البث المباشر
أعربت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين عن خشيتها من تسبّب الزلزال المدمّر بتشريد أكثر من خمسة ملايين شخص في سوريا، التي تعاني أساساً من نزاع دامٍ منذ نحو 12 عاماً.
وقال ممثل المفوضية في سوريا سيفانكا دانابالا في مؤتمر صحفي عقد مساء أمس الجمعة في مقر الأمم المتحدة بجنيف: "من المحتمل أن يصبح ما يقرب من 5.3 ملايين شخص في سوريا في عداد المشردين من جراء الزلزال الذي ضرب البلاد مع تركيا في مطلع الأسبوع".
وأوضح دانابالا أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "تسارع بإيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة بشدة في سوريا. وتصب المفوضية جلّ تركيزها على مجالات المأوى ومواد الإغاثة، وذلك لضمان وجود مرافق ملائمة في المراكز الجماعية التي أوى إليها النازحون، فضلاً عن الخيام والأغطية البلاستيكية والبطانيات الحرارية وحصائر النوم والملابس الشتوية وما إلى ذلك".
وقال: "وزعنا هذه المواد منذ اليوم الأول، فيما وفرنا الليلة الماضية 9.440 رزمة مساعدات، مع التركيز بالطبع على جميع المتضررين من الزلزال، مع محاولة تحديد الأشخاص الأكثر ضعفاً من بين المتضررين، مثل كبار السن وذوي الإعاقة والأطفال. وبالطبع، فإن هناك بعض الأطفال الذين انفصلوا عن والديهم".
وأضاف: "لدينا شبكة من المراكز المجتمعية ومراكز الأقمار الصناعية ومن المتطوعين في مجال الوصول إلى الأشخاص المحتاجين للمساعدة في جميع أنحاء سوريا، وهذا يساعدنا في الوصول إلى الفئات السكانية الضعيفة. وقد أنشأنا خطوطاً ساخنة لجميع أنواع القضايا المتعلقة بالحماية، والتي نعمل على استخدامها".
ووصف دانابالا الوضع في سوريا بأنه "أزمة داخل أزمة. حيث إن البلاد عانت من أزمات اقتصادية ووباء فيروس كورونا، ونحن الآن في منتصف فصل الشتاء، مع هبوب عواصف ثلجية في المناطق المتضررة".
ووفق المسؤول الأممي، فإن كل ذلك "يؤثر على سبل الحصول على المساعدة. لقد تضررت الطرق وهذا يعيق محاولة الوصول إلى أولئك الأشخاص. الأمور في غاية الصعوبة، فهناك 6.8 ملايين شخص من النازحين داخلياً في البلاد، حتى قبل وقوع الزلزال".
وأضاف أن المفوضية توصلت –وفق تقدير أولي- إلى أن 5.37 ملايين شخص من المتضررين من الزلزال سيحتاجون إلى المساعدة في مجال المأوى في جميع أنحاء سوريا "وهذا عدد ضخم ويمس فئة سكانية تعاني أصلاً من نزوح هائل".
ولفت دانابالا في نهاية حديثه إلى إنه سيتوجّه في الأسبوع المقبل إلى مناطق سيطرة النظام السوري في كل من حلب وحماة واللاذقية. وقال: "لدينا مخزونات من مواد الإغاثة الأساسية تبلغ 30.000 قطعة، إضافة إلى 20.000 خيمة. الأمر يتعلق بالبشر وهذا كل ما يهم" على حد تعبيره.
