تواجه الأمهات المهاجرات صعوبات كبيرة في سوق العمل، وتبلغ الفجوة في معدلات التوظيف بين الأمهات المهاجرات والأمهات المولودات في البلاد نحو 20% بشكل متوسط، في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OCDE).
وفي دراسة أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ونشرتها أمس الإثنين، أشارت إلى أن الأمومة تبعد النساء المهاجرات عن سوق العمل على نحو مثير للقلق في العديد من البلدان.
وفي معظم بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تبلغ الفجوة بين الجنسين في معدلات التوظيف ضعف اتساعها بين المهاجرين مقارنة بالمولدين الأصليين.
الفجوة في معدلات التوظيف
وتتعرض الأمهات المهاجرات للتمييز إلى حد كبير في سوق العمل، مقارنة بالنساء المهاجرات اللاتي ليس لديهن أطفال والأمهات المولودات في البلاد
ووفقاً للدراسة تعمل نحو نصف الأمهات المهاجرات ممن لديهن أطفال تتراوح أعمارهم بين 0 و4 سنوات، بنسبة تبلغ 52%، بينما الأمهات المولودات في البلاد، ولديهن أطفال بذات العمر، يعمل 70% منهن في مختلف بلدان منظمة التعاون البالغ عددها 28.
وتظهر الفجوة الأكبر بين عمل الأمهات المهاجرات والمواطنات، في كل من ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وسلوفينيا، بأكثر من 30%، والأصغر في شيلي وكوستاريكا والمجر وجمهورية التشيك، حيث لا تتجاوز 10%.
وبحسب الدراسة، يختلف توظيف الأمهات المهاجرات حسب العمر وعدد الأطفال أكثر من توظيف الأمهات المولودات في البلد الأصلي، مما يشير إلى أن القيود المفروضة على رعاية الأطفال أكبر بالنسبة للأمهات المهاجرات.
وقالت الدراسة "تزداد عقوبة العمل بشكل أكبر بالنسبة إلى الأمهات المهاجرات في كل من إسبانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وفرنسا، بعد إنجاب الطفل الثاني".
تأثير الأمومة على اندماج الأمهات المهاجرات
كما أن الأمهات المهاجرات أكثر ميلا إلى العمل بدوام جزئي، "واحدة من كل أربع نساء مهاجرات يرغبن في العمل أكثر، مقارنة بأم واحدة من كل سبع أمهات مواطنات".
وتشير الدراسة إلى أن الأمهات المهاجرات غالباً ما يقعن في فخ الخمول بسبب مسؤولياتهن العائلية، في حين يُستشهد غالبا بالتفضيلات الفردية والعوامل الثقافية باعتبارها العقبات الرئيسية التي تحول دون توظيف الأمهات.
وأضافت الدراسة، معدلات التوظيف أقل لدى المهاجرات المقبولات لأسباب عائلية "لم شمل"، بينما يتحسن وضعهن مع مرور الوقت.
ووفقاً للدراسة، إن توظيف الأمهات المهاجرات له انعكاسات إيجابية على الحياة المهنية لأطفالهن في المستقبل.
وأرجعت الدراسة أن تكوين الأسرة يؤثر بشكل مباشر وكبير جدًا على اندماج النساء الاجتماعي والاقتصادي مقارنة بالرجال المهاجرين.
سياسات الاندماج ودور الحكومات
وأوضحت الدراسة أن الهجرة وتأسيس أسرة، مرتبطان بشكل وثيق، موصية بأخذهما في الاعتبار عند التفكير بوضع خطط تتعلق بالاندماج.
ومع ذلك، فإن عدداً قليلاً من بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تعتبر المرأة التي لديها أطفال أو ليس لديها أطفال أولوية في سياسة الاندماج، ويخطط عدد أقل من ذلك لاتخاذ التدابير المناسبة لتلبية احتياجاتهم.
ولتحسين الاندماج المهني للمهاجرات ومساعدتهن على التوفيق بين العمل مدفوع الأجر والحياة الأسرية، تتبنى بعض دول منظمة التعاون بعض الإجراءات المتعلقة بإزالة العقبات، وتصميم آليات لإنشاء روابط التكامل وبناء الثقة مع الأمهات المهاجرات والتشجيع النشط للنشاط المهني.
وشددت الدراسة على ضرورة إزالة الحواجز أمام الأمهات المهاجرات التي تمنعهن من الحصول على التوظيف، وعلى فرص متساوية، مثل خطط لرعاية الأطفال وإجازة الأمومة.
الهجرة لدول منظمة التعاون
وبلغت الهجرة الدائمة إلى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 6.1 ملايين في عام 2022، بزيادة قدرها 26% مقارنة بعام 2021، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2005 على الأقل.
كما وصلت طلبات اللجوء إلى مستوى قياسي، تم تقديم أكثر من مليوني طلب جديد في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في عام 2022، وهو أعلى بكثير من الرقم القياسي السابق البالغ 1.7 مليون في عام 2015 ونحو ضعف مستوى عام 2021.