ملخص
- 25 قتيلاً و28 جريحاً على الأقل نتيجة للأعمال العدائية في دير الزور شمال شرقي سوريا.
- تصاعد الأعمال العدائية في دير الزور لم يحدث أي تغيير في مناطق السيطرة.
- تضرر البنية التحتية العامة وارتفاع المخاطر على المدنيين في مناطق القتال.
- نزوح كبير للسكان من ضفتي نهر الفرات إلى مناطق أكثر أماناً، والأعداد قيد التحقق.
- إغلاق المعابر وفرض حظر تجوال في بعض مناطق دير الزور مع تصاعد الأعمال العدائية.
- أزمة مياه حادة في الحسكة أثرت على 80 ألف شخص وارتفاع أسعار المياه نتيجة الحصار.
- توقف معظم المخابز عن العمل في الحسكة والقامشلي، وتأثر توزيع المواد الأساسية بسبب القيود المفروضة.
أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن ما لا يقل عن 25 مدنياً قتلوا وأصيب 28 آخرين، نتيجة للأعمال العدائية النشطة على ضفتي نهر الفرات في دير الزور، مشيرة إلى أنه على الرغم من التصعيد الكبير في الأعمال العدائية لم يحدث أي تغيير في مناطق السيطرة.
وفي تحديثه بشأن تطورات الأوضاع في شمال شرقي سوريا، قال مكتب "أوتشا" إنه منذ 6 آب الجاري، وردت تقارير عن تصعيد كبير في الأعمال العدائية المسلحة في عدة مناطق على الضفة الشرقية لنهر الفرات بمحافظة دير الزور، والتي ورد أنها امتدت إلى الخط الغربي.
وأضاف المكتب أنه "على الرغم من التصعيد الكبير في الأعمال العدائية النشطة على جانبي النهر، لم يحدث أي تحول في السيطرة، على الرغم من أن الوضع لا يزال متقلباً"، موضحاً أنه "بالتوازي مع ذلك، وردت تقارير عن تطويق كامل وحظر الوصول في منطقتي سيطرة النظام السوري في مدينتي الحسكة والقامشلي، المرتبطتين بالتصعيد في دير الزور".
وذكر المكتب أن "بعض البنية التحتية العامة الحيوية أصبحت مستهدفة أو مستخدمة لأغراض عسكرية، مما أدى إلى زيادة المخاطر التي تهدد وصول المدنيين إلى الخدمات على ضفتي النهر"، مشيراً إلى أن أنباء وردت عن نزوح أعداد كبيرة من النازحين من ضفتي النهر إلى مناطق أكثر أمناً أو إلى مناطق البادية، ولا تزال الأعداد قيد التأكيد حتى إصدار هذا التقرير.
دير الزور: حظر تجوال وإغلاق المعابر
وفي دير الزور، ذكر "أوتشا" أن الأعمال العدائية النشطة تركزت في مناطق صور، الكسرة، أبو حمام، الحوايج، ذيبان، سبها، الشفا، جرانيج، الدرناج، الجرزي، بصيرة، الخبر، الهرموشية، ابريها، بحرة، أبو حردوب، حريجية، هجين، الباغوز، الجنينة، الشحيل والدحلة على الضفة الشرقية لنهر الفرات.
بالإضافة إلى ذلك، تأثرت العديد من المناطق على الضفة الغربية للنهر، بما في ذلك سبيخان والبوليل والزباري وسعلو ومحكان وبقرص وطيبة والقرية والميادين ودبلان وتشرين وموحسن والدوير.
ومنذ 7 آب الجاري، أُغلقت جميع المعابر عبر النهر، وفُرض حظر تجوال جزئي على الجانب الشرقي خلال المساء، في حين أُعلن عن حظر تجوال من 6 مساءً حتى 7 صباحاً في البلدات الواقعة بين جديد عكيدات والباغوز، إلا أنه لم يُنفذ بعد.
