أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" أنه "من المتوقع أن تنفق البلدان 1.8 ترليون دولار على استيراد المواد الغذائية التي تحتاج إليها هذا العام، مما سيمثل رقماً قياسياً عالمياً جديداً"، مشيرة إلى أن "المثير للقلق أن دول العالم ستتلقى طعاماً أقل، وليس أكثر مقابل هذا المبلغ".
وحذّرت "الفاو" من أنه "بالنسبة لبعض البلدان، من المحتمل أن ينذر الوضع بنهاية قدرتها على الصمود أمام ارتفاع الأسعار"، مضيفة أنه "من المرجح أن تكون التكاليف الثابتة المتزايدة باستمرار على المزارعين، مثل الأسمدة والوقود، مسؤولة عن فاتورة استيراد الغذاء العالمية القياسية هذه".
وقال الخبير الاقتصادي في منظمة "الفاو"، أوبالي غالكيتي أراتشيلاج، إنه "في ضوء الارتفاع الكبير في أسعار المدخلات، والمخاوف بشأن الطقس، وزيادة عدم اليقين في السوق الناجم عن الحرب في أوكرانيا، تشير أحدث توقعات الفاو إلى احتمال تشديد أسواق المواد الغذائية ووصول فواتير استيراد المواد الغذائية إلى مستويات قياسية جديدة".
البلدان النامية الأكثر تضرراً
وفي أحدث تقاريرها حول توقعات الغذاء، أوضحت "الفاو" أن 51 مليار دولار إضافية سيتم إنفاقها في جميع أنحاء العالم على واردات الطعام، باستثناء ملياري دولار، كانت بسبب ارتفاع الأسعار.
وأوضحت أن "الدهون الحيوانية والزيوت النباتية ستكون أكبر مساهم منفرد في ارتفاع فواتير الاستيراد هذا العام، على الرغم من أن أسعار الحبوب يسهم أيضا بشكل كبير خاصة في البلدان المتقدمة".
وأضافت "الفاو" أن "البلدان النامية، بشكل عام، تقلل من وارداتها من الحبوب والبذور الزيتية واللحوم، مما يعكس عدم قدرتها على تغطية الزيادة في الأسعار".
وقدّرت المنظمة أن "أقل البلدان نمواً لن يكون لديها خيار سوى تقليل الإنفاق بنسبة 5 % على استيراد المواد الغذائية هذا العام".
وأوصت "الفاو" بـ "إنشاء آلية لدعم ميزان المدفوعات، للمساعدة في تجنب المزيد من انعدام الأمن الغذائي بين الدول المنخفضة الدخل، وضمان استمرار واردات الغذاء".
سوريا ضمن 20 "بؤرة جوع ساخنة" حول العالم
وفي وقت سابق، حذّر تقرير مشترك صادر عن برنامج الأغذية العالمي والفاو"، من "عام جوع كارثي" خلال 2022، مشيراً إلى أن سوريا ضمن 20 دولة تعتبر "بؤرة ساخنة للجوع".
ودعا التقرير الأممي إلى ضرورة اتخاذ إجراءات إنسانية عاجلة في 20 دولة قال إنها "بؤرة ساخنة للجوع" حول العالم، بينها 5 دول عربية، هي سوريا والسودان واليمن والصومال ولبنان.
وحذر التقرير من "احتمال أن يتدهور انعدام الأمن الغذائي في الدول العشرين خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، أي في الفترة ما بين حزيران وأيلول من العام 2022".