئاسة ليفي إشكول، من حزب المعراخ، آنذاك، والتي شغلت فترة ولاية الكنيست السادسة، حيث ضم إشكول، في 1 حزيران/يونيو 1967، كتلتي (رافي وجاحَل) للائتلاف الحكومي، وشكّل حكومة تكتل وطني".
"إسرائيل" تُعلن الحرب بعد "طوفان الأقصى"
يأتي تشكيل "حكومة الطوارئ" بعد إعلان إسرائيل الحرب على قطاع غزة، عقب إطلاق حركة حماس عملية عسكرية تاريخيّة تحت اسم "طوفان الأقصى"، فجر السبت الفائت.
وتعدّ عملية "طوفان الأقصى" تصعيداً غير مسبوق، منذ سنوات طويلة، حيث اجتاحت خلالها "كتائب القسّام" (برّاً وبحراً وجوّاً) العديد من المناطق التي تحتلها إسرائيل في محيط غزة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي وإصابة الآلاف وأسر العشرات، في خمسة أيّام هي أعنف ما شهدته "إسرائيل"، منذ "حرب تشرين الأول/ أكتوبر" عام 1973.
وردّاً على الطوفان، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، وخلالها نفّذت طائراته مئات الغارات الانتقامية على قطاع غزة، ما أدّى إلى مقتل أكثر من ألف فلسطيني وآلاف الجرحى، فضلاً عن دمار كبير في الأبنية السكنية.