وفي بلدة الشحيل، طُبق حظر تجوال جزئي من الساعة 6 مساءً حتى الساعة 7 صباحاً، وخارج ساعات حظر التجول، سُمح بحركة الأشخاص والبضائع عبر الجانب الشرقي، من الشحيل إلى بقية مناطق دير الزور، على الرغم من أنه قد تحدث بعض التأخيرات اعتماداً على مستوى تصعيد الأعمال العدائية خلال النهار، كما تم تعليق خدمات الإنترنت مؤقتاً في بعض المناطق.
وأشار تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى خروج تظاهرات في مناطق الجنينة والحصان والعزبة والمعامل والبصيرة، احتجاجاً على استهداف المدنيين في منطقتي الدحلة وجديدة بكارة.
الحسكة: أزمة مياه وتوقف المخابز وارتفاع الأسعار
أما في محافظة الحسكة، مُنعت جميع شاحنات المياه من دخول مناطق سيطرة النظام السوري إلى المدينة، منذ 7 آب الجاري، ما أثر على وصول ما لا يقل عن 80 ألف شخص إلى المياه الصالحة للشرب.
وقال "أوتشا" إنه نتيجة لهذا الانقطاع، ورد أن سعر المياه في المدينة ارتفع من 50 ألف ليرة سورية لكل 1000 لتر إلى 75 ألف ليرة سورية لكل 1000 لتر، في حين سمح، في 10 آب، لعشرين شاحنة مياه بالدخول إلى مناطق سيطرة النظام السوري في مدينة الحسكة، لملء خزانات المياه الرئيسية.
وأضاف أن "اليونيسيف" واللجنة الدولية للصليب الأحمر قدمتا إمدادات محدودة للمياه، ولكنها بالغة الأهمية في مناطق سيطرة النظام السوري في مدينة الحسكة، موضحاً أنه "في غياب مثل هذه المياه التي يحتاج إليها السكان المدنيون بشدة، فمن المتوقع أن يؤدي الوضع إلى زيادة الأمراض المنقولة بالمياه، بسبب الاعتماد على الآبار السطحية غير الآمنة".
من جانب آخر، ذكر التحديث الأممي أنه تم الإبلاغ عن قيود على وصول إمدادات الدقيق إلى المخابز في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري في مدينتي الحسكة والقامشلي، مما أثر على نحو 24 ألف أسرة.
ونتيجة لذلك، توقفت المخابز في مدينة الحسكة عن العمل، باستثناء مخبز واحد يعمل حالياً باستخدام مخزون طوارئ من دقيق القمح وإنتاج الخبز بطاقة أقل، بينما في مدينة القامشلي، لا يزال المخبز الرئيسي يعمل.
وأشار إلى أن توريد المواد الأساسية الأخرى، مثل الغذاء والخضروات ومشتقات النفط والأدوية، كان محدوداً في كلتا المدينتين، فيما شهدت الأسواق المختلفة ارتفاعاً في الأسعار بعد تعليق المعابر للسلع التجارية.
وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنساني الأممي إلى أن لك "أثر على منطقة شمال شرقي سوريا بكاملها، وأدى نقص إمدادات النفط إلى تقليص مدة تشغيل مولدات الطاقة، وتقييد الحركة في المدينة، وإعاقة حركة نقل المرضى.
ما الذي يجري في دير الزور؟
قبل أيام، اندلعت مواجهات بين "قوات سوريا الديمقراطية" من جهة وما يُسمى "جيش العشائر" وقوات النظام السوري من جهة ثانية، تطوّرت إلى تبادل القصف، ما أسفر عن وقوع ضحايا من المدنيين.
وأفاد ناشطون سوريون بأن ليلة كارثية عاشها المدنيون في ريف دير الزور الشرقي نتيجة للقصف الكثيف والمتبادل بين "قسد" وقوات النظام السوري، ما أجبر كثيرين على النزوح خوفاً من استهدافهم، وسط سقوط عدد من الجرحى بين المدنيين.