icon
التغطية الحية

"الأسوشييتد برس": إسرائيل أبادت عائلات فلسطينية بكاملها في غزة

2024.06.18 | 20:54 دمشق

مقتل عدد من الفلسطينيين من جراء القصف الإسرائيلي على مختلف المحافظات في قطاع غزة، 18 حزيران/يونيو 2024 (الأناضول)
مقتل عدد من الفلسطينيين من جراء القصف الإسرائيلي على مختلف المحافظات في قطاع غزة، 18 حزيران/يونيو 2024 (الأناضول)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

كشف تحقيق لوكالة "أسوشييتد برس" الدولية للأنباء عن التأثير المدمر للغزو العسكري الإسرائيلي على العائلات الفلسطينية في غزة، حيث يتم تدمير سلالات كاملة في غارات جوية واحدة أو سلسلة من الضربات.
ونشرت الوكالة الدولية، ذائعة الصيت، تحقيقاً بالتعاون من خبراء عسكريين وقانونيين وشركات مختصة بتحليل البيانات، أجرت خلاله تحليلاً لعشرات الغارات الإسرائيلية على قطاع.
ووفقاً للتحقيق، فإن عائلات فلسطينية كاملة شطبت من سجلات القيد المدني بسبب الغارات الإسرائيلية التي تمحو سلالات فلسطينية كاملة من الوجود.
وقال التحقيق، أسفر القصف الجوي والبري الإسرائيلي على قطاع غزة إلى مقتل المئات من أفراد الأسرة الواحدة التي تنتمي إلى السلالة نفسها، وهي حصيلة غير مسبوقة للمجتمع الصغير الذي يتكون في معظمه من اللاجئين وأحفادهم.
وأضاف التحقيق، لقد تكبدت كل أسرة فلسطينية تقريباً خسائر فادحة ومتعددة، ولكن هناك العديد من الأسر قُضي عليها، وخاصة في الأشهر الأولى من الحرب، التي اندلعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

استهداف الملاجئ من دون إنذار

أكد التحقيق أن القصف الإسرائيلي استهدف المباني السكنية والملاجئ التي كانت تؤوي عائلات، من دون أن يكون هناك هدف عسكري واضح أو تحذير مباشر لمن هم داخل هذه المباني.
وأشار التحقيق إلى أنه في إحدى الحالات، قالت إحدى الأسر المستهدفة إنها رفعت علماً أبيض (الراية البيضاء) على المبنى الذي تسكن فيه في منطقة قتال.
ووفقاً لـ "أسوشييتد برس"، فإن الحرب الإسرائيلية الحالية تفوق في دمويتها ما حدث في "النكبة الفلسطينية" عام 1948، آنذاك، قتلت القوات الإسرائيلية نحو 20 فلسطينياً.
في حين تدخل الحرب الحالية شهرها التاسع، قتلت فيها إسرائيل أكثر من 37 ألف فلسطيني وأكثر من 85 ألفاً آخرين أصيبوا ونحو 10 آلاف يعتبرون مجهولي المصير، فضلاً عن دمار هائل في البنى التحتية، وفق مصادر فلسطينية رسمية.

عائلات بكاملها

من الحالات التي تناولها التحقيق، عائلة الأغا التي فقدت 31 من أبنائها غربي خانيونس جنوبي قطاع غزة.
ففي 11 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، دمرت غارة جوية إسرائيلية منزل أمين الأغا، الرجل الستيني كان نائماً في الطابق الأرضي من المبنى المكون من طابقين مع زوجته وأبنائه الثلاثة. وكان الطابق العلوي منزل ابنه مهند الأغا (30 عاماً) وزوجته هند وابنتيهما تالين (عامان) وأسيل (عام واحد). وأسفرت الغارة الجوية عن مقتل 11 فرداً من العائلة، بما في ذلك اثنان من أبناء عمومتهم في مبنى مجاور.
وبعد 3 أيام من تلك الغارة الإسرائيلية، استهدفت قنبلة إسرائيلية منزل خميس الأغا في خانيونس هو أيضاً ومن العائلة نفسها، وتحول المبنى المكون من ثلاثة طوابق إلى أنقاض. ومن بين القتلى: خميس الأغا، 38 عامًا، وزوجته نسرين، وولدان يبلغان من العمر 11 و13 عامًا، وابنتان تبلغان من العمر 8 و6 أعوام، وشقيقه الأصغر وابنه البالغ من العمر 9 سنوات، وابنة عم وابنها. ولم تنج من القصف سوى زوجة الأخ.
وبعد ذلك بشهر وتحديداً في 14 تشرين الثاني/نوفمبر، تعرض منزل عوني الآغا، ابن عم خميس الثاني، لغارة جوية إسرائيلية، مما أدى إلى تدمير المبنى المكون من ثلاثة طوابق في غربي خان يونس. 
لم تترك الغارة سوى طبق قمر صناعي (ستالايت) يبرز فوق الأنقاض. وأسفرت الغارة عن مقتل زوجة عوني الأغا، سامية (64 عاما) وأبنائه الأربعة، الذين تتراوح أعمارهم بين 42 و26 عاماً وابنته راما، 41 عاماً، وزوجها وولديها البالغين من العمر 18 و16 عاماً. ونجا عوني الأغا، مسؤول التعليم الحكومي، لأنه استيقظ لصلاة الفجر. وبعد ثلاثة أشهر، في شباط/فبراير، توفي عوني الأغا عن عمر يناهز 69 عاماً، على الأرجح بسبب كسر في القلب، بحسب جاسر الأغا.
قالت إيميلي تريب، مديرة منظمة "إيروورز"، وهي منظمة مراقبة الصراعات ومقرها لندن، إن محققيها واجهوا صعوبة في التعامل مع مقتل عائلات بكاملها، عبر الأجيال.
وأضافت تريب، في بعض الأحيان كان علينا إنشاء أشجار عائلية لفهم الضرر الذي يلحق بالمدنيين.
وكذلك، ورد في التحقيق حالات مماثلة لعائلة الأغا منها عائلة سالم التي فقدت 173 فرداً، وعائلة دغمش التي فقدت 44 من أبنائها وعائلة أبو النجا التي فقدت 20 فرداً وغيرها من الحالات.