icon
التغطية الحية

الأضخم من نوعه.. مشروع لتدريب ألف مدرّس في إدلب | صور

2022.06.01 | 06:44 دمشق

photo_2022-05-31_18-29-43.jpg
من جلسات تدريب المعلمين في إدلب (تلفزيون سوريا)
إدلب - عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

انطلق في محافظة إدلب مشروع لتدريب 1000 مدرس ومدرّسة على مراحل مختلفة، منتصف شهر أيار، ضمن مشروع "تحسين مستوى التعليم وبناء قدرات المعلمين ومديري المدارس" الذي أطلقته منظمة "قطر الخيرية" بالتعاون مع منظمة "بنفسج".

ويمتدّ المشروع التدريبي الذي انطلق من مجمّع مدينة أريحا التعليمي جنوبي إدلب، لكل حزمة تدريبية 10 أيام بواقع 4 ساعات حضور مياومة على مراحل عديدة.

محاور منوّعة

تشمل الحزمة التدريبية في المشروع موضوعات مختلفة أبزرها "الإدارة الصفية وتدريب الإدارة المدرسية، والتعامل مع الضغوط النفسية وتدريب السجلات المدرسية ومهارات التواصل الفعّال، وتدريبات المعلمين في سياق الأزمات وغرس القيم الأخلاقية".

ويعتبر القائمون على المشروع أن "التدريبات تلامس واقع وحاجة المعلّمين في ظل ما تعيشه المنطقة، على اعتبارها منطقة أزمات وتوتّر، بما يؤثر سلباً في واقع التعليم".

ربيع حميدي وهو مدرّب في المشروع، يقول لموقع تلفزيون سوريا، إنّ "المدرّس المختص لديه المعلومة العلمية لكن بالمقابل يفتقر إلى الأسلوب والطريقة، وخاصة في الحلقة الأولى، ومن هنا تأتي أهمية التدريب".

ويوضح "حميدي" أن التدريب يركز على طرائق التدريس التي تتماهى مع الظرف الحالي للطالب والقطاع التعليمي في المنطقة، ومنه التعلّم النشط والتعاوني والأقران، والتي من الممكن أن تخرج الطالب من أزمته".

وإلى جانب الحقائب التدريبية، وفّر المشروع للمعلمين المشاركين دليلَي "المعلم في طرائق التدريس ودليل المعلم في القيم والمهارات والإدارة".

ضرورة ملحّة

تتباين أهمية التدريبات بالنسبة للمدرسين المشاركين، إلا أن معظم المدرسين المختصين أجمعوا على ضرورتها، في وقتٍ افتقروا فيه خلال دراستهم الجامعية لمناهج طرائق التدريس ومهارات التعليم، وفقاً لما أفادوا.

"ورود فرهود" مدرّسة لغة فرنسية، ومشاركة في التدريب، تقول لموقع تلفزيون سوريا إن "مشاركتها في الدورة ضرورة ملحّة، خاصة بعد انتقالها إلى التدريس إلى صفوف الحلقة الأولى، لتأتي مهارات إدارة الصف وطرائق التدريس حاجة أساسية بالنسبة لمدرّسة هذه الحلقة الدراسية الحساسة".

 

 

وتضيف: "إن المشاركة في الدورة أكسبتها العديد من الخبرات في مجال استراتيجيات التعليم ومهارات التواصل، بشكل ممنهج وأكاديمي، بعيداً عن كونها مجرد تطبيق دون علم".

بسام العمر، خريج "تربية ـ معلم صف"، مشارك في التدريب يقول لموقع تلفزيون سوريا، إن "الدورة أضافت له استراتيجيات حديثة وجديدة في التعليم خلال الحصة الصفية، سواء في الوسائل أو في العملية التدريسية ذاتها".

ويميز الدورة، بحسب "العمر"، أنّ "محتوى التدريب الذي يستمر لـ 10 أيام هو محتوى ممكن التنفيذ خلال العملية التعليمية، فضلاً عن أنشطة عديدة عملوا على تطبيقها خلال التدريب من الممكن نقلها إلى الصف لرفع قدرتهم كمدرّسين".

"ناهد الخليل"، مدرّسة مشاركة في التدريب، تقول لموقع تلفزيون سوريا، إنها "اكتسبت عدداً جيداً من مهارات وطرائق التدريس بطريقة أكاديمية، بعد عمل أكثر من 7 سنوات في مجال التعليم اقتصرت فيها الخبرة على الممارسة فقط". 

و"الخليل" مدرّسة فيزياء، توضح أن "مجال دراستها في الجامعة تضمّن المادة العلميّة فقط، في حين أغفل مهارات التدريس والإدارة الصفية اللازمة للمدرّس مستقبلاً، وهو ما وفّرته الدورة التدريبية".

بينما مصطفى الهشوم، وهو مختص في الفلسفة، يحكي لموقع تلفزيون سوريا، أنّ "التدريبات من الممكن أن تغني المدرس عن مواد طرائق التدريس التي حرم منها خلال الجامعة، فهي شاملة لمختلف مهارات وطرائق التدريس".

جاهزية المدرّسين

يوضح محمد حردان وهو منسق مكتب إدلب في منظمة "قطر الخيرية"، أنّ أهمية التدريبات المقدمة للمدرسين والمديرين، تأتي من كونها عاملاً أساسياً للتأكد من جاهزية الكادر التدريسي والإداري في كل مدرسة من المدارس المستهدفة".

وتهدف التدريبات، بحسب حديث "حردان" لموقع تلفزيون سوريا، إلى "تقديم حزمة تدريبية شاملة من أجل تحفيز المعلمين وتمكينهم من ضمان حصول الأطفال على تعليم آمن وعالي الجودة".

ويردف: "في السياق السوري نرى أنه من المهم أن تكون هناك تدريبات بشكل منتظم حيث إن ظروف التدريس الأكثر صعوبة، ورفاهية المعلم أكثر هشاشة"، مؤكداً "أن التطوير المهني للمعلم ودعمه ضروريان لضمان أن الكادر التعليمي مجهز قدر الإمكان لمواجهة هذه التحديات".

معايير الاختيار

حول معايير قبول المدرّسين والمديرين، أوضح "حردان" أن تقييم احتياجات المدرّسين كانت بالتنسيق مع مديرية التربية في إدلب من أجل تنظيم الدورات التدريبية، بعد إجراء استبيان على مجموعة واسعة من المدرّسين.

ويضيف: "إن المعلّمين والمديرين أرسلوا معلوماتهم وأجابوا على الاستبيان الذي قمنا بمشاركته معهم ومن خلال البيانات المجموعة قمنا بالاختيار، مع مراعاة شروط أن تكون مجموع علامات المدرسين الذين قاموا بالإجابة على الاستبيان أقل من 70 في المئة، وعدم حضور المدرّس أي تدريب خلال الأشهر الستة الماضية، إلى جانب كونه معلماً مسجلاً في مديرية التربية ويحمل هوية معلّم".

أما بالنسبة للمديرين المشاركين في التدريب، فإنّ التدريب شمل "المدرسين الذين كانت مجموع علامات إجاباتهم على الاستبيان من 50 إلى 60 في المئة، ولم يحضروا أي تدريب خلال الأشهر الستة الماضية"، بحسب "حردان".

ويشير إلى أنّ "استهداف مجمع أريحا بالتدريب جاء لأنه أكثر تجمع بحاجة إلى هذا النوع من التدريبات".